أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

للموضوع بقية لا أملكها

- عباس عواد موسى
للموضوع بقية لا أملكها
عباس عواد موسى
 
لا يمكن فصل ما يجري على الأرض السورية , عن كل الذي يحدث في بلاد المسلمين قاطبة . فهي حرب استخباراتية يتسابق فيها العملاء والمنافقون لخدمة الأعداء والأمم المتكالبة . لكن ضربات المجاهدين في أفغانستان والعراق التي أوجعت المتكالب ما كانت لتؤتي ثمارها لولا أنها جاءت بالتزامن مع تصفية العملاء رافضتهم وصحواتهم ( غفواتهم ) .
 
فقد أقرّ المرتزق المقدوني زوران فيلكوفسكي أنه عمل في شركة أمنيّة , يملكها حامد قرضاي ويديرها أحد أشقائه . ألشركة تُعنى بتأمين احتياجات 30 قاعدة عسكرية أمريكية , تضم الواحدة منها مئات الجنود الأمريكيين وكذلك عدداً من الأفغان العملاء قد يكون إما 20 أو 30 أو 50 . ألذين هم من أخلص العملاء وولائهم وتبعيتهم للقوات الغازية عادة ما يكون مُطلقاً وهم في غالبيتهم العظمى من الفرق الرافضة وغير السّنّيّة في البلاد .
يقول الطيار فيلكوفسكي : بعد خدمةٍ دامت 14 سنة في سلاح الجو المقدوني , إلتحقت بالقوات الأمريكية في أفغانستان . ما إن هبطت بي الطائرة النفاثة فوق ذلك الجبل الأفغاني حتى أمرني قائدها بالهبوط , ولما نزلت امتثالاً لأمره حتى عاد محلقاً على الفور . وحيداً نزلت , بإحدى يديّ حقيبة وبالأخرى غطاء لا يفيد مع شتاء أفغانستان وبردها القارس . ويصف ليلة ثلجية قاتلة فوق جبال خوست لم تنقطع فيها هجمات المجاهدين .
لقد ارتفعت في الهواء جرّاء انفجار قوي وقع على بعد ثلاثة أمتار مني . إنهم المجاهدون الشيشان أصحاب اللحى الطويلة , يخرجون كالأرواح وقت الضباب الكثيف . لا يدعون وقتاً لديك للراحة لا في النهار ولا في الليل , هكذا , على مدار الساعة . يتسللون عبر الحدود مع باكستان .
ستويان سلافيسكي , ألأستاذ الجامعي والمحلل الأمني المقدوني يرى أن الأفضل لبلاده هو أن تشارك في عمليات التجسس فقط فالتهديدات باقية كما هي . والمشاركة القتالية مُهلكة .
أما البروفيسور ميتودي خاجي يانيف ألمحاضر في الأكاديمية العسكرية بالعاصمة اُسْكوبيٍة فقد أشار إلى متاعب وزارة الداخلية التي أرهقتها بعدما اكتظت شوارع العاصمة بالمهاجرين غير الشرعيين من بلدان الربيع العربي , فلعل بعضهم يجيء لتنفيذ هجمات إرهابية في غرب البلقان وبقية البلدان الأوروبية . ولم يخف المراقبون خشيتهم من ذلك بسبب المواقف العالمية المجرمة بحق الشعب السوري .
قلّت ثقة الولايات المتحدة بالعملاء العرب رغم حاجتها الماسة لعملاء أطالوا في عمرها . ومع ذلك , فستستند إلى عملاء رخيصوا الثمن من البلدان الأوروبية التي تدهور وضعها الإقتصادي ليكونوا حلقة الوصل بينها وبين العملاء العرب والمسلمين . فالحرب على الإرهاب ماضية حتى عام 2030 والمقصود حتى أجل غير مسمى يكتنف مستقبله الغموض وسط أقوال عن الإمبراطورية الأمريكية الآفلة .
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0623