أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

لي حبيبة اسمها صنعاء

- محمد محمود الشويع
اكتشفتُ متأخراً أنها كأمرأة فاتنة تقف على انفراد، تاريخها القريب والبعيد يعجّ بالعشاق الذين يغرمون بملمسها الدافيء سريع البرودة، مازالت شابة يؤكد هذا كف عاشق بكر امتدت اليها..!
 
لها عشاق كُثر وان سألتها قالت: "كأسماك في حوض مثقوب" ولاتسألها أين اختفت الأسماك..؟
 
لاتهتم كثيراً بمصيرهم، تذكر الروايات أحدهم قضى معها شهر العسل لمدة عام واختفى، آخرهم خطب ودها أرسل اليها الورود كشاب خجول في فيلم قصير وحين احتال عليها كمخبر وضيع جلب على نفسه البقاء في حقبة الكهوف، لم تبدو يوماً حزينة تنصهر سريعاً في الحب في أعز الحرب، تستطيع أن تعثر على الأمل مستيقظاً تحت مبنى دمرته غارة عبثية، وان سُحل الحل السياسي تلقى السلام يمشي في شوارعها على قدمين حافيتين من الباب الى المطار، النجاة تباع في قوارير على أرصفة السوق السوداء، كل ليلة تجزم هي أن الحرب ليس كالحب فالأول يفتح له ملف في الأمم المتحدة في انتظار مجزرة وأخواتها، أما الحب يمشي وحيداً بلا قيود
 
لي حبيبة لا أخفي اسمها أهداها شاعرها المقالح "باقة حب وزرعها تحت أقدامها العاريات" وان نجوت فيها من الحرب لن تنجو من الحب وأنا أحببتها، أحببتها ولا أذكر متى بدأ الحب، كل ماأذكره أني لم أغادرها الى بلاد اللجوء، مبانيها القديمة كذات العيون الزرقاء لاتقوى على مغادرتها وستظل عالقاً في خدها تتناول قبلة من شفتيها قبل أن يحل السلام من قرار غير ملزم بوقف إطلاق النار، وستواصل القبلة وان إنضم الصيف الى الحرب.

Total time: 0.1684