كان للسعودية دور كبير في إيصال الحوثيين إلى العاصمة صنعاء. أرادت السعودية أن تقضي على مقدرات اليمن السياسية والعسكرية فلم تجد سوى الحوثيين لتحقيق ذلك.
واليوم تريد السعودية أن تخرج من الحرب لكنها تريد تحقيق نصر تقنع به أتباعها من السعوديين. اتفقت مع الحوثيين على خلق مواجهة مع المؤتمر الشعبي العام داخل العاصمة صنعاء.
استجاب الحوثيون لذلك وأعدوا العدة لفتح معركة في صنعاء.
استفزوا المؤتمر بكل وسائل الاستفزاز واتهموا قيادته بالتواطؤ مع العدوان. لم يستطيعوا جر المؤتمر لمعركة لن يستفيد منها سوى العدوان.
توقفت كل الجبهات بضوء أخضر من السعودية، حتى جبهات الحدود أوقفها الحوثيون بل إن السعودية تعمل حاليا على ترميم مطار نجران وهو المطار الذي يقع في مرمى الصواريخ والمدفعية اليمنية.
تفكر السعودية بالخروج من المأزق بشكل آني ولا يهمها ما سيترتب على تدمير العاصمة صنعاء من آثار ستطال دول الخليج كافة. في الوقت نفسه يفكر الحوثيون بالاستناد إلى إيران دون قراءة خارطة الصراع الدولية وبداية الحرب الباردة التي بدأت تتشكل من كوريا الشمالية.
لا يدرك الحوثيون أن إيران لن تكون مطلقة اليد في الخارطة الجديدة لأن هناك لاعبين آخرين وأنها إذا خيرت بين حزب الله والحوثيين ستختار حزب الله. وإذا خيرت بين سوريا واليمن ستختار سوريا. كما أن المملكة في تحالفها السري مع الحوثيين تلف المشنقة حول رقبتها لأنها تدفع بعروبة اليمن نحو إيران. فبالرغم من شنها حرب ظالمة على اليمن وإلقائها أطنان من القنابل والصواريخ إلا أن المد العروبي في اليمن لم يتأثر ولم يتوسع المد الإيراني.
حانت اليوم لحظة الحقيقة.. حقيقة أريد لها.. وبشكل ممنهج أن تضيع عبر حملات الكذب والتضليل وصولا إلى تدمير كل مقومات اليمن.. حقيقة أبت إلا أن تظهر للقاصي والداني بحشد الحوثيين آلتهم التدميرية إلى العاصمة صنعاء لتحويلها إلى ثكنة حربية بعد أن ظلوا يكذبون بأن شريكهم في التحالف المؤتمر يريد تسليم صنعاء للتحالف.
بعد ثلاث سنوات من صمود اليمنيين يريدون تحقيق ما عجز العدوان تحقيقه. فأرادت إحراق صنعاء. مازالوا يحشدون إلى صنعاء وهذا مالا يوصف بموازين العقل إلا بكلمة الغباء.
هذه الجماعة لا تجيد إلا لغة الدم ولغة الحرب. باعت نفسها لإسرائيل فكانت عينها التي ترى ويدها التي تخرب. تملأ الشوارع بلوحات عملاقة كتب عليها قاطعوا البضائع الإسرائيلية. إستغفال للعقول في بلد لا يوجد فيه أي منتج إسرائيلي سواها.
جماعة أنتجت بمواصفات إسرائيلية تعلم الناس الكراهية وتريد تحويل اليمن إلى طيف واحد يتغذى على العنصرية.
يتحدثون باسم اليمنيين مع العلم أن من يريد أن يستمع لإرادة اليمنيين فلا ينصب نفسه ناطقا باسمهم.. هم وحدهم لهم الحق بتقرير من يحكمهم.
أمام هذه الجماعة خيار واحد لتثبت صدق توجهها نحو الشعب اليمني. أن تشكل وفدا واحدا مشتركا مع المؤتمر الشعبي العام للذهاب إلى المملكة لإجراء حوار معها لإنهاء الحرب وتحقيق جوار آمن بعيدا عن الاتفاقات السرية التي تذهب نحو تدمير صنعاء. هذه الخطوة ستوفر الكثير من دماء اليمنيين لو حكمت هذه العصابة لغة العقل على لغة الحرب والدمار. وستحقق للسعودية خروجا آمنا من هذه الحرب التي كلما طالت كلما أضعفت المملكة.
المستقبل لمن يبني وليس لمن يدمر. آن الأوان لأن يذهب أطفالنا إلى مدارسهم آمنين يتلقون العلم الذي يقود نحو المستقبل وليس الملازم التي تقود نحو الماضي السحيق .