أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

تفاصيل جريمة إحراق فتاة مع جنينها حتى الموت بالحديدة

- المستقلة
الفاجعة كانت مدوية لأهالي حي حارة السور بمحافظة الحديدة والصدمة زلزلت أفئدة الجميع الكبير والصغير وسط أستنكار واسع من المنظمات الحقوقية التي لازالت تتابع  القضية للوصول الى المجرمين بعد مضي شهرين من ارتكاب جريمة إحراق صفية عبدالله دحروش وطفلها، الذي كانت حاملاً به في شهرها الرابع ، بعد ان تم صب كمية من البترول عليها واشعال النار في جسدها .
 
وتعود تفاصيل القضية التي حصل عليها مراسل “ المستقلة “ بعد أن تواصل مع أقارب الفتاة وحصل على بعض المعلومات حول الجريمة وأسبابها رغم التكتم والغموض الشديد الذي يلف الجريمة.
 
أسرة المقتولة قالت “ للمستقلة “ بأن ابنتهم المقتولة / صفية عبدالله دحروش البالغة من العمر 35 عاماً لم يمض على زواجها سوى 6 أشهر وكانت تحلم بأن يكون لها منزل وأبناء وعائلة وان تؤسس لحياة سعيدة يملؤه الحب والحنان والسعادة لكن كل أحلامها تلاشت بعد أن تم إختطاف أحلامها من قبل أشخاص أنعدمت فيهم الرحمة والإنسانية بعد أن قاموا بصب مادة البترول عليها اثناء ما كانت تغسل الملابس في منزلها الذي تسكن فيه مع زوجها.
 
وأشارت الاسرة بأن شقيقتها انتقلت من بيت والدها بعد زواجها الى منزل عائلة زوجها المكونة من أربع اسر ويوجد لديهم حمام واحد مشترك ومع مرور الأيام تحولت أحلام أختي صفية من العيش في راحة واستقرار في عش الزوجية الى كابوس مخيف يلاحقها يومياً بعد أن تحولت حياتها الى جحيم مع مرور الايام وتكالب المشاكل عليها من أقارب زوجها ..
 
مؤكدين بأن المسكينة صفية دحروش ظلت صابرة في بيت زوجها وتحملت صنوفاً شتى من القسوة وافتعال المشاكل اليومية من أجل إسعاد زوجها ومع مرور الزمن وبعد مرور شهرين من زواجها تحقق جزء من حلمها بعد أن ابلغتها الطبيبة بأنها حامل بطفل في بطنها وعلمت بأنها ستصير يوماً ما أماً فكانت فرحتها غامرة ولاتقدر بثمن ورغم المعاناة والألم تمنت أختي المقتولة ان تفرح أهل زوجها بالمفاجأة التي تنتظرها أية زوجة وهي الحصول على طفل لعل وعسى أن تتغير المعاملة القاسية من أهل زوجها، وأن تلقى الاهتمام والرعاية وعندما طلبت من زوجها أن يقتطع لها من منزل عائلته الكبيرة حماماً ومطبخاً مستقلاً كونها حاملاً في شهورها الاولى وتحتاج الى الراحة والنوم والحمام بأستمرار كونها تتحرج من أخوتة الساكنين معهم في نفس المنزل وانتم تعرفون كيف تكون الزوجة الحامل وأحتياجها الى الحمام أكثر من مرة في اليوم الواحد ولا يسعها الانتظار طويلاً للطابور الطويل فرفض زوجها ذلك الطلب كون المنزل يعتبر ملكاً للجميع ..
 
وبعد مرور 4 أشهر على زواج أختي وحملها زادت معاناتها مع الحمل وكثرة المشاكل فعادت المقتولة صفية دحروش مرة أخرى لتطالب زوجها ببيت مستقل مثلها مثل غيرها من النساء المتزوجات الا ان زوجها طردها من المنزل وعادت الى منزل والدها منكسرة وذابلة وظلت في منزل والدها 22 يوماً بعدها جاء زوجها ليرجعها الى منزله بعد أن التزم لها أمام أهلها بتحقيق كافة مطالبها المشروعة المهم عودتها الى منزله فعادت المسكينة رحمة الله عليها الى المنزل الساعة 12 ليلاً ..
 
