وأضاف: وما نراه اليوم من هادي من بهرجة وخطابات ولقاءات واستعراض القوة ما هو إلا فيلم بطله مالكي اليمن الجديد، الذي يريد تحويل اليمن إلى عراق جديد وسوريا جديدة للبقاء في السلطة، كون أن البند السابع لمجلس الأمن الذي سعى إليه لم يعد يجدي إلا بحرب تأكل الأخضر وتهدد أمن واستقرار الخليج.

وتابع: وعندها سوف يستخدم البند السابع في إدخال قوات دولية للبقاء في السلطة، وللأسف فإن الأخ هادي أصبح يتقوى للبقاء في السلطة بالخارج وبالبند السابع الذي لم يتحصل عليه مالكي العراق.

وقال اليماني بعد ان مدح القيادة السعودية التي اشرفت على المبادرة الخليجية لإيصال اليمن إلى بر الأمان والخروج من نفق مظلم:نحن اليوم أمام مالكي آخر لا يريد أن يوصل اليمن إلى بر الأمان كما تعهد للأشقاء هادي، وللأسف أصبح البريطانيون يخططون له باستخدام فصيل معين في اليمن لتهديد الخليج، كما كان يمارسها المالكي في العراق.

واستطرد قائلا: الرئيس هادي المنتهية ولايته لم يعمل وفقا لما جاء في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بل ظل يراوغ مع كل الأطراف السياسية الموقعة على المبادرة، وكان يحمل طرفا ضد طرف آخر عدم تنفيذ المبادرة الخليجية حتى استطاع انتزاع قرار أممي لتدويل الأزمة اليمنية وإبعادها عن مرمر الأشقاء في السعودية الراعين الأساسيين للمبادرة، ليستخدمه ضد كل خصومه المعارضين لسياساته، التي تقترب من سياسات المالكي في العراق بل أنها أسوأ منها خاصة وأننا أمام حروب طائفية يقودها هادي وبإشرافه المباشر وكل ذلك للبقاء في السلطة لعقود وليس لعامين.

وأكبر دليل على ذلك أننا شارفنا على انتهاء ما يقارب من أربعة أعوام وليس عامين كما نصت المبادرة، وصولا إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية لم يتم منها شيء سوى فوضى وحروب واقتتال وإرهاب واغتيالات في كثير من المدن اليمنية.

وهكذا يظل هادي رئيساً إلى ما لا نهاية ويبقى يحكم في مربع الستين فقط، وليس في كل اليمن، فالمهم أنه يظل يسمي نفسه رئيساً لليمن ليدير أزمات ومحن اليمن، الذي يتحدث عنها في كل خطاباته، على أنه جاء ليخرج اليمن من أزماتها ومحنها، كما كان يحكم المالكي العراقي في المدينة الخضراء في بغداد.

الأطراف السياسية وعلى رأسها المؤتمر الشعبي العام الذي سلم السلطة وفقا والمبادرة الخليجية، ظلوا يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانيه وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة.

وهذا الأمر أثار حفيظة مالكي اليمن، هادي، ليفتح جبهات جديدة للوطن في حروب طائفية وإرهاب واغتيالات وعمليات إرهابية وحروب، في عمران وصعده ودماج وآخرها في الجوف وصولا إلى العاصمة صنعاء، التي أنزل من جبالها عبد ربه هادي المدفعية منذ شهور، والتي ظلت صمام أمان لها من أي محاولة للسيطرة عليها، وقد أنزلها بذريعة الانقلاب المزعوم عليه.

هادي المنتهية ولايته، يعتقد أنه ومن خلال هذه الحروب الطائفية داخل صنعاء وفي المناطق الحدودية مع الأشقاء في السعودية، يستطيع ممارسة الضغط على الأشقاء في المملكة السعودية والخليج، من خلال التمدد الحوثي في عمران وفي صعده وفي الجوف ومدن أخرى يمنية حدودية، بغرض الحصول على الدعم السياسي والاقتصادي الذي يريد والذي يبقيه في السلطة لعقود.

بينما أن الأشقاء في الشقيقة الكبرى السعودية أصبحوا يدركون خطورة اللعبة التي يديرها هادي داخل الوطن باتجاه الأشقاء في السعودية والخليج لتخويفهم بأمنهم واستقرارهم.

هادي للأسف أصبح يشكل "مالكي" يمنيا جديدا بل أسوأ من المالكي العراقي الذي أوصل العراق إلى التفتت والاقتتال وتشجيع الجماعات الإرهابية، ومنها داعش التي سيطرت على أجزاء كبيرة داخل العراق، كما يحصل اليوم في اليمن في تعدد السيناريوهات التي يديرها هادي من إرهاب وحوثي وحراك وإخوان ومؤتمر ووو؟؟؟

الرئيس المنتهية ولايته في اليمن، وبالأصح الرئيس المؤقت، كان من المفترض أن ينتهج نهج عدلي منصور حيث قاد المرحلة الانتقالية في مصر وصولا لانتخابات رئاسية ووصول الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أوجد استقرارا رغم كل التحديات التي تواجه مصر.

ولكن للأسف الرئيس هادي المنتهية ولايته في اليمن أصبح مالكي يمنيا أسوأ من المالكي العراقي، فهل ينتظر اليمنيون والأشقاء في الخليج حتى تتوغل داعش في اليمن وتذبح الشعب كما ذبحت جنودنا أمام مرأى ومسمع من العالم وأمام الأشقاء في السعودية والخليج.

إذن، هل سيقف الأشقاء اليوم وفي هذه الظروف موقفا حازما حتى لا تنزلق اليمن إلى عراق جديده بل أسوأ من العراق نفسها. فالمالكي العراقي أدخل العراق في نفق مظلم لا يمكن أن تخرج منه بعد عشرين عاما من الحروب الطائفية والإرهاب والدواعش ووو.

إذن، هل نرى أمريكا تتخلى عن مالكي اليمن هادي، قبل فوات الأوان، أم أن الأمريكان سيدعمون هادي كما دعموا المالكي في العراق، ليأتوا بعدها يتخلوا عنه بعد خراب مالطا.

نحن في اليمن اليوم أمام مفترق طرق بقيادة هادي، ونتمنى أن تأتي المبادرة من هادي نفسه قبل أن يتخلى عنه الجميع كما تخلوا عن المالكي في العراق بين ليله وضحاها.

وعلى مالكي اليمن، الرئيس هادي المنتهية ولايته، ألا يجعل التهديد بالحرب الطائفية داخل صنعاء وعمران والجوف تسير وفقا لخطته المرسومة، بالتنسيق مع الحوثي. وألا يجعل كذلك من المذبحة التي تمت في حضرموت لجنودنا الأبرياء ورقة يلعب بها ويستثمرها مع الأشقاء في السعودية والخليج لإخافتهم بدواعش اليمن.

خاصه وأن العملية الإرهابية التي استهدفت منفذ "الطوال" السعودي لم تأت أكلها للرئيس هادي.

لذلك نتمنى أن يدرك الرئيس هادي أن الأشقاء في الشقيقة الكبرى السعودية والخليج لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام محاولة تخريب وزعزعة أمنهم، خاصة وأنهم وقفوا موقفا حازما في الأزمة السياسية عام ٢٠١١، ووضعوا المبادرة الذين هم اليوم مطالبون بتنفيذها، حفاظا على اليمن من الانزلاق إلى الفوضى والحروب والاقتتال والإرهاب والدواعش الجدد، هؤلاء الوحوش البشرية، حيث يسعى إليها المالكي الآخر في اليمن، هادي، بل الأسوأ من نوري المالكي العراقي نفسه.