أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

قراءة في يوميات الحوار (1-2)

- د عادل معزب

من خلال مجريات مؤتمر الحوار الوطني الشامل خلال اليومين الماضيين تابع المشاهد اليمني بكل تفاؤل افتتاحية المؤتمر والحضور الكبير للأعضاء رغم تغيب البعض وتعليق المشاركة  لعدة أسباب من جهة نظرهم ، إلا إن افتتاح المؤتمر لاقى ترحيبا كبيرا من قبل المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي وذلك لوضع الأسس للدولة الحديثة بعد ثورة التغيير التي تقوم على المساواة والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد  مع مناقشة قضية الجنوب والأسباب التي أدت إلى اشتعال الحرب في صعده خلال السنوات الماضية ، لذلك بدأ المؤتمر في الافتتاحية في 18 مارس (ذكرى جمعة الكرامة) وهو ما يوضح دور  شهداء جمعة الكرامة الكبير في التغيير والخروج للميادين المختلفة فى ساحات الجمهورية ضد الظلم والقتل والاستبداد وان ذلك اليوم هو يوم سقوط النظام العائلي  والتفاف الشعب حول ثورة الشباب بوتيرة عالية  وكبيرة  جعلت القبيلة والشباب والمرأة والجيش والشيوخ الكبار والأطفال والأحزاب تؤكد ضرورة التغيير الفعلي لنظام الدولة  فكان الاختيار   لهذا التاريخ  موفقا لكن الشباب الثائر الذي لا يزال يرابط في الميادين  تم تهميشهم في المشاركة وذلك  من خلال تحديدهم ب 40 مقعد والجميع يعرف أنهم أساس التغيير والثورة إلى جانب المؤيدين من الجيش والقبيلة والأحزاب المشاركة فيها ، ولذلك تفاجأ شباب الثورة بممثلين الشباب في مؤتمر الحوار لم يكونوا يوما ما مع الثورة الشبابية ولم يشاركوا  في مسيرة واحدة  ولذلك فإن معايير الاختيار كانت خاطئة لأنهم انكشوا من أول لحظة في كلماتهم لعدم ذكرهم ثورة الشعب ولا الدور الذي قام به الشباب في الساحات  وكان من المفترض أن يكون هناك دور كبير للشباب يمثلهم أكثر من 150 مقعدا للمنسقية العليا لشباب الثورة وهي التي لديها كل  الائتلافات الثورية اين كانت في كل ساحات الجمهورية وموثقة  في كل الساحات ، عند ذلك كان للمنسقية أن تشكل لجنة محايدة وفق معايير لاختيار الشباب والشابات اللاتي شاركت  وسيكون لكل مكون ثوري ممثل في الحوار ، وكذلك حصة المرأة اليمنية لم نجد من الثائرات اللاتي خرجن بمئات الآلاف من يمثلهن وجاء إلى مؤتمر الحوار  بنساء لديهن منظمات نسويه ليس لديهن اى دور في الثورة ولكن النساء التحقيقات الثائرات ظلت تخرج لمدة عامين والى الآن وأولئك  النسوة المتصديات في المنظمات يقمن بأخذ دور أخواتهن  الثائرات وهذا ما جعل الشباب والمرأة في الميادين تقر بسرقة دور المرأة  والشباب في الحوار الوطني الذي لو حصل فسيكون كفيلا لضمان التوازن الحقيقي لتحقيق الأهداف التي خرجوا من اجلها وضحوا بخيرة أبناء اليمن  من الثوار والثائرات ، كما إن مشاركة الغير مرغوبين في الحوار ممن كان لهم دورا في قتل الشباب في الساحات كان له اثر سلبي لدى المتابعين لمجريات الحوار ، كما ان تعليق بعض المشاركين في يوم المؤتمر كان كذلك له اثر كبير  في تأكيد التلاعب بحق الشباب في الحوار ، ولذلك كان من المفترض للأحزاب المشاركة أن تقف من أول لحظة  لدعم زيادة حصة الشباب بدلا من جعلهم ادني مشاركة وهو اكبر  شريحة  مشاركة في التغيير بغض النظر عن الانتماءات الحزبية لهم  لان الشباب الثائر الذي خرج إلى الميدان لم يأخذ الإذن من حزبه يوم خروجه وإنما خرج بصفة شاب ثائر  ولذلك مشاركة كل شرائح المجتمع وكل شريحة تتكلم عن مظالمها وأنها