أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

حرب الطائرات بدون طيار

- ياسر صادق الإدريسي
موضوع الكتاب 'حرب الطائرات بدون طيار، القتل عن طريق التحكم عن بعد' حي في الغرب، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع خبر مقتل 'زعيم' مشتبه به في اليمن أو أفغانستان أو الباكستان أو الصومال، قررت الإدارة الأميركية أنه عدو لها يجب قتله دون محاكمة، ولا حتى اعتراف بالجريمة أو إعلان عنها.

هذا إلى جانب الفضائح المتتالية بخصوص صفقات الروبوت العسكري في عدة دول غربية تأتي ألمانيا في مقدمتها.

أما المؤلفة فهي ناشطة سلام أميركية عملت على تأسيس العديد من الهيئات المناهضة للحرب، مع زملاء لها.

هذا الكتاب هو الأحدث والأكثر توسعًا وعمقًا في موضوع استخدام الطائرات من دون طيار، المعروفة بالإنجليزية الشعبية باسم (Drone)، والتي تعني ضمن أمور أخرى 'أزيز'.

الكاتبة تتناول موضوع تطور هذا الطراز من الطائرات منذ الحرب العالمية الأولى حتى تحولها إلى صناعة عسكرية متطورة تنتج الآلاف منها لاستخدامات متعددة، منها التجسس، ومنها دعم القوات الأرضية، فضلا عن الاغتيالات.

بالتالي فإن إنتاج هذا النوع من الأسلحة تطور على نحو كبير للغاية حيث ازداد عددها منذ مطلع القرن إلى نحو عشرة آلاف في الولايات المتحدة حلقت لأكثر من نصف مليون ساعة في عام واحد، بينما وصل عدد الدول التي تستخدمها إلى نحو خمسين دولة.

في مدخل الكتاب، تتحدث كاتبة مدخل الكتاب، الناشطة السياسية الأميركية والمؤلفة باربارا إيرنرايش، عن تاريخية استخدام الأسلحة التي ترسل أدوات الموت من مسافة، حيث عد الإغريق رماة السهام من طروادة جبناء وخلدوا رأيهم ذاك في الإلياذة. وهي بذلك تقيم تطابقًا، وإن غير مباشر بين الطرفين.

أما المؤلفة فتتحدث في مقدمة الكتاب عن الخسائر البشرية التي يوقعها هذا النمط من الحرب بالسكان المدنيين والأبرياء مستخدمة عدة أمثلة واجهتها شخصيًا أثناء تجوالها في باكستان وأفغانستان، حيث تروي معاناة الصبية رؤى التي فقدت والدتها وشقيقتيها في غارة أميركية بطائرة من دون طيار على منزلهم في أفغانستان.

وتبدأ في عرض إحصائي للخسائر التي توقعها الطائرات دون طيار بين صفوف المدنيين خلال هذه الغارات، فتذكر أنه في الأشهر الثالثة الأولى لغزو أفغانستان قضى نحو ألف مدني أفغاني بسبب الغارات الجوية.

يضاف إلى ذلك العدد وفاة أكثر من ثلاثة آلاف مدني بسبب الجوع والإرهاق والأمراض التي انتشرت في أفغانستان بسبب العدوان الأميركي، أي أن عددهم فاق عدد ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.

بل إنها تذهب أبعد من ذلك بالقول إن هجمات سبتمبر/أيلول لا تسوغ إطلاقًا شن حرب على أفغانستان، وكان يجب الاكتفاء بإعلانها جريمة ضد الإنسانية وملاحقة الجناة.
المصدر : الجزيره نت

Total time: 0.0512