أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سد كمران يستغيث برجال مستنقعات "ناشونال جغرافيك"

- حمدي دوبلة

بدأت الحكاية من البث الإعلامي لمقاطع فيديو لزوجين شابين أرادا عبر الهاتف أن يخلدا لحظات بدت لهما أنها رائعة بعيداً عن أعين الناس وأصحاب الفضول وما أكثرهم في هذه البلاد لكن لم تدم تلك السعادة إلا ثواني قليلة قبل أن تنقلب إلى كارثة حقيقية عندما راحا يقضيان غرقاً أمام شاشة الهاتف اليتيم ووسط صمت رهيب إلا من صيحات استنجاد الغريقين وشيئاً من أصوات الطيور في الجوار..

كان هذان الزوجان رقم 17 في قائمة اليمنيين الذين قضوا غرقاً في سد كمران جنوبي العاصمة صنعاء غير أنهما ولحكمة إلهية تركا أثراً إنسانياً خالداً لعله يضع حداً لمسلسل الموت الغامض في هذا السد اللعين..

كثر الحديث واللغط عن السد وتنوعت التحليلات حتى ساد اعتقاد بوجود الجن والأرواح الشريرة بداخله حتى ظهر التفسير الرسمي بوجود أفعى مائية هائلة الحجم وإنها مسؤولة عن كل جرائم القتل.. وراح المعنيون يناقشون الطرق والأساليب المثلى للتخلص من الأفعى قبل أن يصمت الجميع فجأة وكأن شيئاً لم يحدث لتبقى هذه الأفعى «إن كانت موجودة حقاً» متربعة على السد وباسطة نفوذها المدمر على أغواره وفارضة الهزيمة النكراء على دولة بقضها وقضيضها وجنودها البواسل وقواتها الخاصة عالية التدريب ممن كان الناس يعولون عليها ويدخرونها لساعة الخطر والخطوب الداهمة..

وأمام هذه الهزيمة راح كثيرون يقترحون توجيه نداء استغاثة عاجلة لرجال المستنقعات وصيادي الأفاعي بقناة ناشونال جغرافيك.. مؤكدين أنهم سينفذون المهمة بنجاح وسيجعلون من الأفعى المعجزة مادة تلفزيونية يتسلى بها المشاهدون

Total time: 0.0537