أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

قراءة في العروض العسكرية لحراك الجنوب والحوثي

- ياسر صادق الإدريسي

تزايد في اليمن ظهور التشكيلات العسكرية لقوى انفصالية بالجنوب وأخرى متمردة في الشمال بطريقة علنية، يضاف إليها وجود تنظيم القاعدة وأيضا القبائل المسلحة، ورأى خبراء أن انتشار المظاهر المسلحة يهدد الأمن والاستقرار، كما يشكل تهديدا لوحدة اليمن ووجود الدولة أيضا.

وكان لافتا تنظيم قوى في الحراك الجنوبي الانفصالي عرضا عسكريا في عدن هو الأول من نوعه، شارك فيه مئات من الضباط الجنوبيين المتقاعدين والمسرّحين قسرا بمناسبة عيد الجيش الجنوبي السابق الذي صادف الأول من سبتمبر/أيلول الجاري.

هذا بينما كانت مليشيا جماعة الحوثي المتمردة التي تسيطر على محافظة صعدة، قد ظهرت بملابس عسكرية تشبه الزي الذي ترتديه قوات الحرس الثوري الإيراني، وذلك خلال تشييع زعيمها المؤسس حسين بدرالدين الحوثي، بعد تسع سنوات من مقتله على يد قوات الجيش إبان حكم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.

ورأى الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين، في حديث للجزيرة نت، أن الدولة باليمن عانت خلال السنوات الماضية من ضعف وهشاشة في كل الجوانب وبخاصة الأمني، 'لأن الرئيس السابق لم يكن يهمه أمن الوطن والمواطن، بقدر أمنه الشخصي واستمراره في الحكم لأطول فترة ممكنة'.

واعتبر أن 'الدولة الرخوة والفاشلة هي التي قادت إلى وجود التشكيلات المسلحة كما قادت إلى انقسام الجيش اليمني إبان الثورة الشبابية الشعبية عام 2011، وما تلاها من تدهور أمني واقتصادي وسياسي خطير'.

الحروب الست
وأشار إلى أن الحوثيين كوّنوا جيشا من المقاتلين خلال الحروب الست التي دارت في صعدة، وحصلوا على أسلحة من الجيش نفسه بمختلف الطرق، كما حصلوا على دعم خارجي سخي وباتوا يسيطرون ميدانيا وعمليا على محافظة صعدة وأجزاء من محافظات عمران وحجة والجوف.

ودعا العميد ثابت الدولة اليمنية إلى فرض سيطرتها وهيبتها على البلاد، وقبل ذلك حل المشاكل المعقدة وشبه المستعصية وعلى رأسها قضيتي الجنوب وصعدة.

وبشأن العرض العسكري الذي نظمه الحراك الجنوبي في عدن بمشاركة مئات من الضباط الجنوبيين المتقاعدين والمسرحين قسرا، قال إن العرض العسكري لم يكن سوى رسالة موجهة إلى السلطة في صنعاء وإلى الخارج للفت النظر إلى الظلم والإقصاء الذي حل بالجيش الجنوبي عقب حرب 1994.

من جانبه يعتقد رئيس تحرير صحيفة 'خليج عدن' عبد الرقيب الهدياني أن ظهور الحراك الجنوبي مؤخرا بعرض عسكري في عدن بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي كان رسالة تفيد بأن النضال السلمي الذي لم يفض إلى نتائج طوال سبع سنوات مضت لن يكون خيارا وحيدا وقد يلجؤون لما هو أبعد من الفعاليات السلمية.

ورأى الهدياني في حديث للجزيرة نت أن 'الرسالة التي حملها العرض العسكري الأخير في عدن كانت موجهة بشكل مباشر إلى مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء ورعاة المبادرة الخليجية، تقول إن عمود الحراك الجنوبي ومن أشعل جذوته هو الجيش المسرّح عقب هزيمة حرب 1994 وهؤلاء لديهم كل فنون القتال ما لم يخرج المتحاورون بنتائج عادلة للقضية الجنوبية'.

الحراك الجنوبي
وأشار إلى أن أطرافا في الحراك الجنوبي لم تكن منزهة فيما مضى عن رفع السلاح في وجه الدولة، وهناك شواهد ووقائع كثيرة راح ضحيتها العشرات من أفراد الجيش والأمن، بحسب قوله.

في المقابل يرى المحلل السياسي ياسين التميمي أن بروز مشهد الاستعراضات العسكرية من قبل الجماعات المسلحة بتنوعاتها المختلفة، يحمل مؤشرات خطيرة على تسارع الخطى باتجاه خيارات تتعارض مع أهداف التسوية السياسية وغايتها النهائية في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة.

واعتبر التميمي في حديث للجزيرة نت أن هدف الاستعراضات العسكرية يصطدم مع الهدف الأساسي المعلن والمضمر من قبل هذه القوى المسلحة، والمتمثل في إجهاض مشروع الدولة اليمنية الديمقراطية الحديثة، وإحلال مشاريع بديلة متعددة لكنها تتقاسم التوجه نفسه نحو تفكيك وتجزئة الدولة.

وقال إن ثمة عاملا إقليميا يتمثل في استنفار القوى الموالية لإيران، ودفعها لإظهار هذه الاستعراضات المسلحة، في رسالة يقصد منها البرهنة العملية على أن ردود الفعل التي ستنتج عن توجيه ضربة لنظام بشار الأسد في دمشق ستتسع لتشمل أوسع نطاق جغرافي يمكن من خلاله إلحاق الضرر بمصالح أميركا وحلفائها في المنطقة.

وأضاف أن مهمة ضرب مصالح أميركا يمكن أن تضطلع بها هذه القوى المنفلتة في اليمن أو في غيرها من بلدان المنطقة، نيابة عن إيران الحليف الكبير للنظام السوري الذي لا يتوفر أي احتمال لتورطها أو تورط ذراعها العسكرية مليشيا حزب الله في المواجهة المباشرة مع أميركا.

المصدر : الجزيره نت

Total time: 0.0504