أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

غزة يوم بعد غد والذي يليه من سراييفو وبيلاسيتسا

- عباس عواد موسى

غزة يوم بعد غد والذي يليه من سراييفو وبيلاسيتسا

عباس عواد موسى

 

تذكرنا الحروب بالحاجة إلى السلام . ولكنهم الصهاينة بسياساتهم العدوانية القذرة كما هم , يأبون إلا أن نواصل معركتنا معهم حتى اجتثاثهم ليتمكن العالم بعد ذلك من الحديث عن السلام . وبما أنهم لن يذوقوا طعم الأمن الذي لم يذوقوه أصلاً فإن هذا العالم الجبان الذي سيطروا عليه باغتيالهم لعشرة أشخاص لن يذق هو الآخر طعم الأمن .

غزة يوم بعد غد والذي يليه من سراييفو وبيلاسيتسا

 

تحلّ علينا الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى يوم بعد غد وفي اليوم الذي يليه تحل الذكرى الألفية لحرب بيلاسيتسا بين الشاه صموئيل والدولة البيزنطية وقد انتهت السلالة الصموئيلية سنة 1018 أي بعد أربع سنين على الحرب الكبرى .

كادت المتناقضات تخنقني عندما طالعت كتب التاريخ في البلدان البلقانية قبل ثلاثين عاماً عن الدولة الصموئيلية ولم أجد مخرجاً لي من ذلك المأزق سوى أن أتخيل صموئيل حاكماً على اليونان وألبانيا وبلغاريا والجبل الأسود وكوسوفو ومقدونيا وحتى صربيا . لأن هذه البلدان تتصارع فيما بينها على أصوله فكل دولة منها تعتبره لها . وقد كان صاحب شرعية في الحكم . ومع خديعته بأن الجميع يلتفون حوله كحال حكامنا بالضبط فقد انتهت دولته في حرب البيزنطيين معه ليبصق عليه أكثر المقربين منه .

غزة يوم بعد غد والذي يليه من سراييفو وبيلاسيتسا
وما أود ذكره هو أن المنتصر البيزنطي الإمبراطور باسيل الثاني حارب الشرق الشآمي والخليفة البغدادي لينتزع اعترافه به .

اغتيل رانتس فيرديناند وريث العرش النمساوي المجري في الثامن والعشرين من حزيران سنة 1914 في العاصمة البوسنية سراييفو . ورغم الإتهام المباشر لصربيا بتلك الواقعة إلا أنني لم أقرأ حرفاً عربياً واحداً عن تورط الحركة الصهيونية بتلك الجريمة . فالصهاينة كانوا يحرّكون الصرب كيفما شاؤوا معتمدين على توزعهم في مختلف البلدان والذي أفادهم ذلك استخباراتياً ليقودوا هذا العالم الكافر الذي يخشى الموت باغتيال كل من خالفهم أو انتقدهم . وأعيد التكرار بهدف التذكير بأن صحيفة " صوت اليهودي " كانت تصدر في سراييفو ورأس تحريرها إسحاق ساموكوفليا الذي ترأس رابطة كتاب البوسنة والهرسك في سراييفو الشيوعية وما أحقر " كنيسة موسكو الشيوعية " التي انتسب إليها جبناء العرب وعملائهم . وفي نفس اليوم أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على صربيا وفي الأول من آب أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا التي تعتبر ظهير صربيا .

غزوة الربيع الألماني بدأت في آذار سنة 1918 وفي الثامن من آب بدأت قوات التحالف حربها المضادة . واستسلمت بلغاريا في التاسع والعشرين من أيلول وفي الثالث من نوفمبر أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية وقف الحرب مع إيطاليا لتستسلم ألمانيا بعد ثمانية أيام .

المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0583