أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

تجريم علماء اليمن لاستهداف جنود الجيش والأمن

- محمد مصطفى العمراني

يتعرض جنود الجيش والأمن لهجمات متكررة من مسلحين مجهولين وعصابات إجرامية في استهداف مخطط وممنهج من قبل عصابات إرهابية وجماعات عنف متمردة وخارجة على الدولة والقوانين والشرائع وهذه الهجمات هي جرائم غادرة وإرهابية ومحل إدانة واستنكار كل أبناء المجتمع اليمني وقواه الحية وفي مقدمة هذه القوى علماء اليمن الذين يستنكرون مثل هذه الجرائم والبشعة ويدينونها ويجرمونها في كل فعالياتهم وخطبهم ومقالاتهم وبياناتهم وتصريحاتهم ويطالبون بالكشف عمن يقوم وراء هذه الجرائم وتقديمهم للمحاكمة وتنفيذ العقوبة الرادعة والجزاء العادل بحقهم وفي كل بيان يصدر عن علماء اليمن كان العلماء يؤكدون على "حرمة الاعتداء على المدنيين والعسكريين وحرمة إزهاق الأرواح ووجوب صيانة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة، والمحافظة عليها " لقوله صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ» [رواه مسلم] وإيقاف نزيف الدم وإزهاق الأرواح، ومنع تدمير البنية الاقتصادية والعسكرية وإنهاكها .

ولست أدري من الذي أباح لهذه العصابات التخريبية قتل جنود الجيش والأمن واستباحة دمائهم ذريعة حكم عليهم هؤلاء بالموت مع أنهم يؤدون واجبهم في إطار الشرع والدستر والقانون؟!!

وقد توجد تجاوزات وأخطاء وفي هذه الحال يحاسب القائد والمنفذ لهذه الأخطاء لكنها في كل الظروف والأحوال تظل حالات شاذة ولا تمثل الوجه الرسمي للجيش .

·      نموذج لتجريم علماء اليمن استهداف الجيش والأمن

وعندما قامت مجموعة إجرامية من استهداف جنود الأمن المركزي أثناء تدريبهم في ميدان السبعين مما أدى لاستشهاد وجرح العشرات من جنود الأمن المركزي استنكرت هيئة علماء اليمن هذه الجريمة البشعة وأدانتها بأقوى العبارات وبأوضح موقف ودعت الهيئة لحماية جنود الجيش والأمن وبذل كل الأسباب لحماية الجنود من الاستهداف والحفاظ على المؤسسة العسكرية والأمنية كإنجاز للوطن وصونها لتؤدي واجبها في إطار الدستور والقانون ولتدليل على ما نقول سنأخذ هنا نموذج واحد من بيان شتى وتصريحات وحوارات عديدة شددت وأكدت على حرمة دماء جنود الجيش والأمن وهو بيان صادر عن هيئة علماء في 20 شوال 1434هـ الموافق 28 أغسطس 2013م وعلى إثر استشهاد وجرح 19 من ضباط الجوية في هجوم إرهابي استهدف حافلتهم حيث أصدرت هيئة علماء اليمن بيانا أكدت فيه على أن حق الحياة من أعلى درجات الحقوق الشخصية للإنسان في الشريعة الإسلامية وغيرها من الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وجاء في نص البيان : لقد فوجئت هيئة علماء اليمن كما فوجئ الشعب اليمني بحوادث إجرامية وظواهر دخيلة على الشعب اليمني يرفضها الإسلام ويأباها , تستبيح الأرواح البريئة والنفوس المعصومة في أوساط المدنيين والعسكريين والتي من آخرها تفجير حافلة للقوات الجوية في العاصمة صنعاء الذي استهدف عدد من الضباط والأفراد , بالإضافة إلى ما يجري من انتهاك لسيادة البلاد وقتل واستباحة لدماء أبناء الشعب اليمني خارج القضاء بطائرات بدون طيار , وتجاه هذا كله , فإن هيئة علماء اليمن تدين وتستنكر ذلك، وتؤكد على الآتي :

1- وجوب تعظيم حرمة الدماء المعصومة والأرواح البريئة للمدنيين والعسكريين، قال صلى الله عليه وسلم : (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ، إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا، أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا ) (رواه أبو داود، وصححه الألباني ، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ( وَلَو أَنَّ أَهْل سَمَاوَاتِه وَأَهْل أَرْضِهِ اشْتَرَكُوْا فِي دَم مُؤْمِنٍ؛ لأَدْخَلَهُمُ الْلَّهُ الْنَّارَ ) رواه البيهقي .

