دعا الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الأطراف التي قال إنها تغرد خارج السرب إلى أن تعيد حساباتها وتلتزم بما أجمع عليه اليمنيون، وأن تعمل على تحقيق أهدافها وطموحاتها عبر الأطر السياسية والمؤسسية التي كفلها الدستور، مشيراً إلى أن الدولة مسؤولة وضامنة لهذه الاتفاقيات وتحقيق الشراكة الوطنية روحاً وفعلاً" .
وأكد هادي لدى ترؤسه أمس لقاء وطنياً في حضور أعضاء مجالس النواب والحكومة والشورى، وممثلي القوى السياسية والمدنية، أنه لن يسمح لأي عابث بأن يهدد أمن واستقرار اليمن، كما لن يسمح لأي جماعة بأن تكون وصية على الشعب، في إشارة إلى جماعة الحوثي التي تقود تظاهرات، لإسقاط الجرعة الاقتصادية، والحكومة الانتقالية، والتي قال إنها "تستخدم ذرائع بالية، ولا يحق لها أن تتعهد للناس بشيء وجميعنا يعلم أنها تنقض كل اتفاق" .
وأعلن أنه وجه قوات الجيش والأمن باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر والبقاء في حال جهوزية كاملة لمواجهة أي احتمالات، كما أكد موافقته على استمرار عمل اللجنة الوطنية الرئاسية في التفاوض مع الحوثيين للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة، مع إضافة لجنة اقتصادية لدراسة المقترحات المقدمة من بعض الأحزاب والقوى السياسية، سعياً للخروج من الأزمة الراهنة .
ولفت الرئيس هادي إلى أن هذا اللقاء الوطني يأتي في لحظة فاصلة من تاريخ اليمن ،وفي ظروف بالغة التعقيد تتطلب من كل القوى السياسية والعلماء والوجاهات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني والشباب والمرأة أن تقف صفاً واحداً للدفاع عن الوحدة والجمهورية والديمقراطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني"، مشيراً إلى أن "اليمن يواجه اليوم، تحديات مصيرية تستهدف وجوده وكيانه ومكتسباته التي تحققت بفضل تضحيات أجيال من اليمنيين" .
وعلق هادي على البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي والذي صدر أمس الأول، ودان جماعة الحوثي بالقول: إن المجتمع الدولي وقف بحزم أمام ما يجري في اليمن، وعبر عن موقفه بهذا الشأن مرات عديدة، مشيراً إلى أن البيان الرئاسي للمجلس، والصادر الجمعة نص بلغة واضحة لا تقبل التفسيرات على أن التصعيد الجاري من قبل البعض مرفوض وبأنه سيقابل بإجراءات صارمة .
ولفت إلى أن مد يد السلام حيال العوامل التي تهدد الأمن في صنعاء "ليس ضعفاً منا، ولكن حرصاً على تجنيب البلاد ويلات حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وإدراكاً منا بأن لغة العنف سوف تحرق الأخضر واليابس، بل وستبدد كل طاقاتنا التي يجب أن نسخّرها الآن للتنمية والبناء، كما ستحول البلاد إلى ساحة احتراب لقوى خارجية لا يهمها اليمن ولا اليمنيين" .
وإذ أوضح هادي أن قرار تصحيح أسعار المشتقات النفطية كان خيار الضرورة لتجنب انهيار البلد، فقد أكد أنه وجه بحزمة من الإصلاحات الاقتصادية ابتدأت بإجراءات تقشفية تستهدف مسؤولي الدولة، وشملت إجراءات لدعم القطاع الزراعي والسمكي، واعتماد مئات الآلاف من حالات الضمان الاجتماعي الجديدة .
وفي اللقاء عرضت اللجنة الوطنية الرئاسية تقريرها الكامل في شأن المفاوضات التي أجرتها مع زعيم جماعة الحوثي، وأكد النائب في البرلمان اليمني عضو اللجنة الوطنية الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين عبدالعزيز جباري، أن الاجتماع الوطني سيبحث في رؤية محددة وواضحة لمعالجة الأوضاع السياسية والأمنية التي زادت من أخطارها خلال الأيام الماضية، عملية تمدد جماعة الحوثيين للمظاهر المسلحة في شوارع العاصمة وعلى تخومها .
