أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

من أين سنتلقى روسيا الطعنة الثانية بعد تركيا ؟

- متابعات
وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اسقاط تركيالمقاتلة روسية بأنه “طعنة في الظهر” ونفذه شركاءالإرهابيين مضيفا أن الواقعة ستكون لها عواقب خطيرة على العلاقات بين موسكو وأنقرة.


تساءلت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” الروسية حول هوية الجهة التي قد تغدر بروسيا فيالشرق الأوسط بعد ما وصفه الإعلام الروسي بـ”طعنة الظهر” التي وجهتها لها إدارة أردوغان بإسقاط القاذفة “سو-24″ مؤخرا.


ونسبت الصحيفة في تقرير نشرته السبت، إلى نائبمركز التكنولوجيات السياسية، أليكسي ماكاركين، قوله إن “أي طرف من الجهات المنخرطة في النزاع السوري قد يطعن روسيا في ظهرها باستثناء بشارالأسد، إذ أن الشرق عصي على الفهم حسب قول روسي مأثور”.



وأشارت الصحيفة قول أليكسي ماكاركين، بـ”احتمال أن تتلقى روسيا طعنات من نوع آخر على الساحة السورية، إذ أن خيبة أمل موسكو بأنقرة لا تقتصر على إسقاط الطائرة الحربية فحسب، بل تبرز في أنها كانت تعول على تركيا في أن تصبح جسرا للطاقة تضخ عبره النفط والغاز إلى أوروبا بشبكات من الأنابيب تتفرع برا وبحرا”.



وتساءل ماكاركين، “عما إذا كانت إيران وهي صديق حميم لروسيا وشريك كبير، بمنأى هي الأخرى عن توجيه ضربة اقتصادية لروسيا بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها بالكامل وضخ نفطها إلى السوق بمايفضي إلى هبوط الأسعار وانحسار العائدات الروسية؟”.



وأضاف أن “المشكلة تكمن في أن روسيا تتسرع في منح ثقتها لهذا الشريك أو ذاك، وتتعجل في الحكم بأن مصالحها مع هذا الشريك أو غيره محفوظة وأنه لن يغدر بها، وسيعمل وفقا لما يرضيها، نظرا لتطابق المصالح”.



ووأضح “عندما تتعارض المصالح في وقت لاحق، نغضب من هذا الشريك ونكيل له الاتهامات بالغدر والخيانة، فعلى سبيل المثال غالينا في التفاؤل بمستقبل العلاقات مع تركيا، وها هي الآن خيبت أملنا”.



وأفاد الباحث “خاب ظننا قبل ذلك ببلغاريا واليونان، فيما قد يخيب أملنا في بلدان كالأرجنتين وفنزويلا اللتين قد تغيران نهج سياستهما الخارجية وتبدلان قائمة الشركاء، في حين تجهل روسيا من جهتها حينما تحكم على هذا البلد أو ذاك، حقيقة أنه لهذا البلدمصالحه أيضا وهو يسعى للدفاع عنها”.



وزاد ماكاركين “نحن ومع الأسف نرى أنه على الشركاء أن يكونوا ممتنين لنا إلى الأبد مكافأة لنا على تقاربنا معهم، من الصعوبة بمكان بالنسبة إلى بلادنا العيش بمعزل عن منظومة تحالفات ننخرط فيها وتحافظ على انضباط الدول الأعضاء فيها، وتجعلمواقفها تجاهنا أكثر وضوحا في حين ليس إلى جانبناسوى منظمة معاهدة الأمن الجماعي”.




وأعطى مثالا على صحة موقفه قائلا: “إن الناتو رغم أنه قد أنب أنقرة سرا على فعلتها حينما أسقطت طائرتنا الحربية، إلا أنه لن يتخلى عنها كحليف، فيما جميع الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي آثرت الصمت على الحادث ولم تدل بأي تصريح يثلج الصدور”.



