أخصائية التأهيل عبير أحمد من غزة لياسمين الرجبي في الجزيرة البلقان :
" لا مكان آمن " .
" إن العالم بأسره لا يقدر على حماية المدنيين " .
تعمل عبير على مدار الساعة منذ عام 2008 حيث أصيب الآلاف نتيجة عدوان الصهاينة الغاشم وكذلك الأمر عام 2012 . وقي هذه الأثناء التي نشاهد فيها عدواناً إسرائيلياً جديداً نلتقيها في هذه العجالة .
كيف هي الحياة في غزة ؟
مرعبة جداً وكأن الحياة توقفت تماماً . لا تتوفر الكهرباء أكثر من ربع اليوم ونقصان كبير في الغذاء والماء . غزة تعيش شهر الصيام هذه السنة برائحة البارود وأعمدة الدخان والنيران المشتعلة في أرجائها . لم يستطع أحد أن يبتهج بنجاح إبنه أو ابنته في الثانوية فالجميع تحت طائلة قصف لا يتوقف والجميع حزين لاستشهاد عشرين خريجاً وخريجة حتى اللحظة . هذه هي الحياة في غزة .
كيف تتحركون في الشارع إذن ؟
لا مناص من التحرك . فالإحتياجات تفرضه عليك . كان لا بد من تشييع ثلاث فتيات من ذوي الإحتياجات الخاصة كنّ هدفاً لقصفٍ إسرائيلي وكذلك خمسة عشر شخصاً استشهدوا وهم يخرجون من المسجد وثلاثة آخرون وقعت عليهم المئذنة . والجميع شاهد قتل الإسرائيليين لأربعة أطفالٍ فلسطينيين . هذه هي غزة وأوضاعها .
ألجيش الإسرائيلي يدعي أنه يطلق تحذيرات تنبيهية قبل أي فعل ؟
يعني .. أقبح من جرم . والجرائم لا تنتهي . كيف سأختبيء من قنبلة وقنابل تسقط فوق منزلي وتجعل كل شيء رماداً يغلق عليّ حتى منفذ الملجأ . غزة كلها محاصرة والحصار يطوقها من كل جانب . هذه التحذيرات التي يدّعونها لا فائدة منها إلا الموت لأنه قادم من نيرانهم .
ما صحة رواية القضاء العسكري الإسرائيلي أن حماس تخفي الأسلحة في المنازل ؟
ليس صحيحاً وهي محض اختلاق لتبرير تدميرهم للمنازل والمشافي والمساجد والمدارس . ولحماس مخابيء خاصة لأسلحتها وذخائرها . والإسرائيليون يهدمون كل هذه المؤسسات وعن قصد . وهم يقتلون النصارى كما المسلمين أي لا يفرقون بين فلسطيني وآخر . وقد اعتاد العالم كله على أكاذيبهم .
كيف يتحمل الأطفال كل هذا القصف ؟
ضغط كبير عليهم يسبب الصدمات ويأخذ منهم زمن الطفولة . فهم لا يفهمون الذي يجري . إنهم ضحايا ليس إلا . أنا عمّة لطفلة تبلغ سنتين ونصف تصرخ من هول القصف ولما تمسك القلم وترسم خطاً تقول بنطقها الأوليّ قصف . أطفالنا ليلهم كوابيس ونهارهم فزع .
من يقوم برعاية هؤلاء الأطفال الضحايا ؟
مستشفى الشفاء فقط وينقصه الكثير الكثير . ووكالة الغوث عاجزة عن تقديم ما يلزمهم . لكنها أرسلت الكثير منهم ممن أصيبوا بإعاقات عام 2008 إلى سلوفينيا وتم ذلك بالإتفاق مع الحكومة السلوفينية .
" كثافة القصف تؤذي منازل عديدة لكل منزل يتعرض للقصف بسبب تلاصق المنازل لكثافة غزة السكانية العالية جدا " .
أتخافين على نفسك ؟ على أهلك ؟ على شعبك ؟ ماذا تقولون للعالم ؟
جميعنا خائفون بالطبع . فنتائج القصف كارثية . والموت يصيبنا في مكان العزاء . نريد وقف معاناتنا فوراً ومساعدات إنسانية عاجلة . والمجتمع الدولي للأسف عاجز مثلنا . لا بد من وقف العدوان وإزالة الحصار حتى نعتمد على أنفسنا . ونحن نؤمن بالله ولن يصيبنا إلا ما كتب لنا وآجالنا مكتوبة موقوتة .