أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

كتاب سعوديون: سيطرة الحوثيين بصنعاء إسقاط للإخوان

- متابعات

 

كشف عدد من الكتاب الصحفيين والأكاديميين السعوديين النقاب عن أن المملكة العربية السعودية وافقت على ما جرى من سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بأيدي الحوثيين؛ لأنها ترى أنهم أفضل من الإخوان المسلمين ممثلين بحزب "الإصلاح" اليمني في الحفاظ على مصالحها، ودفع خطر الجماعات الإسلامية السياسية عنها.

 

لا تهديد حوثي على الأمن السعودي!

 

ففي مقاله الاثنين بجريدة "الحياة"، كتب الكاتب السعودي "عبدالله حميد الدين"، طارحا السؤال في العنوان: هل هناك تهديد حوثي على الأمن القومي السعودي؟

 

ومجيبا قال: "يبدو أنه حصل توافق عالمي وإقليمي ويمني على ضرورة التخلص من «الإخوان المسلمين»، وسيطرتهم على مفاصل مهمة في الحكومة اليمنية والجيش".

 

وأشار إلى أن هذا التوافق يظهر من الصمت الرسمي التام عالميا وإقليميا على تطور الأحداث، والتصريحات السعودية والخليجية التي باركت اتفاق صنعاء، بحسب قوله.

 

واعتبر "حميد الدين" أن ما حصل في اليمن لم يكن سقوطا لصنعاء في يد إيران، ولا الحوثيين، وإنما سقوط نهائي لحزب الإصلاح، ولعلي محسن الأحمر، وهما طرفان أساسيّان في تغذية الإرهاب، وفق زعمه.

 

وأضاف أن ما حصل رافقه صعود لنفوذ الحوثيين في اليمن، ليس في مصلحة السعودية باعتبار التحالف الثلاثي الموجود بين حزب الله وإيران والحوثيين، لكنه - بكل ما فيه من مخاطر- أقل خطورة من استمرار سيطرة «الإخوان المسلمين»،  وحلفائهم على الحكومة اليمنية!

 

وزعم الكاتب أن حزب الإصلاح كان دولة في «لا دولة»، بينما تيار الحوثيين لا يملك إلا قوة عسكرية، فكان القرار القضاء على التهديد الفعلي (الإصلاح)، ثم التفرغ للقضاء على التهديد الكامن (الحوثيين).

 

وخلص إلى أن خيارات إبعاد شبح إيران عن اليمن، وضمان ألا تتحول إلى شوكة في خاصرة السعودية؛ تشمل العمل الدبلوماسي السعودي الهادئ لإقصاء الشرائح المتطرفة الحوثية، وتكثيف المصالح بين القبائل المتحالفة مع الحوثيين وبين السعودية من خلال مشاريع تنموية سعودية تقع في مناطقهم مباشرة، مع دعم الحكومة اليمنية وتقوية مؤسساتها بحيث يمكن لها بسط سيطرتها التدريجية والبطيئة على اليمن كاملا، على حد قوله.

 

ما لا يُدرك كله لا يُترك جله

 

في سياق متصل، قال الكاتب والمحلل السعودي "جمال خاشقجي"، في مقاله بجريدة "الحياة" بعنوان: "السعودية والحوثيون.. ما لا يُدرك كله لا يُترك جله"، إن انتشار الحوثيين في صنعاء ليس فوضى، ولكنه تصرف محسوب، باعتباره موجهة تحديدا نحو «الإخوان المسلمين» القوة السياسية الوحيدة التي يمكن أن تشكل تهديدا لنفوذهم في المستقبل، على حد قوله.

 

وأشار إلى أنه "من الواضح أن الحوثيين سيعمدون إلى قصقصة أجنحة «الإخوان»، ومؤسساتها لضمان ألا تشكل تهديدا لهم في المستقبل، وفق قوله.