وانتقلت “موسكوفسكي كومسوموليتس” إلى عضو مجلس الخبراء لدى وزارة الداخلية الروسية، ليونيد سيوكيانين، الذي قال: “إن روسيا تتلقى على الساحةالسورية طعنات مستمرة، وذلك ممن يقاتلون “داعش” قولا لا فعلا، بل يقدمون له الدعم اللازم، فيما لن تسلم من ضربات ما يسمى بفصائل المعارضة المسلحة التي تصرح بأنها تريد الحل السياسي، بينما تستمر في القتال ضد الأسد للإطاحة بنظامه”.وتابع البروفسور سيوكيانين، “هؤلاء بدورهم يعطلون العملية السياسية التي تقودها روسيا، ولا يسعني في هذه المناسبة إلا التفاؤل والأمل في ألا يسقط عدد كبير من الضحايا الروس في هذا البلد، إذ لا يمكن استثناء التعرض للخسائر حينما تدير عملا عسكريا في منطقة قد يتحول أي طرف فيها وفي أي لحظة لعدو لدود يضعك في مرمى نيرانه، فضلا عن “داعش” وعدد لا يحصى من الجماعات والفصائل التي لا تخضع لأي رقيب، ولا رباط لها”.ونقلت الصحيفة تصريحا لرئيس المركز الدولي لبحوث تجارة السلاح العالمية، إيغور كوروتشينكو، الذي أكد أن روسيا بعد نشر منظومة صواريخ “إس-400″ في سوريا، فرضت رقابتها على جميعالأجواء السورية التي تعنيها، بما يستثني من الآن فصاعدا استهداف طائراتها”.




ولفت إيغور كوروتشينكو، النظر إلى أن “تركيا بعد نشر هذه الصواريخ، لن تجرؤ على المغامرة وارتكاب أي حماقة، وأن الولايات المتحدة هي الأخرى، لن تقدم على استهداف الطائرات الروسية نظرا للمذكرة المبرمة معها بهذا الصدد، كما سيتم توقيع مذكرات مشابهة مع فرنسا وغيرها بين أعضاء الناتو المنخرطين في التحالف الدولي لضرب الإرهاب في سوريا”.



وسجل كوروتشينكو، أن “توقيع المذكرات أمر جيد، إلاأن الضمان الرئيس الموثوق في حماية الطائرات الروسية وقاعدة )حميميم( يتمثل في صواريخ)إس-400( التي نصبتها موسكو في سوريا مؤخرا.وقال رئيس المركز الدولي لبحوث تجارة السلاح العالمية، بـ”استحالة إقدام إيران أو العراق على ضربطائرة روسية في أجواء المنطقة نظرا للعلاقات الحميمة التي تربطهما بروسيا وانعدام المشاكل والخلافات، فيما هناك الكثير من الراغبين بين بلدان الخليج بعدم تفويت أي فرصة لتوجيه الطعنة لروسياباستفزاز هنا أو هناك”.وشدد على أن “الخليجيين يكنون لنا كرها لا يقل نهائيا عما تضمره لنا تركيا، فهم يكرهوننا كرهالعمى، نظرا لأننا أحبطنا لعبتهم بالكامل في المنطقة، وحرمناهم من الأرباح التي يدرها عليهم البزنس الذي يديرونه بما فيه الاتجار بالنفط المنهوب، وهذا يعني أنهم سينتقمون لا محالة”.ودعا روسيا إلى “إنزال أشد العقوبات بقطر والسعودية وغيرهما إذا ما كشفتا عن معسكرات على أراضيهما تعود لمسلحين متورطين بإراقة الدم الروسي، ولا بد في مثل هذه الحالة ودون أي إشعار مسبق ضرب هذه المعسكرات بمن فيها بلا تردد”.



قال متحدث باسم بوتين إن الرئيس مستنفر تماما لمواجهة ما يعتبره الكرملين تهديدا غير مسبوق من تركيا بعد إسقاطها لطائرة حربية روسية بواسطة مقاتلة من نوع إف-16.

Total time: 0.115