أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » لقاءات وفعاليات

حلقة نقاشية عن المشهد السياسي اليمني نظمها المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية

- صنعاء

في إطار إهتمامات المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية بالقضايا الوطنية والقومية عقدت عصر يوم الأربعاء الموافق 27 أغسطس بمقر المركز حلقة نقاشية بعنوان  المشهد السياسي اليمني ، وفي بداية الحلقة رحب السفير د/ علي عبد القوي الغفاري رئيس المركز بالإخوة المشاركين وقال : لقاؤنا اليوم يختلف عن اللقاءات والإجتماعات السابقة كونه يأتي واليمن الغالي يمر في ظرف دقيق وحرج جداً ، وعلينا جميعاً تحمل المسؤولية الوطنية ودعوة الأطراف إلى الحفاظ والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية والإنسانية ، مما يتطلب من الجميع تحكيم العقل والمنطق وعدم جر البلاد إلى ساحات الفوضى والعنف وكفاية على البلد  ما يعانيه جراء العمليات الإرهابية والفساد المستشري في مؤسسات الدولة مشيرا ًإلى أهمية الحلقة التي يحضرها  ويشارك فيها عدد من   قادة الأحزاب السياسية وعدد من رؤساء المراكز الثقافية والدبلوماسيين والأكاديميين ، وقد حيا الدكتور الغفاري باسم الحضورفصائل المقاومة الفلسطينية على الإنتصار التاريخي على العدو الصهيوني الذي شن حرب بربرية على قطاع غزة على امتداد 50 يوماً خلالها أثبتت المقاومة قدرتها على الصمود والدفاع عن حرية الشعب الفلسطيني واستقلاله المشروع وصولاً إلى نيله الإستقلال وبفضل تلاحم المقاومة وصواريخ القسام التي هزت المستوطنات المحتلة أذعن  العدو التاريخي للأمة العربية لشروط المقاومة ووقف دائم لإطلاق النار ، كما رحب بالأخ الدكتور / أحمد علي العماد القائم بأعمال سفارتنا في كندا المشارك في الحلقة .

 

وكان أول المتحدثين الأستاذ/ عبد العزيز جباري عضو الوفد الوطني الرئاسي إلى صعدة / أمين عام حزب العدالة والبناء الذي أوضح في مداخلته طبيعة المفاوضات التي تمت مع زعيم حركة أنصار الله  مفيداً أن المفاوضات بين الجانبين التي إستمرت ثلاثة أيام كانت قد حققت الكثير من المواضيع التي تم مناقشتها وكان الجانبين قيد التوقيع عليها بما يضمن حل الخلافات وصولاً إلى إنهاء التوتر القائم ، وقد عبر الأستاذ جباري عن تفاؤله بقدرة وحكمة اليمنيين في الوصول إلى حلول تخدم الوطن وتحافظ على وحدته واستقراره بما يؤدي إلى تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي كان من المفروض البدء بتنفيذها فور إنتهاء مؤتمرالحوارالوطني موضحاً إلى أهمية وضع نهاية لكافة مظاهر الفساد

والفوضى الحاصلة في مؤسسات الدولة والحكومة وأن تتظافر جهود القوى الوطنية لمعالجة كافة الإختلالات بما يؤدي إلى بناء دولة النظام والقانون ، مشيراً إلى أن الخلافات الحاصلة حالياً سببها الجرعة الإقتصادية التي من الضروري معالجة الأثار المترتبة على رفع الدعم ولابد من تشكيل هيئة عليا من الإقتصاديين المتخصصين تتولى كافة الشؤون الإقتصادية وبما يضمن تقديم البدائل التي تؤدي إلى رفع مستوى معيشة السواد الأعظم من أبناء شعبنا وتسخير مردود رفع الدعم لتقوية البنية الإقتصادية والتحتية للبلاد في مختلف القطاعات وتوفير المياة والكهرباء وتخفيض أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية ، مشيراً إلى أنه مع إقالة الحكومة في أسرع وقت وتشكيل حكومة كفاءات وطنية .

 

أما اللواء / حيدر بن صالح الهبيلي رئيس التكتل الوطني للتصحيح / عضو مجلس الشورى فقد عبر عن رؤيته لمعالجة المشاكل التي يمر بها الوطن من خلال تشكيل حكومة كفاءات مستقلة عاجلة وتخفيض سعر البترول إلى 3000ريال للدبة  والديزل إلى 2500 ريال ، مؤكداً إلى أهمية تعاون كل الأطراف لتحقيق الوفاق الوطني وتقديم مصلحة اليمن على بقية المصالح .

