أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

الدكتور الفراج: يتحدث عن الدولة العميقة بأمريكا .. من هي؟

تحدث الدكتور السعودي أحمد الفراج عن سطوة دولة امريكا العميقة وما هي، حيث قال: جميع أعضاء الكونجرس، الجمهوريون والديمقراطيون والمستقلون مثل الشيوعي برني ساندرز، يدعمون الحرب الامريكية على روسيا، ولن يجرؤ أي منهم على الإعتراض، وإلا سوف يتم طرده على طريقة طرد ترمب.
 
وأشار الفراج إلى بحث قديم نشره عن الدولة العميقة بامريكا جاء فيه: 
 
بعض المعلقين والمثقفين العرب يتحاشى استخدام مصطلح الدولة العميقة، بل بعضهم ينفي وجودها، ولعلي أفيد هؤلاء بأن المفكر والمؤرخ الأمريكي الشهير روبرت باكستون ، وهو مُنظّر مرموق في العلوم السياسية يطلق على الدولة العميقة اسم : الدولة الموازية، أنصح بقراءة فكره لمن استطاع لذلك سبيلا.
 
الدولة العميقة هي تحالف بين النخب في مؤسسات الدولة(سياسيين وعسكريين وقضاة ورجال استخبارات) وخارجها( اقتصاديين واعلاميين ومثقفين ورجال دين) تجمعهم مصالح مالية مشتركة،ويعملون لحماية هذه المصالح والتهرب من المحاسبة،وقد يستخدمون القمع اذا تطلب الأمر ذلك، لكنه قمع بطريقة ديمقراطية.
 
هل حاسبت امريكا الرئيس بوش الإبن ونائبه ديك تشيني عن جريمة احتلال العراق وتدميره رغم اعترافهما ومن معهما بأن الإحتلال كان بسبب معلومات مزورة.
 
لم ولن تتم محاسبتهما،لأنهما من أركان الدولة العميقة ونفّذا مخططاتها
 
أنصح هنا بمشاهدة فيلم VICE عن فترة حكم ديك تشيني وجريمة احتلال العراق
 
من طرائف انتخابات امريكا الأخيرة أن بوش الإبن وأخوه جيب وديك تشيني وابنته عضوة الكونجرس ليز تشيني أعلنوا تأييدهم للمرشح الديمقراطي بايدن ضد ترمب، رغم أنهم من أركان الحزب الجمهوري الذي يمثله ترمب،بل شنّعوا بترمب
 
ينتهي وينتفي الولاء الحزبي عند تعليمات دولة المؤسسات العميقة الصلبة
 
الباحث بيتر سكوت يعرّف الدولة العميقة على أنها علاقة بين أهل السلطة(البيت الأبيض والكونجرس وغيرها من المؤسسات)، ومن يقف وراءهم من النخب ذات الثروة والسطوة، ويتوسع في الحديث عن العلاقة بينهما بشكل مفصل ورائع
 
الديمقراطية بمعناها الكلاسيكي الحالم لا وجود لها واقعيا في أي دولة.
 
وقال في ثريد اخر في حسابه على تويتر: 
 
بداية سأحرّر مصطلح " الدولة العميقة"، فهو أكثر ما يردني أسئلة حوله
 
الدولة العميقة في امريكا ليست مجموعة أشخاص تحكم، بل هو تحالف بين المؤسسات الصلبة: وزارات الدفاع والخارجية والأمن القومي ووكالة الإستخبارات المركزية CIA وما يتبعها من وكالات أمنية واستخباراتية.
 
من هم حلفائها
 
حلفاء مؤسسات واشنطن الصلبة هي الشركات العابرة للقارات وأقطاب المال والأعمال في وال ستريت وشركات التقنية الضخمة ومنصات الإعلام الأمريكية العالمية مثل CNN، 
 
وهذه الدولة العميقة لها امتداداتها حول العالم ، ولو لاحظتم كانت الحرب على ترمب منذ فوزه في ٢٠١٦ عالمية وليست فقط امريكية
 
الدولة العميقة متغلغلة منذ عقود، وقويّة تملك السلطة والمال ولها مخالب وأنياب شرسة، ويستحيل أن يقف أحد في طريقها
 
اذاً كيف فاز ترمب بالرئاسة في عام ٢٠١٦ اذا كانت الدولة العميقة لا تريده؟
 
الجواب يحتاج تفصيل، الدولة العميقة لم تعارض فوز ترمب في ٢٠١٦، بل ربما ساعدته،  لكنه تمرّد عليها.
 
