أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الصحة تناشد رجال الخير بشراء أدوية الأمراض المزمنة الضرورية والمنقذة للحياة

- عبدالحكيم ناصر علي الجنيد
حالة من الإحباط لا تبارح الكثير من ذوي الأمراض المزمنة.
طوابير طويلة يصطفون فيها كل يوم لساعات مديدة - صباح مساء- لأيام أو أحيانا لأسابيع، ولكن دون طائل، ففي الغالب لا يجنون إلا المشقة والتعب.
صار المشهد مألوفا أمام الصيدلية المركزية لوزارة الصحة ومقار المراكز الرسمية والجمعيات المعنية بصرف الأدوية المدعومة للمصابين بالأمراض المزمنة، وأغلبهم - بطبيعة الحال- من الفقراء والمعوزين، علهم يحصلون على الأدوية المقررة والمتاحة، لتزيل أو تخفف عنهم جحيم العناء والأوجاع.

هي مأساة تتسع ولا تبشر بخير إذا ما استمر الحصار والقتال في اليمن، لكن الأمل معقود على ما تجود به أيادي الخيرين الشرفاء من أبناء بلد الإيمان والحكمة.

بحسب الاحصاءات الرسمية يتلقى( 49 ألف) مصاب بالسرطان بأنواعه المتعددة علاجهم في مراكز الأورام التابعة للبرنامج الوطني للأورام لكن الأدوية المدعومة وجرعات العلاج الكمياوي لم تعد متوفرة للمرضى.
ويعزي الدكتور عفيف النابهي-مدير البرنامج الوطني للأورام سبب المشكلة إلى الحرب الدائرة والحصار وما ترتب عليهما من حدوث فجوة تمولية نتيجة تدني الإمكانيات المتاحة لدى وزارة الصحة وبرنامج معالجة الأورام.

وبالقابل، هناك -أيضا- عدد كبير من مرضى السكري بنوعيه الأول والثاني في اليمن على قائمة الانتظار ، ويشكلون بالمجمل نسبة (9% )من إجمالي عدد السكان.
وقد أوضح الدكتور عبد الكافي ناصر الحداد- نائب مدير عام المركز الوطني للسكري ومسؤول العلاقات العامة للجمعية العامة لمرضى السكري، أوضح بأن عدد حالات مرض السكري بنوعيه الأول والثاني الذين يتلقون العلاج زهاء (16400)مريض، وأغلبهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود.
لافتا إلى عجز المركز حاليا عن توفير الأدوية المختلفة للمرضى بنسبة(100%) والذي يعزو سببه إلى انقطاع دعم الشركات منذ أكثر من عام، وتحديدا منذ بداية الحرب والحصار، حد قوله.

ومن جهته، أكد الدكتور مختار القباطي- مدير مركز رعاية مرضى الثلاسيميا، أن عدد مرضى تكسر الدم الوراثي (الثلاسيميا) يبلغ نحو (4200)مريض .
مبينا أن عددهم في تزايد مستمر، في الوقت الذي يعاني فيه المركز نقصا حادا في الأدوية الضرورية مثل الأكسجيد 500mg وحقن الديسفرال.
وهي أصناف منقذة للحياة وصفه تعمل - حد وصفه- على سحب الحديد المترسب في أجسام المرضى وخصوصا في القلب والأعضاء الحيوية .
وقال مدير مركز رعاية مرضى الثلاسيميا: إن ارتفاع معدل الحديد يسبب مضاعفات للقلب والغدد والأعضاء الحيوية قد تؤدي إلى الوفاة.
مضيفا القول بأن هناك حاجة لدعم شراء عقار "الديفريبرون "، باعتباره أقل كلفة ومجديا بدرجة كبيرة، لأنه يعمل على سحب الحديد المترسب من عضلة القلب، لكن شرائه وتوفيره للمرضى تفوق قدرة مركز رعاية الثلاسيميا- حد تعبيره- ولذلك فهو غير متوفر حاليا.

وفي اتجاه أخر، تظهر التقارير الرسمية وجود(7000) من مرضى الغسيل الكلوي يتوزعون على(32)مركزا خاصا بالغسيل الكلوي بجميع محافظات الجمهورية.
وتكمن المشكلة بالنسبة للكثير من هذه المراكز التخصيصة في نقص الامكانات كنقص مواد الغسيل الكلوي وبعض التجهيزات وقطع الغيار .
عدا عن أزمة الكهرباء وأزمات وقود تشغيل المولدات الكهربائية التي تتجلى في الكثير من الأحيان.
الجدير بالذكر، أن اليمن شهدت تزايدا عليا في نسبة حالات الفشل الكلوي، حيث سجل في العام الماضي تناميا كبيرا في عدد الحالات بمعدل(30%) عن السنوات السابقة.
كما تشير التقارير الرسمية إلى وجود (2200) حالة زراعة كلى؛ بما تستدعيه من ضرورة توافر الأدوية المثبطة للمناعة التي تعتبر من جملة الأدوية المنقذة للحياة.

وفي بادرة للتخفيف من معاناة الاف المرضى اليمنيين من ذوي الحالات المزمنة، أطلقت وزارة الصحة العامة والسكان حملة تبرع وطنية خيرية ابتداء من يوم الاثنين(2016-6-27م)، ستشمل مختلف المحافظات، تحت شعار:"أحي نفوسا".
وتهدف الحملة إلى فتح المجال للخيرين للتبرع عبر أرقام حسابات بنكية لسد الفجوة التمويلية.
جاء هذا على لسان وكيل قطاع الطب العلاجي بوزارة الصحة الدكتور ناصر العرجلي.
فالحرب -حد وصفه- التي لاتزال مشتعلة مع ما تعانيه اليمن من حصار خانق قد تماهت أثارها بشكل كبير محدثة فجوة تمويلية هائلة أعاقت مسألة شراء وتأمين أدوية الأمراض المزمنة المنقذة للحياة لأمراض(الفشل الكلوي، السرطان، السكري، الكبد، الثلاسيميا، الصرع).
مشيرا إلى أن حملة التبرع إنسانية طوعية تجسد روح الأخوة والعطاء الخيري والتكافل بين أفراد المجتمع لأجل إنقاذ حياة عشرات الاﻵف من الحالات المرضية المزمنة .
ودعا الدكتور العرجلي، رجال الأعمال والتجار والمواطنين إلى التحلي بروح المسؤولية، ويبادروا إلى التبرع بما تجود به أيديهم عبر البنك اليمني المركزي على أرقام الحسابات التالية: 1061-10081
حتى ينالوا عظيم الأجر والثواب لاسيما في خواتيم شهر الصيام؛ شهر الجود والرحمة والتكافل الخيري//
المصدر : زكي الذبحاني

Total time: 0.0637