أصبح باستطاعة الباحثين، السيطرة على الخلايا المفرزة للأنسولين، بواسطة جهاز وتطبيق للهواتف الذكية، وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من العمل أمامهم، إلا أن الجهاز ربما سيعني تمكن مرضى السكري من السيطرة على نسب السكري في الدم، دون استخدام إبر الأنسولين.
تطبيق لمرض السكري
بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكري، غالبًا ما تكون حقن الأنسولين جزءًا لا مفر منه من الحياة اليومية. لكن الآن قد يجعلها الجهاز الجديد الذي أنتجه باحثون صينيون واختبروه على فئران المختبر، شيئًا من الماضي.
وزرع الفريق الخلايا المنتجة للأنسولين في فئران مصابة بالسكري ثم استخدموا تطبيقًا على الهواتف الذكية لـ”تفعيل” تلك الخلايا. وفي غضون ساعتين، استقرت مستويات السكر في دم الفئران بواسطة الجهاز الذي يدعوه مصمميه هيدروجيلد HydrogeLED.
حتى الآن، يمكن زرع الجهاز بأحدث أشكاله، ككبسولة بحجم عملة معدنية، تحت جلد الفئران. وتحتوي الكبسولة على الخلايا المنتجة للأنسولين ومصباح LED. وتمت هندسة الخلايا لإطلاق الأنسولين فقط عندما تشتعل تلك الأضواء.
ويمكن مراقبة مستويات السكر في دم الفأر باستخدام جهاز قياس مستوى الجلوكوز في الدم “غلوكمتر” الموصول بتقنية البلوتوث بشكل منفصل والذي ينبه تطبيق الهاتف عند وصول نسب السكر في الدم إلى مستويات عالية.
ومن ثم يضيء التطبيق مصابيح الـLED، ما يحفز إفراز الأنسولين. ويمكن أن يتحكم المستخدم يدويًا بشدة إضاءة المصابيح وبالتالي التحكم بمقدار الانسولين الذي تصنّعه الخلايا.
بداية واعدة
لا شك بأن هذا تطوّر مذهل لكنه لا يزال محدودًا للآن. فالفئران في التجارب كانوا محتجزين مع وجودهم داخل ملف مجال كهرومغناطيسي يعمل مثل المنزل الذكي وهكذا يستطيع التطبيق التواصل مع الخادم. وتشغّل أضواء الـLED بواسطة المجال الكهرومغناطيسي نفسه ما يعني أن النظام بأكمله سيتوقف عن العمل خارج الملف.
ولاستخدام التطبيق على الإنسان سيكون على المريض البقاء في إقامة جبرية دائمة حتى يعمل بشكل موثوق في هذه المرحلة. وعلاوةً على ذلك، لا يزال الجهاز بشكله الحالي يقيس نسبة السكر في الدم باستخدام إبرة.
وستعالج الإصدارات المستقبلية من جهاز “هدروجيلد HydrogeLED” كل من هذه القضايا.
ووفقًا لموقع “بوبيولر ساينس” يخطط مؤلف الدراسة هايفنغ يي لجعل الجهاز يراقب نسبة السكر في الدم على مدار 24 ساعة باستخدام “غلوكمتر” مدمج في جهاز “هيدروجيلد” باستطاعته تفعيل المصابيح تلقائيًا عند الحاجة للأنسولين. إضافةً لذلك سيسمح دمج البطاريات للمرضى بالتحرك بحرية خارج حدود مكان إقامتهم.
ولا يزال “هيدروجيلد HydrogeLED” غير جاهز للتجارب البشرية، فقد قام يي وفريقه باختباره خلال 15 يومًا على عدة حيوانات لكن عليهم اختباره على أنواع أكثر من الحيوانات الكبيرة لفترات أطول من الزمن.
إضافةً لذلك للتأكد من عدم تحفيز الجهاز أجسام المستخدمين على بدء استجابة مناعية ضده أو رفضه، يجب على الفريق التأكد من أن جميع المواد في كل مكونات الجهاز آمنة للزراعة.
رغم ذلك يملك جهاز “هيدروجيلد” القدرة على تغيير طريقة تعامل المرضى مع مرض السكري وجعل العلاجات أكثر سرية وفعالية.