أخبار الساعة » »

الشهيد النامس.. الموت ثمن إنقاذ حياة جرحى أحداث المنصورة

- الشاهد
غادر فضل محمد غالب النامس منزله بمنطقة الممدارة، صبيحة السبت الماضي في جولته اليومية المعتادة لتفقد زبائنه قبل ان تسوقه الأقدار إلى منطقة المنصورة التي غادرها إلى ثلاجة الموتى في المستشفى بعد أن اخترقت رصاصة قناص رأسه فيما كان يحاول إسعاف جرحى اقتحام ساحة الشهداء بالمنصورة من قبل قوات الجيش.

ربما لم يدر بخلد النامس وهو يسمع أنين المصابين في صباح المنصورة الدامي أن حياته ستكون ثمن لإنقاذه أروح الجرحى الذين تساقطوا برصاص قوات الجيش والأمن المركزي والحرس الجمهوري خلال اقتحامها للساحة، حينها كانت الطرقات مغلقة ووجد الرجل ان دراجته هي الوسيلة الوحيدة لأسعاف المصابين إلى اقرب مستشفى، وبحسب شهود عيان فان النامس لبى ما عليه من واجب إنساني بإسعاف الجرحى، فأخذ الجريح الأول وقام بإسعافه إلى أحد المستشفيات بالمنصورة على دراجته النارية وعند عودته مرة أخرى لإسعاف جريح أخر تم قنصه برصاصة غادرة  في الوجه على مقربة من العين اليسرى نفذت من مؤخرة الرأس، وعندما وصل إلى مستشفى النقيب كان جثة هامدة.

أطلق النار على الرجل الأربعيني بدم بارد، فيما كان يحاول إنقاذ حياة أحد المصابين، وكغيره من ضحايا الاستخدام الكثيف والمفرط للرصاص الحي في عدن ربما لن يستوعب اطفاله او احد سكان حي عنتر بالممدارة، بأي ذنب قتل؟ مهندس الخلاطات الودود الذي اعتادو كثير على مشاهدتة وهو يتجول بدراجته النارية لمتابعة زبائنه لإصلاح خلاطاتهم, وكان آخر عمل له يوم السبت عندما خرج من منزله لإصلاح خلاطات كهربائية لزبائنه في مديرية المنصورة وأثناء وجوده في المديرية تم مداهمة ساحة الشهداء وهو على مقربه منها.

تتشابه قصص شهداء الثورة الشبابية في مأساويتها بالنسبة لأولاد الشهيد فضل الـ 11 بينهم3 وزوجته، فان الحياة بعد فقد عائلها البسيط وان كان يعمل مهندسا للخلاطات الكهربائية حتما شبه مستحيلة فالرصاصة التي أودت بحياته اغتلت كل أمل وحلم لأفراد الأسرة.

Total time: 0.063