 

وخلص إلى أنه ثمة يمنا جديدا يتشكل وفق شروط المنتصر الحوثي، وأن الاختيار الأفضل للسعودية هو دعم تحول اليمن نحو نظام ديمقراطي، قائلا: "يمن ديمقراطي هو الحل، حينها ستجد المملكة حليفا في اليمن يحتاج إلى دعمها بل حتى حمايتها، ويستطيع أن يحقق توازنا مع الحوثي يمنعه من التفرد بالحكم، ويتخذ قرارات تضر بمصالح المملكة، وما لا يدرك كله لا يترك جله"، على حد قوله.

 

سقوط صنعاء وتكرار التجربة اللبنانية

 

هذا العنوان كتب تحته الكاتب والأكاديمي السعودي "خالد الدخيل" مقاله طارحا السؤال: لماذا قبلت السعودية ودول مبادرة الخليج بسقوط صنعاء في يد فصيل مسلح؟ وهل كان الأمر مصادفة محضة أن يتزامن تصاعد أحداث اليمن مع اجتماع وزير الخارجية السعودي مع وزير خارجية إيران في نيويورك؟

 

وتابع "الدخيل" تساؤلاته: هل أن للمسار الذي اتخذته الأحداث، وانتهت إليه في صنعاء صلةً بالحرب المتوقعة على تنظيم الدولة الإسلامية، وبالموقف الإقليمي من «الإخوان» وجماعة الإصلاح في اليمن محسوبة على هذا التيار، وبتحول يبدو يلوح من بعيد في علاقة الرياض وطهران، كما تقول الأخيرة على الأقل؟

 

وأجاب: إذا كان هذا صحيحا، فإن صعود جماعة الحوثي يفضي إلى إضعاف جماعة الإصلاح، مستدركا: "كان هذا سيكون تطورا إيجابيا لو أنه كان مشروطا بتخلي الحوثيين عن السلاح، لكن اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» لم يتطرق إلى ذلك.

 

وأضاف: "الأرجح أن الموضوع طُرح في المفاوضات، ورفضه الحوثيون، وحصلوا على الاتفاق الذي يريدون بعد سقوط المدينة".

 

وتابع: "سقوط صنعاء في يد الحوثيين، وتبعية هؤلاء كما حزب الله لإيران يعني أننا نقترب من تكرار اللعبة السياسية اللبنانية في اليمن.. الحوثيون لن يتخلوا عن السلاح. من خلاله وصلوا إلى ما وصلوا إليه، ومن دونه سيخسرون ثقلهم في المعادلة.. ثم إن تخليهم عن السلاح سيوقف الدعم الإيراني عنهم.. سيلعبون في الجزيرة العربية دورا شبيها لما انتهى إليه دور حزب الله في الشام"، بحسب تعبيره.

 

واختتم بالقول: "الاتفاق الذي توج به سقوط المدينة، وإضعاف جماعة الإصلاح من دون بديل آخر في الأفق حتى الآن، يعني أن صعود الحوثيين سيفرض شراكة إيرانية على السعودية في اليمن.. فلماذا قبلت بكل ذلك؟ أو هل قبلت حقا؟.

 

هل تشعر السعودية بالإرهاق؟

 

أخيرا، طرح الكاتب الصحفي السعودي "جمال بنون" -في مقاله الاثنين بجريدة "الحياة"- التساؤل السابق.

 

وأجاب: "لا أحد يشعر بالإرهاق أكثر من الدبلوماسية السعودية، التي دخلت في اختبار صعب، منذ انطلاق «الربيع العربي» في 17 كانون الأول/ ديسمبر عام 2010 في تونس، ومصر، وليبيا".

 

وتابع: "في الملف اليمني وجدت السعودية نفسها أمام خيارات متعددة وصعبة"، مؤكدا أن "التعاون الدولي مطلوب، لمواجهة تداعيات الصورة المضادة في منطقة الشرق الأوسط، وتبقى الدبلوماسية السعودية في حال استعداد مستمر، وترقب عما يسفر عنه الصراع القبلي في اليمن، واستقواء الحوثيين".

 

واختتم بالقول: "هذا يعني المزيد من الإرهاق، والقلق للدبلوماسية السعودية، ومزيدا من التحديات لملاحقة من يروج الأفكار الطائفية، ويجعل المنطقة، وأجهزة الأمن في حال استعداد"، على حد قوله.

المصدر : عربي21

Total time: 0.0539