أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

شاهد صورة صادمة ودموع حزينة لـ" معلم " أجبرته الأوضاع القاسية على التسول

توارى خلف زوجته يخفي ملامح الألم الذي ارتسم على وجهه وهو يقف في طابور طويل يستلم سلة غذائية من احدى الجمعيات الخيرية، تسلل من خلف عدسة الكاميرا حتى لا تلتقط حزنه المتخفي خلف كبريائه المنكسر.
 
سحب كيس الدقيق الى زاوية بحيث لا أحد يراه وهو يجرجر كرامته على الأرض.
 
كان المعلم " عارف " يتأمل جموع الناس وهم يتلهفون على السلال الغذائية من كل الشرائح.
 
دمعت عيناه حزينا على حاله وحال الناس الذي تدهور منذ اشعال الحوثيين الحروب في عموم الجمهورية.
 
"عارف" معلم اللغة العربية، كان يحظى باحترام جميع طلابه وزملائه , وأبناء حارته لطيبته ودماثه اخلاقه كان سباقا للخير لا يترك جيرانه في حال سيء رغم وضعه المعيشي البسيط , وراتبه الذي لا يتعدى بضعه الاف، فكان يبذل ماله ويد المساعدة للجميع.
 
ولكن منذ قطع الحوثيون راتبه وراتب زملائه، اضافة الى تدهور الوضع المعيشي والإنساني لم يعد يجد ما يسد به رمق عائلته وخلى منزله من المواد الأساسية للمعيشة,حاول العمل في عده مجالات ولكن لم يجد وكان يعود الى منزله خالي اليدين ليسمع انين اطفاله جوعا وعطشا ,تعرض للإهانة من صاحب المنزل الذي يسكنه، قام بطرده وعائلته مرات عده ولولا تدخل بعض الجيران لكن مصيرهم الشارع.
 
نزلت دموع المعلم "عارف" وهو يتذكر جاره صاحب البقالة يهدده بالحبس ان لم يقض ما عليه من الديون المتراكمة منذ شهور.
 
خرجت من صدره تنهدات حزينة عندما عادت الى ذاكرته لحظات طرقه لأبواب المحسنين ومد يده للتسول حتى ينقذ اسرته من الموت جوعا.
 
تدفقت امام عينيه مشاهد حزينة، كان أهمها لحظات الجوع, ومواقف الإهانة والذل , وحياتهم التي احترقت بالحرب.
 
اقتربت زوجته وأولاده يحملون بقية السلة الغذائية فحملها بخجل , فوق ظهره ليخفي ما تبقي من كرامته.
 
في اليمن هكذا تتكلم وجوه الناس، تُخرج للعالم قصصاً تنافس أفلام السينما، وروايات الخيال، من حياه البسطاء يتحايلون على المصاعب والحياة كي يستمروا فيها كالمعلم عارف الذي يختزل قصص المعاناة داخل البيوت اليمنية.
 

Total time: 0.061