تستمر الضغوط الدَّولية من أجل فتح مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق، في مسعى يعزز ثقة الحوثيين وصالح بأهمية هذه الضغوط على الموانئ وبقية المطارات.
وقَبل أكثر من عام أغلق التحالف العربي مطار صنعاء الدولي، في خطوة للضغط على الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، ومنع وصول امدادات السلاح إلى الطرفين حسب اتهامات في الحكومة اليمنية أو من التحالف، لكن الحوثيين وصالح منظمات حقوقية ترى غير ذلك إذ أن المتضرر الوحيد هم اليمنيون. وانتقل الأمر إلى الدبلوماسيين والمنظمات الدّولية التي تعمل في البلاد.
ومع استمرار الحرب في اليمن بلا أفق واضح لحسمها، تفاقمت الكلفة الإنسانية لإغلاق المطار حتى تسبب، حسب المجلس النرويجي، في وفاة عدد أكبر بين المدنيين أكثر مما تسببت به الضربات الجوية.
وطالبت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن ماريا أنتونيا كالفو، في مؤتمر صحافي لدى مغادرتها صنعاء أمس الأربعاء وشهده "يمن مونيتور"، كل الأطراف ذات الصلة بملف الأزمة في اليمن بوقف الحرب بشكل فوري. وقالت إن اليمن يشهد كارثة صحية.
وأشارت كالفو إنها ستجري مباحثات في الرياض مع حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من أجل صرف المرتبات، وفتح مطار صنعاء وعدم المجازفة بالحديدة.
وأضافت: "الوضع الإنساني في اليمن حرج للغاية، والاتحاد الأوروبي يهمه الوضع في اليمن، لقد رأيت بأم عيني ما يعانيه اليمنيون".
ودعت 15 منظمة إغاثة دولية، الأربعاء، الأطراف المتحاربة في اليمن لإعادة فتح المطار الرئيسي في البلاد قائلة إن إغلاقه منذ عام عطل وصول المساعدات ومنع آلاف المرضى من السفر للخارج لتلقي علاج قد ينقذ حياتهم.
وأفاد بيان وقعت عليه المنظمات ومنها لجنة الإغاثة الدولية ومجلس اللاجئين النرويجي "الإغلاق الرسمي لمطار صنعاء لمدة عام اليوم يحاصر فعليا ملايين اليمنيين ويمنع حرية حركة السلع التجارية والإنسانية".
وقالت منظمات الإغاثة في بيانها "الانتشار الراهن لمرض الكوليرا والاقتراب من حالة مجاعة في أجزاء عديدة من اليمن يزيد الوضع سوءا. ومهما قيل فلا يمكن وصف أهمية الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية".
ونقل البيان عن تقديرات لوزارة الصحة اليمنية أن عشرة آلاف يمني توفوا جراء حالات صحية حرجة كانت الوزارة تسعى لمساعدات طبية دولية لها وقال إن الوزارة لم تتمكن من التحقق من البيانات.
وقال البيان إن ذلك يعادل تقريبا عدد الأشخاص الذين توفوا كنتيجة مباشرة للقتال ويمثل الضحايا غير الظاهرين للصراع.
ونقل البيان عن الأمم المتحدة تقديرات بأن سبعة آلاف يمني كانوا يخرجون من البلاد عن طريق صنعاء سنويا للعلاج قبل الصراع. وقال إن عدد من يحتاجون لرعاية صحية لإنقاذ حياتهم الآن بلغ نحو 20 ألف يمني على مدى العامين الماضيين بسبب العنف.
وتابع البيان "اليمنيون الذين ينتظرون علاجا في الخارج من حالات حرجة يتعين عليهم الآن إيجاد مسارات بديلة لمغادرة البلاد تشمل التحرك بسيارة لمدد بين عشر ساعات و20 ساعة إلى مطارات أخرى عبر مناطق يحتدم فيها القتال".
فيما قال سايمون شيركليف، السفير البريطاني لدى اليمن، اليوم الخميس، انه يدعم وبشدة مطالب إعادة فتح مطار صنعاء الدولي.
وأضاف الدبلوماسي البريطاني في تغريدات نشرها على حسابه الرسمي في "تويتر": "مطار صنعاء مهم جدا للرحلات الإنسانية والتجارية، هناك حاجة شديدة للاستجابة لأزمة اليمن".
من جهته أكد خبير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية باليمن الدكتور عمر صالح أن الوضع الكارثي في هذا البلد غير مسبوق، مشيرا إلى تدهور الأوضاع في القطاع الصحي والخدمات الأخرى جراء الحرب المستعرة.
وقال صالح في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، إن البنية التحتية اليمنية متأثرة، نظام الصرف الصحي متعطل، تنقية المياه متأثر، محطات الكهرباء، والمراكز الصحية متأثرة، وكل هذا يزيد حالات وباء الكوليرا.
وأضاف أن 55 بالمائة من المراكز الصحية والمستشفيات لا تعمل في اليمن، الكادر الطبي في اليمن لم يستلم رواتبه منذ قرابة عام.