أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

التفكير بمرحلة مابعد هادي

- وضاح حسين المودَّع

إذاَ فقد أنتهى عهد هادي عملياً حتى وإن بقي الرجل نظرياً، خلاصة ثالث أسابيع العام الجديد 2015م، تسارعت خطوات الخلاص منه من قبل الحوثيين خرج الحليف على النص وقلمت الجماعة أظافر من أستخدمها لتقليم أظافر خصومه كما كتبت قبل شهور، لعب الرجل بدناسة وصدق طفله المدلل ومدير مكتبه المراهق، نهاية حتمية فمن يلعب بداخل محيط ليس له فيه أي نصير أو مساند لاتنفعه دول العالم وصنعاء ليست دثينة!!!.

أما وقد صار هادي مجرد ذكرى مؤلمة وصفحة هي الأقبح في تاريخ اليمن، فإن علينا ألانضيع الوقت في البكاء على الأطلال، ولنبدأ التفكير بجدية في مرحلة مابعده محاولين فقط تقليل الخسائر أما عدم الخسارة فمستحيل.

أول الحلول استيعاب اللاعب الأبرز على الأرض أي الحوثيين أن من الأهمية بمكان تشكيل مجلس انتقالي لإدارة شئون البلد لحين اجراء انتخابات ولتكن برلمانية أولاً وليس رئاسية لإن الرئاسية ستدخل البلد في دوامة بالتفاصيل الحالية. ينبغي أن نفكر جميعاً بمجلس انتقالي مكون من خمسة أشخاص يكون هو المسئول عن السلطة التنفيذية بشكل كامل (الرئاسة والحكومة) وإلغاء منصب رئيس حكومة والاكتفاء بوزراء تسيير أعمال، رئاسة المجلس الانتقالي ينبغي أن تكون بالتناوب حسب الحروف الأبجدية ولمدة لاتقل على 5 أشهر ويمثل فيها الشمال بثلاثة ممثلين والجنوب بممثلين عملاً بالحقيقة السكانية التي تم تجاهلها منذ 3سنوات فدمرت البلد بالتالي.

 يتم التركيز على نسيان خرافات موفنبيك الخاصة بالأقلمة والفدرلة وأخواتها كالكوتا النسائية أو الشبابية أو المناصفة الشطرية، لاتبنى الأوطان بالمحاصصة ولا يمكن أن نخرج من المحاصصة سوى بجحيم أكثر مما شاهدنا، مؤتمر حوار بن مبارك لم يكن سوى خرافات الأقلمة ولم تكن 1900مادة أفلاطونية سوى محاولة لإظهاره بغير حقيقته.

فرض سياسة الأمر الواقع تجاه الجنوب هي الأنسب حالياً ففي المرحلة الحالية ليس للجنوب سوى (الحاصل) باللهجة المحلية، ويوم أن يتوحدوا على من يمثلهم فإن خيار استفتائهم على الانفصال بعد حسم كل المشكلات الاقتصادية التي قد تنتج هو الحل فكفانا ابتزازاً باسم بقاء الوحدة، وهذا كله شريطة أن يختار الجنوبيون من يمثلهم فلن نقبل بشعار (الجنوب لايمثله إلا أبناء الجنوب) الشعار الابتزازي الممل.

السجل الانتخابي الإلكتروني مسألة شديدة الالحاح وهي المدخل للحل، لايستغرق الموضوع لو صلحت النوايا سوى 3شهور ويكون أمامنا سجل انتخابي لانتخاب برلمان جديد وبناءً على الدستور الحالي وبعد انتخابه يتم تعديل الدستور في بعض مواده فقط.

الحوثيون باعتبارهم القوة المسيطرة على الساحة عليهم أن يقتنعوا أنه كلما سيطرت أكثر كلما كانت مسئولياتك أكثر، أنتم الأن في موقع أكثر صعوبة فإن أردتم اليمن فعليكم بالتوجه إلى السلطة والعمل فيها بأدواتها السياسية وليس العمل بطريقة (ماكان من خير فمن نفسي وما كان من شر فمن الدولة والإصلاح والمؤتمر والفاسدين والشيطان) ينبغي عليكم أن تقتنعوا بالتوجه للعمل السياسي حزبياً مالم فعلى كل القوى أن تضعهم في مخنق وتترك لهم السلطة وتتوقف عن الشرعنة لممارسة العمل السياسي عبر المليشياوية، ويمكن اختصار طريقة التعامل الأكثر حنكة مع الجماعة من قبل الاخرين باللفظ الشعبي(كيه وريني) فليقدم الحوثيون مشروع بناء دولة لتظهر حقيقة نجاحاتهم مالم فليترك الجميع لهم الدولة الفاشلة والمنتهية ليديروها وحدهم. المؤتمر والإصلاح عليهم مسئولية فهم أن خلافاتهم السخيفة هي التي أوصلتنا لهذه المرحلة، لم يعد منطقياً تحالفهم ولايمكن ذلك، المطلوب فقط الاتفاق على وقف العناد والمماحكات وليعمل كلاً منهم منفرداً بمشروعه وليس بمشروع سب الأخر.

لن تكون أيام اليمنيين القادمة سهلة ولن يكون تنفيذ مجمل الأفكار بتلك البساطة لكن مالم نقتنع بضرورة العمل المشترك على ذلك فإن مصيرنا جميعاً الزوال جوعاً في المقام الأول وقتلاً في المقام الثاني.

Total time: 0.0544