2- حرمة القتل خارج القضاء الشرعي وبدون محاكمة شرعية عادلة.

3- وجوب قيام الدولة بمسؤوليتها في ضمان حماية وصيانة الدماء المعصومة لكل أبناء الشعب اليمني وإقامة شرع الله تعالى في معاقبة كل من يعتدي على النفوس البريئة بالقصاص الشرعي ، قال صلى الله عليه وآله صحبه وسلم( ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم, وينصح لهم, إلا لم يدخل معهم الجنة ( أخرجه مسلم ، وقال صلى الله عليه وآله صحبه وسلم : ( ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة ) رواه البخاري .

4- واعتبرت هيئة علماء اليمن هذه الجرائم الإرهابية التي تستهدف المواطنين وجنود الجيش والأمن منكرات وجرائم ودعت كل العلماء والخطباء والمشايخ والسياسيين والإعلاميين والمدرسيين بالقيام بواجبهم في التحذير من هذه المنكرات والظواهر الدخيلة على ديننا وقيم شعبنا اليمني المسلم والتي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة القلاقل والفتن، قال («أَلَا لَا يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ أَنْ يَقُولَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ، فَإِنَّهُ لَا يُقَرِّبُ مِنْ أَجَلٍ وَلَا يُبَاعِدُ مِنْ رِزْقٍ، أَنْ يُقَولَ بِحَقٍّ أَوْ يُذَكَّرَ بِعَظِيمٍ ) رواه أحمد.

·      أمور يجب الإنتباه لها :

وهناك أمور هامة ويجب أن يضعها الجميع في الإعتبار والحسبان حتى تتضح الأمور :

1ــ جنود الجيش والأمن لا يجب بأي حال من الأحوال أن يتحملوا وزر فساد السلطة أو عمالة أطراف ودوائر منها فهم ليس لهم أي ذنب في هذا وشأنهم شأن المدنيين والله سبحانه وتعالى يقول : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ..

2ــ جنود الجيش والأمن يؤدون واجبهم في إطار الدستور والقانون وأي خطاء يجب محاسبة القائد ومن وجه به أولا .

3ــ جنود الجيش والأمن هم ذخرا للوطن ووظيفتهم الأولى حماية أبناء الوطن ويجب الحفاظ على مؤسسة الجيش والأمن لتقوم بدورها الهام خاصة في هذه الفترة والحرجة من تأريخ اليمن ..

4ــ على كل يمني غيور على وطنه في السلطة أن يعمل بقدر ما يستطيع لتنظيف المؤسسة العسكرية والأمنية من الخونة والفاسدين لتبقى هذه المؤسسات إنجازا وطنيا وتقوم بدورها على الشكل المطلوب خاصة وأن هناك مؤامرات داخلية وخارجية تستهدف اليمن وأمنه واستقراره وجيشه .

5ـ هناك جهات تخريبية تستهدف الجيش بقصد أو بظن أن هذا الاستهداف يقوض الفساد والعمالة والصحيح أن هذا الاستهداف يقود إلى الفوضى والخراب والعنف الذي سيطال الجميع .

 6ـ لم يقل عالم يمني معتبر أو داعية بجواز استهداف جنود الجيش والأمن بل يشدد الجميع في كل المناسبات على أهمية الحفاظ على مؤسسة الجيش والأمن ودعمها حتى تقوم بدورها وواجبها في حماية الوطن من التهديدات الخارجية والداخلية .

Total time: 0.0486