أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

عادل الشجاع :يكتب أيهما أفضل الانتصار للحسين ام للمعلم

 
أيهما أولى أن ننتصر للمعلم أم للحسين؟
يبدأ العام الدراسي الجديد والمعلمون منذ عام يأكلون الجوع ويشربون الظمى . ومن المخزي أن يذهب الناس للانتصار للحسين بن علي بن ابي طالب الذي قتل منذ ما يقرب من 1400 سنة وأصبح بين يدي خالقه ولا ينتصرون لعشرات الآلاف من المعلمين الذين يلقنون أبناءهم العلوم والقيم التربوية.
إضراب المعلمين فضيحة أخرى تضاف إلى فضائح المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ اللذان يتعاملان مع المعلمين بشكل خاص واليمنيين بشكل عام بثقافة الرق والاستغلال. بل إن تعامل المجلس والحكومة مع مطالب المعلمين والموظفين بشكل عام بطريقة تعبر عن حالة من الاستهتار.
من المخزي حقا أن نسمع عن مئات المليارات تورد إلى خزينة الحكومة ولا تستطيع أن تستجيب لأبسط الحقوق النقابية لفئة مظلومة. ومن المخزي حقا أن نسمع عن إنشاء صندوق لدفع مرتبات المدرسين يموله الأهالي والمعلمون أنفسهم من فرض زيادة على المشتقات النفطية والغاز. على أن تورد فلوس الصندوق لعيال الله الذين أكلوا الأخضر واليابس.
ولست بحاجة للقول إن المجلس السياسي والحكومة فقدا كل غطاء سياسي وفقدا مبررات وجودهما. لذلك على البرلمان أن يتدارك خطأه الدستوري ويسحب الغطاء المزور عنهما.
إن إضراب المعلمين رفع الغطاء عن المسكوت عنه منذ عام وأتاح لأول مرة للناس الحديث الجماعي بشأن المرتبات. فالمعلمون ليسوا سخرة عند أحد فهم ورثة الأنبياء الحقيقيين وليسوا أصحاب الملازم. على جميع الشرائح الأخرى الاقتداء بشريحة المعلمين. أتركوا أصحاب المسيرة القرآنية يعملوا بدلا عنكم. هنيئا عليهم كل الوظائف بما في ذلك وظيفة عمال النظافة. لم يعد هناك ما تخافون عليه طالما والوظيفة أصبحت بلا راتب.
حينما يضرب الجميع عن العمل ستكون الحكومة ملزمة بتوضيح مع من تعمل ومن أجل من. وملزمة كذلك بتقديم جرد حساب بتوزيع الموازنة وأين تذهب.
وعلى أساتذة الجامعات أن ينظموا إلى زملائهم من المدرسين خاصة وأنهم كانوا يضربون أربع مرات في السنة أيام كان في مرتبات،فما بالهم اليوم يتلذذون بالعمل سخرة ويلبس بعضهم الجبات الخضراء.
والأمر لم يعد مرتبط بالمرتبات فحسب بل بالعبث بالمناهج الدراسية التي أمتدت إليها يد الجهل والعقل المعطل بهدف تحويل الخلاف السياسي إلى خلاف ديني.
وكما قلت في عنوان هذه المقالة الأجدى أن ينتصروا لمظلومية المعلم وليس لمظلومية الحسين. يتحدثون عن مظلومية الحسين وهم يظلمون الملايين من اليمنيين ويصادرون حقوقهم ويسرقون لقمة عيشهم. الحسين ويزيد يقفان بين يدي خالقهما وهو الذي سيفصل بينهما. فلماذا الإصرار على أن تتعاملوا معنا بعملة الماضي الذي غادرته الدنيا وتركتكم في شارع المطار كحفريات حية ستؤول إلى الانقراض لا محالة.
إنهم عجينة الكذب فهل سينتصرون على الصدق؟ يخوضون الفتنة الكبرى وهم مطمئنون أنهم خلفاء لآل البيت وأندادا لهم،ويجوز لهم ما جاز لعلي والحسين دون التعرض للمساءلة.
يريدون منا أن نسلمهم عقولنا لكي يفكروا نيابة عنا ليتاجروا بآلامنا وفقرنا.
من يرفض حياتنا ويريد أن يعيش زمن الحسين عليه أن يتخلى عن العلاج والمسكن والمواصلات والاتصالات والسلاح الذي يقاتل به وكل أدوات الرفاهية ويعود إلى زمن البغال والحمير والسيف.
أخيرا أقول للمعلمين إستمروا فأنتم صناع التغيير في العالم بما تملكونه من علوم إنسانية هي المحرك الحقيقي لاستقرار المجتمعات والأفراد. ولن تقارنوا بحملة الملازم الذين لا يعرفون ما هو علم الاجتماع ولا الاقتصاد ولا علوم السياسة ولا علم العمران البشري.

Total time: 0.301