اخبار الساعة - سبق
كشف وزير المغتربين اليمني علوي بافقيه، تفاصيل مثيرة عن حادث "مغيراء الدوادمي" المروع، نقلاً عن أحد الناجين من الحادث من أبناء محافظة حضرموت اليمنية يُدعى "حسين محمد المنصب باعباد"، واصفاً هذا الحادث بالمثال البشع لما تتعرض له العمالة اليمنية المهربة من مآسٍ؛ بحجة عدم وجود فرص للعيش في اليمن، مشيراً -وفق رواية الناجي- إلى أن الجثث كانت تترامى من السيارتين وأخرى قُطعت، والمارة لا يفعلون سوى التصوير.
ونشر "بافقيه" رواية الناجي "حسين محمد المنصب باعباد" لقصة الحادثة كاملة عبر صفحته الشخصية في "فيسبوك"، والتي أشارت إلى بلوغ عدد العمالة المخالفة في الحادث 42 شخصاً، مخالفاً بذلك الرقم جميع البيانات والتقارير الرسمية والتي أشارت "سبق" في تقرير سابق إلى تباين إحصائياتها للحادث بين المستشفى والمرور ومركز مغيراء.
يقول الناجي "باعباد" -وفق ما نشره وزير المغتربين اليمنى بـ"فيسبوك": "انطلقنا من حضرموت وعددنا 16 شخصاً من غيل بن يمين نريد أن نهرب إلى السعودية لطلب العيش، مررنا بمناطق ومحافظات اليمن المعروفة، ومن ثم تسللنا الحدود إلى السعودية مع مهربين يمنيين؛ حتى وصلنا مناطق محادة، 2 من أبناء غيل بن يمين افترقا منا، وأحدهما بقي في "جيزان"، والثاني ذهب مع مهرب آخر إلى "جدة" وبقينا 14 شخصاً من الغيل، وتم إيداعنا في حوش في جيزان مكثنا فيه 5 أيام".
وأضاف: "نُقلنا بعد ذلك مع مهربين آخرين إلى منطقة خميس مشيط، وقضينا ليلة في عريش عانينا فيه برودة الجو، ثم انتقلنا إلى وادي الدواسر وجلسنا يوماً".
وبيّن وفق ما نشره الوزير اليمنى: "مرّت 10 أيام بين هذه المناطق ومناطق أخرى لم نعرفها ومن مهرب إلى مهرب، حتى نقلنا إلى استراحة في منطقة لم نعرفها، وانضممنا إلى مجموعة كبيرة أغلبهم يمنيون وشخص تعرفنا عليه من سيئون حتى صار عددنا الإجمالي 42 شخصاً".
وتابع: "جاء مهربان يملكان سيارتيْ "جمس"، وجرى تقسيمنا إلى مجموعتين (مجموعة إلى الرياض) و(مجموعة إلى الدمام)، وانطلقنا من الاستراحة الساعة السادسة صباحاً، لم تفترق السيارتان طوال الطريق وكنا على قرب، وفي خط واحد".
وأردف: "كان المهربان طوال وقتهما في سباق وتجاوز ببعضهما اﻵخر، وكنا نلاحظ السرعة الجنونية للسيارتين التي تصل إلى 200 كيلو/ ساعة، ومر الوقت ونحن في قلق تام؛ وفي تمام الساعة الحادية عشرة ظهراً أراد سائق السيارة التي خلفنا التجاوز علينا، بسرعة نحو 200 كيلو/ ساعة، وعند تجاوزه ومروره من جنبنا، اصطدم بنا، وبقدرة الخالق ولطفه سبحانه وتعالى خرجت من زجاج النافذة بعافيتي ولم يمسسني أي شيء".
وتابع: "كنت أرى السيارتين تتقلبان أمامي في منظر فظيع لم أرَ مثله في حياتي من قبل، والجثث تترامى أمامي من السيارات أثناء تقلبها حتى توقفت، وذهبت إليهم مسرعاً، فوجدت أحد المهربين يحتضر وفي سكرات الموت، ورأيت جثثاً مقطعة وبعضهم جرحوا، أما السائق الثاني فكانت إصابته بالغة واحتضر حتى مات قبيل مجيء الإسعاف بقليل، ووجدت أحد الراكبين معنا "من الضالع" بخير، ولكنه مصاب فأعطاني الجوال ورقم الشرطة".
واختتم "باعباد" -وفق ما رواه وزير المغتربين اليمنى في "فيسبوك": "أبلغتهم بوقوع الحادث دون علمي بالمكان، وقيل لي إنهم سيحددون مكان الاتصال؛ حيث استغرقوا ساعتين للوصول إلينا، فبقيت أنا وبعض من لم يصيبوا بأذى نرى الجرحى ونساعدهم، وبينما كنا في انتظار الإسعاف كان المارة بسياراتهم في الشارع يتوقفون أمامنا فيصوّرون بجوالتهم ويذهبون، ويأتي غيرهم ويصوّرون، ولا يقومون بشيء غير التصوير!".