اخبار الساعة - د. زهير علي عبد العليم
ليلة البارحة زارني أحد الشهداء :
الشهيد : السلام عليكم ..
أنا : وعليكم السلام من أنت ؟
الشهيد : ألم تعرفني,انا الشهيد عبدالرقيب عبد الوهاب نعمان الذبحاني ؟
انا : لا يا أخي لم اعرفك ؟
الشهيد : الم ترى صورتي من قبل في كتب التاريخ؟
انا : لا لم أرى صورتك لا في كتب التاريخ ولا الجغرافيا ؟
الشهيد : ألم تقرأ أسمي على احد الشوارع او على احدي المدارس او إحدى قاعات الجامعات ؟
أنا : لا , بحسب علمي لا يوجد شارع بهذا الاسم و لا مدرسة .
الشهيد : انا بطل ملحمة السبعين في صنعاء و رئيس هيئة اركان الجيش اليمني و انا من قاد سلاح الصاعقة في أحلك مراحل الثورة انا الذي ما خان لما خانت الأممُ !
انا : المعذرة يا أخي مرت عليّ اسماء شهداء آخرين امثال حسن العمري, العلفي, الثلاياء و الزبيري الكبسي الخولاني و بحسب علمي لايوجد من ذبحان شهيد ؟
الشهيد : هل أنت متأكد ؟
أنا : نعم متأكد ؟
الشهيد: لماذا لم يأمر عبد الله عبد العالم القرشي بتخليد ذكري كشهيد يمني هو يعرفني؟
أنا : من عبد الله عبدالعالم القرشي ؟
الشهيد : لا تعرفه ؟ هو ثارا شجاع كان قائد قوات المضلات في احلك الضروف و اخبروني انه اصبح نائبا رئيس الجمهورية ؟
أنا : المعذرة , لم أقرأ عنه ايضا في أي كتاب ولكني سمعتهم يقولون أن هناك في المنفي رجلٌ بهذا الأسم ؟
أنا : هل تعلم ايها الشهيد البطل ان اليمنيون قاموا بثورة ضد النظام الطائفي البليد وأعتقد جازما انهم سيعيدون الأعتبار لشهداء اليمن وأبطالهم على امتداد رقعة الوطن ؟
الشهيد : صحيح, هل سيعيد ثوار اليمن و أحفادي في تعز الأعتبار لي بعد كل هذه السنيين؟
أنا : بالتأكيد ثوار اليمن اليوم ليسوا ملكيين و لا انصاف ملكيين؟
هم ثوار حقيقيون قاموا في كل القرى اليمنية. أحرق الطائفيون خيمهم ودك الجهلة ساحاتهم ولم تنكسر شوكتهم وهم في طريقهم الى اقامة دولة فيدرالية عادلة متساوية المواطنة ؟ وسيسعون الى تخليد ذكراك كشهيد إن شاء الله ..
الى ثوار اليمن في المدارس و الجامعات اليمنية وفي كل مكان , الى الثوار في مختلف الاعمار مرت علينا ذكرى ثورة سبتمبر و ذكرى ملحمة السبعين ولم نسمع في إعلامنا الرسمي من يذكر هذا البطل او من يخلد ذكره الم يجد هذا البطل من ينتصر له بعد كل هذه العقود .
الا يستحق هذا المغوار ان نغير أسم حديقة السبعين بحديقة الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب ،
هل ينتظر الثوار في تعز و غيرها قرار جمهوري ليسموا ثانوية تعز الكبرى مثلا بإسم الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان ..
عندي يقين ان الله لايضيع أجر من أحسن عملا ، ستنتصر الأقدار لكل مظلوم و شهيد طمس الجاهلون و وأغفل الحاقدون ذكره ..
كم شهيدا من ثرى قبرا يطل ليرى ما قدر روى بالدم غرسا ، وما اظلم أن يطُلَ الشهيد فلا يجد لِذكرهُ أثر ..
الشهيد عبد الرقيب عبدالوهاب أسطورة وطن و ملاحم فداء و مصدر إلهام يحاول الحاقدون طمسها من الذاكرة فلنحييها نحن في كل مكان و إن لم نفعل فأين الإباء الذي ندعي وأين الكرامة وأين النَشم ..