 

من ناحيته عبر القاضي / حمود عبد الحميد الهتار وزير الأوقاف والإرشاد السابق، كعادته وبصراحته المعهودة بحكمة الأطراف على نزع فتيل الخلافات والمناكفات والصراعات الحزبية ، وأن الحوار وحده هو السبيل لعبورمحطات الأمن والإستقرار وخير اليمن وسعادته ، مشيراً أن على الرئيس عبد ربه هادي أن يتخذ قرارات سريعة متحررة من الأحزاب ومعالجة الجرعة الخانقة وفقاً للمصلحة العامة وذلك من خلال الإعلان السريع عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية .

 

أما الدكتور / يحي المتوكل وزير الصناعة والتجارة السابق  وبحكم تخصصه في المجال الإقتصادي والمالي فقد تحدث بإسهاب عن الأثار المترتبة على رفع الدعم وجدواه وانتقد الربط بين الجانب الإقتصادي والسياسي مشيراً إلى أن القرارات التي أعقبت رفع الدعم كانت خاطئة ، وكان الأحرى تبني حزمة من الإجراءات الإقتصادية  الحقيقية مرافقة وأن تسبق قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية ، ويرى أن سعر المشتقات النفطية لايرتبط بالضريبة والجمارك وشدد على ضرورة  إعداد رؤية للمعالجات الإقتصادية والمالية يقوم بإعدادها خبراء متخصصون ،وعلى الحكومة تبيان الحقائق والسياسات الإقتصادية والمالية للشعب أولاً بأول ، وقد شارك الحضور المتمثل في الإخوة :

الدكتور / أحمد علي العماد ، د/ عبد السلام الصباري ، د/ دحان النجار ، د/ أحمد صالح الصباري، المحامي المعروف / محمد أمين الإدريسي ، د/ فضل الكهالي ، د / نبيل حجر ، الأستاذ / أحمد محمد العماري ، الأستاذ / محمد سلام ، د/ فؤاد عبد الغني المخلافي ، الأستاذ / عبد الحميد طربوش ، مهندس / عادل عبد الله قاسم ، مهندس / إبراهيم حجر ، مهندس أيمن الهتار ، في مجمل النقاش الحر والهادئ وطرح الرؤى والتصورات الهامة التي سادت  .

 

التوصيات الصادرة عن الحلقة

أولاً – سرعة تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة من المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة تعالج مختلف القضايا المختلف عليها والولوج في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي شارك فيها كل المكونات السياسية  .

ثانياً – تغليب  الحوار والعقلانية والحكمة في معالجة الصراعات والأزمات التي يمر بها البلد وتغليب مصلحة اليمن على كل المصالح الحزبية والمناطقية والمذهبية، ودعوة حركة أنصار الله وكل الأطراف إلى المحافظة على النظام واستتاب الأمن والإستقرار وحل المواضيع المختلف عليها بالطرق السلمية بما يخدم الوطن .

ثالثاً – الإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية تعالج كافة القضايا التي عبر عنها مؤتمر الحوار الوطني .

رابعاً – إستمرار الحوار مع مكون أنصار الله حتى يتم التوصل إلى حلول مرضية خالية من الفوضى والعنف وتجنيب البلاد ويلات الوقوع في الحرب والفتنة الأهلية .

خامساً – تشكيل هيئة إقتصادية عليا ذات صلاحيات واسعة من الإقتصاديين المتخصصين  ومن ذوي الخبرة بتوافق كل الأطراف لوضع حلول شاملة وكاملة للجوانب الإقتصادية والمالية تخدم الشعب وتعمل على إنجاز كافة المشاريع الخدمية المطلوبة في أنحاء اليمن .

سادساً – وضع آلية مزمنة وممنهجة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل .

سابعاً – الإسراع في إنجاز صياغة مسودة الدستور والإستفتاء عليه وإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية .

ثامناً – دعوة الأجهزة الرقابية وهيئة مكافحة الفساد لممارسة إختصاصاتها والقيام بواجباتها الرئيسية في تجفيف منابع الفساد السائد والمستشري وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب والحفاظ على المال العام وترجمة رسالة الأخ / رئيس الجمهورية التوجيهية التقشفية والمكونة من 17 نقطة باعتبار تلك الرسالة من ضمن مخرجات الحوار الوطني ، وبمكافحة الفساد وتعرية ومحاسبة ممارسيه فإن ذلك يمهد الطريق لمعالجات القضايا والملفات الأخرى.

تاسعاً - النظام الجمهوري والوحدة الوطنية وأمن اليمن واستقراره وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وسيادة اليمن واستقلاله بعيداً عن التأثيرات الخارجية الإقليمية والدولية من الثوابت الرئيسة وصمام أمن هذا الشعب الصامد والصابر من أجل بناء اليمن الجديد أساسه المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات .

صنعاء في 28 أغسطس 2014م

Total time: 0.0549