كانت الدولة العميقة تظن أن ترمب سيصبح أداة لها،مثل بوش واوباما ورفاقهم،لكنها أدركت أنه مختلف،جاء بأجندا وطنية لخدمة شعب امريكا وضد العولمة: العولمة خط أحمر لدى الدولة العميقة
 
كانت النقطة التي أدركت الدولة العميقة بعدها  أن ترمب متمرّد عندما عزل وزير الخارجية ريكس تيلرسون بتغريدة
 
كان ترمب سيعيّن أحد أنصاره وزيرا للخارجية، رودي جولياني أحد الأسماء، وفجأة ظهر اسم تيلرسون،وقال ترمب:لا أعرفه ولكن أثق بمن رشحّوه لي
 
كان التنافر واضحا بين الرجلين، فتيلرسون كان يريد أن ينفذ أجندا الدولة العميقة ضد رغبة ترمب فعزله،ثم ألحق به مستشار الأمن القومي الجنرال مكماستر
عند تلك النقطة
 
قرّرت الدولة العميقة التخلّص منه، اذ ازدادت شراسة الهجوم الإعلامي عليه، واشتدّت محاولة عزلة بحجة التدخل الروسي، وصرّح جورج سورس بوضوح شديد: ترمب خطر ويجب أن يرحل في عام ٢٠٢٠ كأقصى حد
 
ترمب أدرك ما يحاك له فلجأ لقوته الفولاذية:حسابه في تويتر وجمهوره المخلص له بقوة.
 
عندما فشلوا في عزل ترمب مرتين، رسموا خطّة إزاحته في انتخابات ٢٠٢٠، كانوا يعلمون أنه يستحيل هزيمته، فجاءت جائحة كورونا، فاستخدموها كسلاح نووي ضدّه، رغم أنها جائحة عالمية لا علاقة له بها،  ثم استخدموا الجائحة لاستخدام التصويت عبر البريد، وهي هدية جاءتهم على طبق من ذهب وكأنها مرتّبة.
 
الدستور الأمريكي لا يجيز التصويت عبر البريد إلا في حالات خاصة،مثل أفراد الجيش المقيمين بالخارج، وفي الولايات المتأرجحة، غيّروا قوانين الإنتخابات في مخالفة صريحة للدستور( غرّدت عن ذلك بالتفصيل) ، فحدث التلاعب والتزوير.
 
ليكتب المتحذلقون ما يريدون عن شخصية ترمب وسلوكه، فقد كتبت أنا مثل ذلك عنه، قبل أن أتحرّر من تضليل الإعلام وأفهم شخصيته جيدا 
 
ترمب شخص وطني ، وترشح للرئاسة لأهداف نبيلة، أهمها خدمة الشعب لا خدمة الدولة العميقة وشركائها الأثرياء على حساب الشعب
 
لماذا تقول ذلك يا دكتور الفراج .
 
في عهد ترمب
 
ازدهر الإقتصاد وانخفضت نسبة البطالة لدى كل شرائح الشعب بما في ذلك السود واللاتينيين: الذين منحوه الفوز في ولاية فلوريدا الهامة ٣ نوفمبر الماضي
 
ترمب الذي قالوا إنه مجنون لم يدخل في حرب، ومع ذلك قضى على داعش وخلّص العالم من أخطر إرهابي( سليماني) بعملية خاطفة وسريعة
 
يقولون ترمب لا يعرف البروتوكولات وتغريداته حادّة ووقحة الخ.....
 
وماذا فعل المهذّب صاحب البروتوكولات باراك اوباما بالعالم: اسألوا السوريين والليبيين
 
وماذا فعل سليل أسرة آل بوش الارستقراطية بوش الإبن بالعالم: ارفع صوتك وقل لي لقد احتل العراق ودمّره بحجج كاذبة ودمّر اقتصاد امريكا
 
استغلوا التصويت بالبريد
وغيّروا قوانين الإنتخابات: تخيّل أن تصوت دون هويّة ودون مطابقة توقيع، ثم أعلنوا فوز بايدن
 
ترمب رفض الإعتراف بفوز بايدن، وللتوضيح- خصوصا لمحللي الرولكس- فقضايا ترمب القانونية ثلاث أو أربع فقط، وبقية القضايا رفعها أفراد أو منظمات مجتمع مدني معظمها محايد
اليوم
هناك قضية رفعتها ولاية تكساس ومعها ١٧ ولاية أخرى للمحكمة العليا ضد ٤ ولايات متأرجحة حدث فيها مخالفات جسيمة للدستور
 
المحكمة العليا أمام مسؤولية تاريخية، فحكمها سيرضي طرف ويغضب طرف آخر، لكن مهمتها الرئيسية هو التأكد من عدم وجود مخالفات للدستور الأمريكي دون محاباة لأحد
 
ولمن يزايد علينا بديمقراطية امريكا
وأنها الدولة التي لا ترتكب فيها محرّمات خصوصا في مجال القضاء المستقل
 
ليتذكّروا أن المحكمة العليا ذاتها منحت الرئاسة في عام ٢٠٠٠ لسياسي عيار أقل من خفيف، جورج بوش الإبن،على حساب سياسي عيار ثقيل، آل قور
 
لماذا حدث ذلك حسب كل المعلقين؟
 
منحت المحكمة العليا الفوز لبوش الإبن في عام ٢٠٠٠ على طبق من ذهب، لأن ٥ من قضاة المحكمة ال ٩ جمهوريون محافظون
 
هذا ليس تخرّصا مني، بل رأي معظم المعلقين والمؤرخين وخبراء القانون الدستوري
 
قرار المحكمة بمنح بوش الإبن الفوز في فلوريدا وبالتالي الرئاسة لا يزال محل جدل حتى يومنا هذا

انتهى.

من حساب الدكتور أحمد الفراج على تويتر

Total time: 0.064