وعن ظروف الجريمة والأسباب قالت الاسرة : بعد عودة صفية الى منزل زوجها وبعد أن علمت أم زوجها “ عمتها “ بأن ابنها سيترك المنزل وسيستأجر منزلاً أخر للاستقلال بحياته مع زوجته فجن جنونها ولم يهدأ لها بال وتوعدتها بالانتقام منها بحسب قول الأسرة.
 
والجريمة رغم بشاعتها إلاّ أنه إلى اليوم لم يتم التحقيق مع المتهمين الرئيسيين في الجريمة، بحسب أسرة المقتولة وهم يترددون يومياً الى البحث الجنائي للمطالبة بالتحقيق مع المجرمين إلا أنة لم يتم ذلك وحسب قول أسرة صفية أن هناك تلاعباً بالقضية من قبل افراد البحث الجنائي وقد أكد أحد المحققين بأن أسرة القتيلة لم تحضر اي شاهد في القضية ولم يحضروا اي دليل اثبات بوجود مجرمين في هذة الجريمة وان القضية لازالت مقيدة لديهم للكشف عن المتهمين في القضية كونها فيها نوع من الغموض فيما تستند اسرة المقتولة بدليل أن ابنتهم المحروقة قالت في التحقيقات الاخيرة لها وهي على قيد الحياة أثناء اسعافها الى احد المستشفيات ، بانها كانت في منزلها وفجأة تم رشها بمادة البترول من قبل اشخاص كانوا متواجدين داخل المنزل ، ثم تفاجأت باشتعال النيران في ملابسها من الخلف ولم تشعر الا وهي تحترق بالكامل.
 
وأضافت أسرة الفتاة بأن ابنتهم تم اسعافها الى مركز الحروق بالمستشفى لتلقي العلاج الا أن هناك أشخاصاً لحقوا بها وأكملوا جريمتهم وتبعوا ابنتهم الى المستشفى وقدموا لها صحن شربة مسمماً كي يخفوا جريمتهم البشعة. 
 
أسرة الفتاة المحروقة قالت بأنه أثناء ماكانت الضحية تحترق تفاجأ أهالي الحي بزوجها يخرج الى الشارع في الحارة ويصيح بأعلى صوته ويقول(..) أحرقت  زوجتي . وسمعه الاهالي، واكدوا بأنهم على استعداد للشهادة امام الاجهزة الامنية، وطبقاً لأسرة الفتاة صفية دحروش فوجئنا في اليوم الثاني برفضهم الادلاء بشهادتهم خوفاً من تعرضهم للعقاب من القتلة.
 
التقرير الطبي الصادر من هيئة مستشفى الثورة بالحديدة، اكد بإن الفتاة صفية عبد الله دحروش وصلت الى مركز الحروق في تاريخ 8/5/ 2014م وكانت مصابة بحروق شديده من الدرجة الثالثة بنسبة 50% ناتجة عن احتراق بمادة البنزين، شمل الوجه كاملاً مع حروق في الجهاز التنفسي وفي الصدر والبطن والساعد واليد اليسرى مع الفخذ الايمن والايسر.
 
و حسب ما ورد في التقرير: تم استقبال الحالة وترقيدها علماً بان حالتها كانت سيئة جداً، وقمنا بتحويلها الى صنعاء لكن الاهل رفضوا ذلك، وتوفيت بتاريخ 13/5/2014م .
 
أسرة الفتاة القتيلة، تقدمت ببلاغ الى البحث الجنائي بمحافظة الحديدة للقبض على الجناة ومحاسبتهم وتحديد هويتهم ؛ غير أن البحث لم يقم بالتحقيق مع كل من كان في المنزل من الذين تتهمهم الاسرة بالوقوف وراء الجريمة البشعة التي مازالت حديث الناس والاهالي في الحي.

Total time: 0.0642