أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الحوثي أمام العاصفة : الرئيس يحذر .. المجتمع الدولي يرفض .. القبائل تنذر

- عباس الضالعي

جماعة الحوثي تحديدا امام اختبار حقيقي وخيارات صعبة وامام عاصفة محلية وإقليمية ودولية ، ومواقفها التي ستعلن عنها ردا على بيان مجلس الامن ستكون بمثابة اختبار حقيقي لها ، وعلى ضوء المواقف ستثبت مدى قدرتها السياسية لمواجهة الضغط الدولي عليها وقد يكون السبب بذلك هو تحالفهم مع الرئيس السابق واستسلامهم لرغباته واعتمادهم على العطاء الذي يقدمه لهم ويجلبه لهم من دول الخليج بذريعة مكافحة الخونة .

كلام الرئيس اليوم كان مختلفا وشديدا وقويا ( الرئيس:الشعب والمجتمع الدولي لن يقبل بفشل العملية السياسية جراء عبث البعض ) هذا الاسرار من الرئيس هادي يعتبر مؤشر لإغلاق صفحة الحوار والمفاوضات واللجان والوساطات ونهاية ايضا لاسلوب الحكمة ، اشعر ان استخدام الرئيس هادي لمفردات اقرب للعسكرية يعتبر مؤشر لتغيير ادوات التعامل مع جماعة الحوثي وان ذكر الرئيس لاسم زعيم جماعة الحوثي والحشد الذي يقوم به عبدالملك الحوثي بإتجاه صنعاء هي رسالة واضحة بتحمله المسئولية وتحمله النتائج والعواقب ، الرئيس هادي اقترب من اتخاذ قرار الحسم وان المبادرة التي ذكرها مستشار الرئيس وقال انها الفرصة الأخيرة لجماعة الحوثي قد تكون هي الأخيرة ...

لا شك ان القبائل المحيطة بصنعاء والتي استضافت مخيمات الاعتصام التابعة لجماعة الحوثي وانصار الرئيس السابق علي صالح شعرت بعدم وجود الطابع السلمي لهذه الاعتصامات وان الحشد اليومي المسلح بغير الاسلحة الشخصية عزز مخاوف هذه القبائل سواء قبائل بني مطر ( الصباحة ) او قبائل همدان ( جدر) او قبائل سنحان وخولان ( السواد) او قبائل بني الحارث ( الرحبة ) او بني حشيش ( شارع المطار) وباقي القبائل التي يمتد ارتباطها مع القبائل الحاضنة لمخيمات الاعتصام عند منافذ العاصمة .

القبائل أدركت مدى درجة الخطر الذي ستتعرض له قبائلهم في حال الحوثي وعلي صالح اعلان الحرب على الدولة ودخول العاصمة وهي الخطوة القاتلة لحلفاء الحرب اولا وحينها ستكون التجمعات السكنية لهذه القبائل مسرحا للمعركة وهدفا للطيران العسكري المحلي والدولي.

هذا الاستشعار ظهرت مؤشراته عقب صدور بيان مجلس الامن الذي يعتبر رسالة شديدة اللهجة لتحالف الحرب المحيط بصنعاء ، والايجابي في بيان مجلس الامن هو وصول المجلس والدول المعنية بأمن اليمن الى اليقين بعدم سلمية هذه الحشود وان رفع الدعم عن المشتقات النفطية لم يعد مبررا مقبولا مقارنة بالتعزيزات المسلحة بالاسلحة الثقيلة والعناصر المدربة على الحرب.

كلام مندوب ملك السعودية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز كان مفاجئا هو الاخر وجديدا ويبدوا ان رسائل التطمينات التي كانت ترسل للسعودية كانت رسائل مكذوبة ومخالفة للوقائع على الارض، مندوب السعودية خرج عن صمته وقال صراحة لن تقف السعودية مكتوفة الايدي امام سعي جماعة الحوثي وحلفائها بالانقضاض على السلطة وهذا يعني ان المملكة ستتدخل عسكريا بشكل مباشر لمساندة الجيش اليمني والسلطة لمواجهة جماعة الحوثي ومن يساندها .

