التعيينات والتغييرات اﻷخيرة التي أجرتها الحكومة السعودية، تهدف إلى تعزيز وضع ابن الملك سلمان (محمد) ضد منافسه الملكي على خلافة العرش، بجانب تعزيز العلاقات مع واشنطن، بحسب وكالة اﻷنباء الفرنسية.
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء السبت، سلسلة أوامر ملكية شملت عدة تغييرات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية ومناصب حكومية.
وتضمنت المراسم الملكية عددًا من حلفاء ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذين وُضِعوا في مناصب رئيسية وابن آخر للملك عُيّن سفيرًا لدى واشنطن.
ونقلت الوكالة عن دبلوماسي أجنبي – رفض اﻹفصاح عن اسمه- قوله: الهدف من تلك التعيينات تعزيز محمد بن سلمان، وفرع سلمان من عائلة آل سعود وتمهيد الطريق أمام الشاب الطموح نحو قصر اليمامة”.
وكان محمد بن سلمان البالغ من العمر 31 عاما وصل إلى مكانة بارزة منذ عين نائبا لولي العهد منذ عامين، بعد بضعة أشهر من تولي والده العرش، بعد وفاة الملك عبد الله.
وفي الوقت نفسه كان ابن شقيق الملك “محمد بن نايف” – البالغ من العمر 57 عامًا- ولي العهد، ومنذ ذلك الحين انتشرت تقارير عن وجود تنافس بين الاثنين، خاصة مع صعود محمد بن سلمان بشدة.
ويشغل اﻷمير محمد حاليًا منصب وزير الدفاع، ورئيس هيئة تنسيق السياسة الاقتصادية في السعودية، ورئيس مجلس إدارة شركة ارامكو العملاقة للنفط.
وشهدت إحدى مراسيم نهاية الأسبوع إنشاء مركز أمن وطني جديد.
وقال الدبلوماسي: تشكيله المركز اﻷمني الجديد يعكس وجود “منافسة” على الخلافة بين محمد بن سلمان، ومحمد بن نايف الذي يشغل منصب وزير الداخلية”.
كما عين مرسوم آخر، محمد بن صالح الغفيلي مستشارًا جديدًا لشؤون الأمن القومي، والذي يقول دبلوماسيون أجانب أنه سيؤدي دورا قياديا في المجلس.
وقال دبلوماسي أجنبي ثان، الغفيلي مرتبط بمحمد بن سلمان، والترتيبات الجديدة تظهر أن ولي العهد “يفقد سلطته”،
ورفض الدبلوماسيان الكشف عن اسمهما بسبب حساسية المسائل القيادية الملكية.
وعين مرسوم آخر، اللواء أحمد عسيري، الذي قال دبلوماسيون إنه أيضًا موالٍ لوزير الدفاع، نائبا لرئيس المخابرات العامة.
وقال “بيتر ساليسبري” الباحث في “شاثام هاوس” إن التحركات المختلفة تبدو وكأن محمد بن سلمان اتخذ خطوة أخرى نحو تعزيز سيطرته على أجهزة الأمن”.
وأضاف:إن المسائل الأمنية ذات أهمية خاصة لمحمد بن نايف، الذي يحظى باحترام واسع في الخارج لأنه قاد الجهود السعودية ضد القاعدة والجهاديين الآخرين.
وقال المحللون والدبلوماسيون إن التحركات الأخرى التى جرت نهاية الاسبوع لم تكن تهدف فقط إلى تعزيز فرع الملك سلمان بين الأسرة المالكة، ولكن لمواصلة تحسين العلاقات مع واشنطن منذ فترة طويلة.
وعين الملك سلمان ابنه الآخر الأمير عبد العزيز بن سلمان، وزيرًا للدولة لشؤون الطاقة، وواحد آخر هو الأمير خالد بن سلمان، سفيرا في واشنطن.
السفير الجديد لواشنطن الأمير خالد – يعتقد أنه أقل من 30 عاما- هو طيار مقاتل سابق، وقام بمهامه ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
ويبدو أن هذه التعيينات تشمل أشخاصًا “في وضع جيد … لبناء علاقات مع كبار المسؤولين العسكريين والإداريين في الولايات المتحدة”، بحسب الدبلوماسي.
العلاقات بين الرياض وواشنطن – التي ساءت بشدة خلال إدارة الرئيس باراك أوباما- بدأت في التحسن خلال حكم الرئيس دونالد ترامب، الذي ردد مخاوف السعودية بشأن النفوذ الإيراني في المنطقة.
وكان محمد بن سلمان التقى ترامب في واشنطن الشهر الماضي، بعد زيارة قام بها وزير الدفاع الأمريكي”جيم ماتيس” إلى الرياض الأسبوع الماضي.
ودعمت الولايات المتحدة الائتلاف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، بالمخابرات والأسلحة والتزود بالوقود جوًا لطائراتها الحربية، بيد أن حكومة أوباما حظرت فى ديسمبر الماضى نقل قنابل دقيقة التوجيه بسبب المخاوف من الخسائر فى صفوف المدنيين.
وقال دبلوماسي ثاني:إن” الأمور كانت سيئة حقا بين البلدين.
المصدر: نقلاً عن مصر العربية..