أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

الشوافي : فوضى طقس بعد مؤتمر مدريد المخيب للآمال و أمريكا أحوج الدول لاتفاقية باريس للمناخ

كشف العالم الفلكي اليمني عدنان الشوافي "الخبير الدولي في الفيزياء الفلكية و الطاقة و المخاطر الصناعية" عن تاثيرات حادة للمناخ تقود لفوضى طقس، خصوصا بعد مؤتمر مدريد للمناخ المخيب للآمال ويقول بناء على المؤشرات الأولية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية لارتفاع درجة الحرارة خلال العام 2019 حتى أكتوبر الماضي فقد كان تقريبا 1.1 درجة مئوية و يعد أحد اكثر خمس أعوام احترار، كما أن المؤشرات الأولية للتحليل العالمي لانبعاث ثاني اكسيد الكربون في إرتفاع مستمر هذا العام بعد أن سجل العام الماضي 2018 رقما قياسيا وصل 407.8 جزء في المليون واخر مرة شهدت الأرض تركيز مشابها كانت قبل 2-5 مليون سنة و كانت درجة حرارة الأرض أكثر 2-3 درجات وكذلك تركيز الميثان سجل رقما قياسيا ًعام2018 وهذا حسب تقرير صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد بتاريخ 25 نوفمبر 2019، وحسب تقرير الفجوة في الانبعاثات للأمم المتحدة نوفمبر 2019 فان الولايات المتحدة في أعلى قائمة معدلات الانبعاثات بالنسبة لحصة الفرد(Per capita) بمعدل يقارب ثلاثة أضعاف المعدل العالمي، هذا التقرير الذي لم يتم الوقوف علية بجدية من قبل الأمم المتحدة في مؤتمر مدريد للمناخ ديسمبر 2019 و الذي كان مخيب للآمال او كما وصفه الكثيرون بانه الأسوء في محادثات المناخ منذ ربع قرن، حيث لم يخرج بتعهدات مناخية جدية خصوصا من أكثر الدول الصناعية المسببة للإحتباس الحراري ونستطيع ان نقول بأن المصالح الدولية لاستخدام الوقود الأحفوري توسع الفجوة بين توصيات العلماء والخطوات الفعلية بشان وضع العالم على المسار الصحيح في تخفيف الإحتباس الحراري، وان أبرز ما خرج به المؤتمر هو الخلافات الكبيرة حول مقدار خفض الانبعاثات الكربونية.
 
 
بناء على ذلك فإن العالم متجها بتسارع نحو تأثيرات حادة متزايدة لتغيرات المناخ و ارتفاع درجات الحرارة و الإخلال بالأنظمة البيئية البحرية و البرية وهذا ما تؤكده تقارير (WMO) بمعنى فوضى طقس قادمة و إرتفاع نسبة و شدة العواصف و الأعاصير و حرائق الغابات و الكوارث الطبيعية.
 
 
كما أننا لا نتفق مع الرؤية الأمريكية الذي أشارت اليه صحيفة نيويورك تايمز في 15 ديسمبر تحت عنوان "محادثات الأمم المتحدة للمناخ تنتهي بعدد قليل من الالتزامات وفرصة ضائعة" وذكرت أن مقترحات إدارة ترامب بتعويض البلدان النامية عن الآثار الناجمة عن خسائر العواصف الشديدة و الجفاف و إرتفاع البحر وغيرها من الآثار كما ذكرت الصحيفة، فإن تلك الرؤية هي جزء من التزاماتهم و لا تقدم حلول بل تزيد المشكلة كونها على حساب عدم إتخاذ خطوات عملية بشان تخفيض الانبعاثات لغازات الإحتباس الحراري، في الوقت نفسه هم يتحدثون عن تعويضات مادية متناسين قيمة الإنسان، فإن عدم إتخاذ أمريكا برنامج عملي بشان تخفيض الانبعاثات سوف يحول أمريكا من دولة داعمة الى أعلى قائمة الدول التي تحتاج الى الدعم والمساعدة في القريب العاجل نتيجة أضرار العواصف، كما نؤكد بأن المصالح الإقتصادية لتجاهل الإحتباس الحراري التي يعول عليها اليوم مجرد نهج يفتقر رؤية بعيدة أو حتى متوسطة المدى فخلال العقد القادم لا نستبعد إرتفاع درجة حرارة الأرض يضع أمريكا في قلب فوضى الطقس والأعاصير لموقعها الجغرافي حينها تجتاز الخسائر فارق التكلفة البديلة لبرامج تقليل الانبعاثات.
 
 المفترض على أمريكا أن تدرك انها أحوج الدول الى إتفاقية باريس (UNFCCC) وهي من ستدفع ثمن فوضى الطقس حال انسحابها خصوصاً مع ظهور عملاق الانبعاثات الجديد (الصين) الذي ارتفعت انبعاثاته لثاني أكسيد الكربون منذ 2008 ما يقارب 50% على مستوى نصيب الفرد و على المستوى الاجمالي و الذي يجد في عزوف أمريكا متنفس للمزيد والدولتان تسهم بأكثر من 40% من إجمالي الانبعاثات على مستوى العام، ومن خلال المؤشرات العالمية للنمو السكاني و إحصائيات الطاقة 2018 الصادر عن إدارة الشئون الإقتصادية و الاجتماعية للأمم المتحدة و تقارير المجلس العالمي للطاقة خلال الخمس السنوات الماضية فإن الدول الفقيرة و النامية مثل قارة أفريقيا نتوقع أن تسهم في الانبعاثات بشكل كبير لأن نصيب الفرد في استهلاك الطاقة ما زال منخفض كثيرا عن متوسط المعدل العالمي وأقل من الحد الادنى المفترض و معيار نصيب الفرد في الإسهام بالانبعاثات هو المعيار الذي يجب الأخذ به.
 

Total time: 0.0875