عمران تحت القصف؛ قتل نتيجة القصف مائة: 70 من الحوثيين و30 من الجيش، فهل يدخل اليمن حرباً سابعة؟
سؤال مهم خصوصا وأن المتغيرات الإقليمية والدولية لن تسمح للسعودية بالتدخل المباشر مثلما تدخلت في عدد من الحروب السابقة، ولكن هل يبقى الوضع على ما هو عليه اختبارا للجيش اليمني واستفزازا للسعودية؟
يستثمر الحوثيون الظروف الإقليمية والدولية في محاولة السيطرة على مناطق القبائل حول صنعاء من أجل إعادة التموضع واستثمار القوة التي يتمتع بها الحوثيون دون غيرهم من القبائل رغم أن الجميع يمتلكون من الأسلحة الثقيلة.
ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً الذي بحاجة إلى البحث عن إجابة واضحة، وهو لماذا يستهدف الحوثيون مناطق تتبع الجيش؟ هل هدفهم استدراج الجيش لحرب من أجل أن تربك السعودية وتجبرها على التدخل رغم ان السعودية لن تتدخل في مثل تلك الظروف وهناك خيارات أخرى تلجأ إليها.
ولماذا يتجه الحوثيون إلى إجهاض التسوية السياسية، والوقوف أمام تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي ما زالت معلقة، ولم يجر البدء بتنفيذها، مع محاولة إجهاض قرار الدولة الاتحادية الذي خرج به مؤتمر الحوار الوطني الشامل، بينما تواصل اللجان الخاصة بإعادة صياغة الدستور الجديد عملها بشكل سري؟
والسؤال الآخر والمهم أيضا هل بمحاصرة الحوثيين العاصمة ينوون إسقاط حكم هادي الذي وجد دعما وطنيا وخليجيا بقيادة السعودية؟ أم أنهم يريدون فتح جبهات جديدة مع القبائل للسيطرة على المنطقة؟ خصوصا وأنها خرقت كافة الاتفاقيات التي وقعتها لوقف إطلاق النار، والتي فضلت السعودية أن تكون تلك الاتفاقية برعاية الأمم المتحدة.
في حين هناك ضغط شديد من حكومة الوفاق على الجيش والأمن وإلزامهما باستخدام القوة لمواجهة الحوثيين وسمتهم بالمخربين، وأعطي الحوثيين مهلة نصف يوم للانسحاب من همدان قرب صنعاء.
اليمن يعاني من ثالوث الرعب القاعدة والحوثيين والحراك الجنوبي، وإمكانيات اليمن متواضعة مما يصعب مواجهة هذا الثالوث، ما لم يحصل اليمن على دعم إقليمي، بينما المنطقة في حالة فوضى وارتباك خصوصا بعد الأزمة في العراق التي ضاعفت أزمة العراق السياسية التي يعاني منها العراق منذ تولي المالكي الفترة الثانية وتهميشه للكتل السياسية وللمكونات المتعددة في العراق.
فاليمن يعاني تحديات ما بعد الحوار الوطني، خصوصا وأن القيادات السياسية مطالبة بإنعاش الاقتصاد لكنه يصطدم بالفوضى الأمنية، كما أن غياب التخطيط يزيد معدلات الفساد، رغم أن النموذج الفيدرالي الذي توصل إليه الحوار الوطني في اليمن يحد من الإرهاب.
لكن استمرار الحوثيين في الحرب يدخل اليمن في حرب أهلية شاملة، خصوصا وأن قبيلة أرحب كبرى قبائل بكيل أفشلت هجمات الحوثيين قرب العاصمة، بينما تدعي الحركة أنها تملأ فراغ الدولة وتريد أن تكون على غرار حزب الله في لبنان، ولكن الحكومة اليمنية ترفض أن يتحول الحوثيون إلى حزب الله اليمن.
وكما فشلت كل المخططات السابقة لاستخدام اليمن كقاعدة لمهاجمة السعودية، فإن المخططات الجديدة ستنال المصير نفسه، والهجمات الأخيرة تريد استفزاز السعودية وجرها للتدخل المباشر وتوريطها في مثل تلك الظروف الإقليمية والدولية الدقيقة، بينما السعودية حذرة من التدخل بمنأى عن القرارات الدولية التي تحصنها من الاستهداف.
د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
أستاذ بجامعة أم القرى بمكة
Dr_mahboob1@hotmail.com
توقيت هذا العبث في اليمن لمصلحة من؟
اخبار الساعة - د. عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
المصدر : ميدل ايست اونلاين