أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أحمد غراب: الفتنة أشد من الجرعة

- صنعاء

الفتنة جرعة دموية مرارتها وبؤسها أشد مئات المرات من أي جرعة اقتصادية ، ذلك أنها تدمر كل شيء من الأساس.

إذا كانت الجرعة الاقتصادية نص البلاء فإن الفتنة والاقتتال البلاء بكله.

كيف يمكن أن نتحدث عن مخرجات الحوار ونحن نشهر أسلحة الدمار؟!

أيها اليمنيون إن حب اليمن وحب الشعب ليس كلاما يقال أو شعارات ترفع إنها واقع وسلوك. من كان يحب اليمن منكم فليحافظ على اليمن آمنا مطمئنا وليدعوا إلى مصالح الشعب بالحكمة والموعظة الحسنة بعيدا عن الخراب.

من كان يحب الشعب منكم فلا يدفعن به إلى الفتنة فالفتنة أشد من القتل وأشد من الجرعة؟ لقد اثبت التاريخ أن النصر والغلبة لا يكون أبدا بالعنف وأن الحصول على الحقوق لا يكون بإشعال فتيل الصراعات والنزاعات المسلحة والقاصي يعلم قبل الداني أن حقوق الشعب تضيع في الصراعات. من كان مغامرا فليغامر بنفسه وبحزبه وبجماعته ولا تغامروا باليمن فاليمن اكبر من أن يكون حزبا أو جماعة أو فئة أو أو.

من كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليقل كلمة حق لإنقاذ هذا البلد أو ليصمت.

ومن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليجنب هذا الشعب المصائب والفتن وليجنب ملايين الناس النزوح والجوع والخوف والتشرد.

إن القوة الحقيقية ليست بوسائل العنف وآلة القوة إنما القوة بتغليب الإيمان اليمان والحكمة اليمانية

بعيدا عن منطق فتنة وإلا جرعة ؟

إن الوضع الذي يمر به اليمن استثنائي والجميع يتفق على ضرورة مكافحة الفساد وإيجاد حكومة كفاءات وطنية، فكيف نريد أن يقف اليمن على قدميه ونحن ندفع به نحو السقوط المدوي في اشد لحظاته الحرجة.

إن الغاية أيا كان نبلها لا يمكن أن تبرر الوسيلة فالفكر إرادة والإرادة الحسنة توجد الوسيلة والفرصة ..

والتاريخ أثبت أن العنف هو أسوأ أصناف الديكتاتورية ذلك انه يزج الناس باتجاه واقع من الدمار الشامل..

لماذا نتغاضى عن المأزق الحرج والنفق المظلم الذي يمر به البلد ونكتفي بترديد نظريات المؤامرة والتقسيم والتمزق وكأننا لا شعوريا ندفع البلد في هذا الاتجاه !!

حتى في أسوأ السيناريوهات سيقول قائل بدلا من أن يتحول اليمن إلى عشرين قطعة وقطعة فإن الأقاليم في دولة اتحادية أرحم بكثير ولو من باب نص البلاء ولا كله.

يفترض أن نتوقف عن الخيارات المميتة والمجادلات العقيمة ونتجه معاً إلى الأخذ بيد بلادنا للنهوض بدلاً من تشكيل جبهات لتمزيق البلد كل ممزق ونحن نظن أننا نحافظ عليه.

الحب والعمل عمود اليمن الجديد، عملنا الوطني الحقيقي، كل شيء نراه صعباً؛ لأننا لم نمض فيه، لدى اليمن مؤهلات للنهوض لم تكن تملكها اليابان ولا سنغافورة قبل أن تنهض، صنعوا شيئاً من لاشيء، ونحن نصنع لاشيء من أشياء.

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.
اللهم ارحم أبي واسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.

Total time: 0.0585