همشت ونسيت الرؤية الكبيرة من الحوار وهو  ضع الأسس القويمة لمبادئ الحكم الرشيد ، ولذلك كانت القسمة ظالمة  وغير عادلة في حق الشباب والأحزاب المشاركة التي لها تمدد كبير على مستوى طول اليمن وعرضها كيف لها أن تقبل ب50  ممثلا  وغيرها يحصل على نسبة كبيرة لا تتوافق مع حجمه الصغير  ، مع ذلك نحن مع نجاح الحوار رغم السلبيات التي يحاول البعض  ترويجها  على حساب الوطن ووحدته ونسوا أنهم كانوا وزراء سابقين وضمن مكافحة الفساد ولكنهم للأسف لم تؤثر فيهم روح الوطنية طوال الفترة الماضية وكأنها فترة ابتزاز باسم القضية الجنوبية بالرغم أن الشعب اليمني  في كل محافظاته له قضية ظلم ولا ينكرها احد ولكن الابتزاز  لبعض  من يدعون الحراك زاد  عن حجمه ونسوا أن المبادرة والحوار تحت سقف الجمهورية اليمنية  وما يضحك المتابع ان بعض المشاركين في الحوار يصرح بأنه لا يمثل الحراك الجنوبي ولا ندري لما حضر الحوار وباسم من ؟ وكأن الفلوس هي من جعلته يحضر حتى لا يخسر فلوس المؤتمر  ولا يخسر دعاة الانفصال وفلوسهم فهل هؤلاء مؤتمنين على  وضع لبنات اليمن الجديد ولازالت الكراهية والعصبية المقيتة ضد الوطن الكبير تجري في عروقهم مجرى الدم ، بالرغم أنهم يدركن أنهم لن يهنأ في العيش كما عاشها في ظل الوحدة واخذ كل الاستحقاقات والتي أصبحت وكأنها فرض عين على المواطن اليمني الغلبان على أمرة أن يأخذ من حقوقه في مناطقه لتكون لهؤلاء الذين يبتزوننا باسم الحراك الجنوبي  منذ أكثر من عشرون عاما هم قليل أما باقي أخواننا فئ جنوب الوطن فهم مثل إخوانهم فى الشمال قاموا بثورتهم ضد الظلم والاستبداد لشعورهم أن حقوقهم وحقوق إخوانهم في كل محافظات الوطن ضاعت في جيوب المتسلقين المتنفذين سواء كانوا من شمال الوطن ولذلك قاموا بدورهم الشجاع في المشاركة الفعالة في الفعل الثوري من ساحات عدن والمنصورة وأبين ولحج والضالع وتعز واب وذمار  وحضرموت وصنعاء وكل محافظات اليمن ، ولذلك قرر  شباب الثورة في ساحات الشرف والكرامة مراقبة سير عمليات الحوار الوطني وأعلنت مشاركتها  بشكل مليوني في كل الساحات لمراقبة  نتائج مؤتمر الحوار  وهل ستلبي مطالب الشباب وأهدافهم التي رسموها بدماء الشهداء  وإذا وجدت ان هناك اى التفاف من اى طرف كان فأنها ستقوم بدورها اللازم تجاه تحقيق الأهداف مهما كانت التضحيات ، فالثورة الشبابية وحدت اليمنيين ولا نريد مؤتمرا يحاول المتسلقين آلية من قتلة الثوار وغيره تنفيذ أجندة خارجية لا تبت إطلاقا في مصلحة اليمن  أرضا وإنسانا ولذلك ما أنتجته الجلستان الأولى تبين وجود من يريد تحقيق الأغراض الخاصة على حساب الوطن وما بهمه هو جني المال من اى كان ولذلك يجب على الأمن وحراسة مؤتمر الحوار  أن يكونوا عند مستوى المسئولية الأمنية والوطنية وفى عدم تكرار  ما حدث فى يوم الافتتاح كما يجب على المتحاورين احترام قيادة الدولة وحكومة الوفاق وتعظيم دورهما في تبيت الأمن والاستقرار في مرحلة كادت تؤدى إلى مالا يحمد عقباه.
ولذلك وجب على القيادة السياسية وحكومة الوفاق والقوات المسلحة والأمن العمل على تحقيق المبادرة الخليجية والياتها ومراقبة مجريات الحوار والعمل على إنجاحه بما يحقق أهداف التغيير والثورة الشبابية في بناء دولة النظام والقانون وليقفوا بكل حزم وقوة ضد من يحاول تمزيق الوطن بنظرات صغيرة مأجورة من الخارج والداخل .
Adelmozab2012@gmail.com                                                             

عضو المجلس الرقابي للثورة

Total time: 0.056