أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

معلومات جديدة في فضيحة أسر الحرس الثوري البحارة الأمريكيين

- متابعة
أفادت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنّ البحرية الأمريكية تدرس إمكانية معاقبة 9 ضباط وبحارة على المهمة الفاشلة التي انتهت بشرود زورقين عن غير قصد إلى المياه الإيرانية. 
 
أمّا كبير ضبّاط سلاح البحرية، الأميرال جون ريتشاردسون، فمن المقرر أن ينشر خلاصة التحقيقات خلال الأسبوع المقبل في البنتاغون، ويعلن تغييرات في الإجراءات لتأمين عدم تكرار الخطأ
 
وتصدرت حادثة 12 يناير(كانون الثاني) عناوين الصحف حول العالم وسلّطت الضوء على قدرة البحرية على عبور ممرّ مائي إستراتيجي يمكن أن يكون مسرحاً لصراع عنيف في أي مواجهة عسكرية مستقبلية مع إيران. وهدّدت أيضاً بإطلاق شرارة توتّرات جديدة بين واشنطن وطهران. في النهاية، تم التوصل إلى حلّ سلمي للحادثة، لكن مع كلفة عالية في العلاقات العامة بالنسبة للبيت الأبيض.
 
وتوقف كاتب المقال داني دو لوتشي عند أوجه تقصير عدّة سجلتها التحقيقات من بينها إخفاقات في الإتصالات، ونقص في الصيانة والتدريب، وخطوات متعثرة من طواقم القارب ونقص في الرقابة الصارمة من قبل ضباط القيادة بحسب ما قال مسؤولون في البحرية. عندما انحرفت الزوارق، لم يحذّر أحد في مركز العمليات، البحارة الذين كانوا يتوجهون إلى المياه الإيرانية.
 
مهمة روتينية بنهاية سيئة
وانطلق البحارة من الكويت بعد ظهر ذلك اليوم إلى البحرين في ما كان مفترضاً أن يكون مهمة روتينية. لكنهم كانوا يفتقرون إلى خبرة الإبحار عبر الخليج العربي في قواربهم النهرية التي يبلغ طولها حوالي 15 متراً، ولم يكونوا معتادين على عبور مسافات طويلة كهذه. وقبل إنطلاقهم، كان على الطاقم أن يفكك قارباً ثالثاً لإجراء إصلاحات الدقيقة الأخيرة.
 
وبعد دخولهم المياه الإيرانية من دون أن يدركوا ذلك، تعطل أحد القوارب الأمريكية – ذاك الذي كان يتوجب أن يتمّ إصلاحه في اليوم الذي سبق الحادثة. وخلال محاولة البحّارة إصلاح المحرّك، وصلت دوريّتان للحرس الثوري الإيراني وقد تمّ تصويب الأسلحة باتجاه الأمريكيين. ثم ظهرت سفينة ثالثة تبعتها رابعة أكثر ضخامة وتسليحاً. 
 
الإدارة الأمريكية "ترضخ"
صوّر الإيرانيون 10 بحّارة أمريكيين راكعين وواضعين أيديهم على رؤوسهم، في حين اعتذر ربّان القوارب دايفد نارتكر عن الخطأ في الإبحار. وبعدها نشرت قوات الحرس الثوري الأشرطة. وذكر دو لوتشي بأنّ وزير الخارجية جون كيري أمّن إطلاق سراح البحارة خلال 16 ساعة، بعد سلسلة من الاتصالات مع نظيره الإيراني محمّد جواد ظريف.
 
لكن المشرّعين الجمهوريين إتهموا الإدارة الأمريكية بالرضوخ للإيرانيين وحجب تفاصيل هامة حول سبب الحادثة. وقال رئيس لجنة الخدمات المسلحة جون ماكين، إن الإيرانيين إنتهكوا القانون الدولي عبر احتجاز القوارب، واتهم إدارة أوباما بالتلكؤ في كشف التفاصيل. وهدّد ماكين باستدعاء البحارة المعنيين إذا فشل البيت الأبيض والبنتاغون بالتعاون. 
 
موعد صدور نتائج التحقيقات
منذ ذلك الحين، حصل ماكين ومشرّعون آخرون على تحديثات مستمرّة حول القضية من قبل ضبّاط البحرية وقد أسقط السيناتور تهديدات الإستدعاء. أمّا كبير ضبّاط سلاح البحرية، الأميرال جون ريتشاردسون، فمن المقرر أن ينشر خلاصة التحقيقات خلال الأسبوع المقبل في البنتاغون، ويعلن تغييرات في الإجراءات لتأمين عدم تكرار الخطأ. كما من المتوقع أن يشير إلى المسؤولين والمقصّرين والعقوبات التي ستفرض عليهم. وقال أشخاص على صلة بالتحقيقات إنها لن تخلص إلى أن البعثة نفسها كانت خاطئة، لكن عوضاً عن ذلك، إن الطاقم على مختلف المستويات فشل في تأدية مهامه بالطريقة المناسبة.
 
أوهام الديبلوماسية مع إيران
وحين أُطلق سراح البحّارة، قال البيت الأبيض إن الأمر أظهر منافع الديبلوماسية مع إيران. لكنّ إيران استغلّت الحادثة إلى أقصى الحدود من أجل الدعاية السياسية، ناشرة عدّة أشرطة للطاقم على مدى ساعات وأيام تلت إطلاق السراح. وأظهر أحد الأشرطة بحّاراً يبكي بعد سماعه نبأ إطلاق سراحه الوشيك. في حين أنه، وبعد أسابيع على الحادثة، كافأ علي خامنئي رئيس البحريّة التابعة للحرس الثوري وأربعة ضبّاط آخرين بوسام الفتح.
.
المصدر : 24

Total time: 0.0554