الموقف الأمريكي والبريطاني ايضا اظهر مدى خطورة ما تقوم به جماعة الحوثي وان ماتقوم به يهدد امن واستقرار اليمن ولا يمكن السكوت عليه وسيعملون على حماية السلطة القائمة ، وهذا يعني ان الطيران الاطلسي بقيادة امريكا وبريطانيا سيشارك بتوجيه ضربات عسكرية ضد تجمعات الحوثي وعلي صالح.

القبائل استوعبت واستشعرت بالخطر اكثر من السياسيين في جماعة الحوثي وحزب المؤتمر وبدأو يوجهون انذارات لجماعة الحوثي برفع خيامهم عن مناطقهم ، هذا الاستشعار يعبر عن مدى فهم الرسالة الدولية وهو فهم ايجابي لتجنيب تجمعاتهم السكنية من الاستهداف العسكري لانها ستكون ملاجئ يفر اليها العناصر المسلحة وستكون ارضهم ساحة لملاحقة هذه العناصر بالطيران وغيره ..

ختاما .. المثير هو ما قاله لي احد السياسيين في رسالة ... وصلتني معلومات من قائد عسكري في عمليات وزارة الدفاع انهم رصدوا تحركات جماعة الحوثي ورصدوا نوع الاسلحة التي دخلت الى مكان الاعتصامات ورصدوا تحركات ابو علي الحاكم واتصالاته واجتماعاته مع المشائخ وقادة عسكريين حاليين وسابقين ومتقاعدين واجتماعاتهم في عمران وبيت نعم والظفير وتوزيع هذه القيادات على المخيمات في شارع المائة بجوار معسكر السواد والصباحة بحوار معسكر القوات الخاصة وهمدان بجوار معسكر الاستقبال والرحبة بجوار المطار وشارع المطار بجوار قاعدة الديلمي وان هذا التوزيع هو لقيادة المعركة وتم تعزيز هؤلاء الضباط بمقاتلين من جماعة الحوثي ولديهم خرائط بالاماكن الحساسة والمهمة التي ستكون هي الأهداف الأولية للسيطرة عليها  كما تم رصد دخول اسلحة حديثة موجودة فوق سيارات ودينات مغطية بالطرابيل ولايعلم عنها حتى المعتصمين،،،، يعني الحوثي جمع قواته كلها حول صنعاء وهذه فرصة للقضاء عليها وكلام الصديق في العمليات يؤكد ان تحركات الحوثي تحت السيطرة وسيتم ضربها في وقت واحد ومهاجمة المباني والعمارات والاحواش التي تخزن فيها الاسلحة وسيتم توجيه ضربات جوية للسيارات التي تحمل اسلحة وذخائر والموجودة بعيدا عن المخيمات وسيتم السيطرة على كل انواع الامدادات بالمختصر الرئيس عبدربه منصور جاب الحوثي ليلقى نهايته على ابواب صنعاء وانت اول واحد سترفع التحية لوزير الدفاع الذي تهاجمه بقوة ..

رديت عليه .. كيف لمثل هذه المعلومات تسرب من داخل العمليات ورد عليا .. المخطط اكبر من ما ذكرت لك وخليك على ثقة بأن عبدربه ادهى من علي عبدالله صالح وسترى ذلك قريبا ...

ما استنتجته من الرسالة هو .. هل وجود الحوثي حول صنعاء يعتبر استدراج مخطط بهدف القضاء على اكبر قدر من قوته العسكرية!!

لا استطيع الاثبات او النفي لما ورد في الرسالة وهذا لايعني التشكيك بمن ارسلها لي الذي وهو سياسي يحظى بالاحترام من كل الاطراف ... الايام هي من ستثبت او تنفي هذه المعلومة ... ومع هذا لن يتغير موقفي من وزير الدفاع حتى يأتي بموقف يستحق تغيير الموقف ..

Total time: 0.0804