أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

فيصل القاسم والقات وردود الفعل

- رشاد ناصر

مقالي سأوجه كرسالة إليك أستاذ فيصل القاسم ، لم يستغرق كتابتي للمقال رداً على ما قلته في برنامجك وما تبعه من تطورات ، وأقوال في صفحتك على الفيس وقتاً طويلاً ، لكني لم أجد داعي للرد على كلام ، لم أرى فيه إلا تصغيرك لحجمك ، ولأني أعتقد شخصياً ، أن علينا أن نركز على المشاكل التي تُعاني منها بلادنا لا على رأيك فينا ، لأنه لم يكُن رأي عِلمي ولا مبني على أسس ، بل كان أسلوب رخيص لإستفزاز وإستثارة ضيوف برنامجك من اليمنيين والذين يُرجح إستخدامهم وتعاطيهم للقات .

نقطة تأخذ بعين الإعتبار ، لا أدافع هنا على القات ولا أجد سبباً يدفعني للدفاع عنه ، ولكني سأحاول أن أوضح لك بإختصار ، حجم الجرم الذي إرتكبته في حق مهنيتك قبل الآخرين مع توضيح سبب كتابتي لهذا الرد. وسأستهل توضيحي ببعض المعلومات التي استقطتها عندما استخدمت الوصف العجيب لتحليل ووصف وضع الشعب اليمني.


سكران:

مضطرب العقل فاقد الإدارك كليا أو جزئيا بفعل الخمرة، جمع :سكرى وسكارى وسكارى، مؤنث سكرى وسكرانة

وعليه فإستخدام كلمة سكران ، هي وصف لحالة شخص في الوقت الحالي فلا أقول على كثير السُكر المُسرف في تعاطي الخمرة يومياً سكران بل سِكير ،فهل تخيلت أنت مثلاً أن الشعب اليمني يعيش أربعة وعشرين ساعة في اليون سبعة أيام في الإسبوع وإثنا عشر شهراً في السنة في حالة سُكر !

تُعتبر كافة الكحول والمخدرات المذهبة للعقل والمُسببة للإدمان ، خطيرة بحسب منظمة الصحة العالمية بيد أن القات بحسب مُنظمة ، الصِحة العالمية / لا يعتبر مخدر مسبب للإدمان بشكل خطر ، فهل أفهم من هذا أنهم في المُنظمة يهرفون بما لا يعرفون فلم يصلوا إلى مُستوى علمك بتأثير القات !!!

إنفاق اليمنيين على القات ، ينفق الشعب اليمني على القات ما يقارب مليار دولار سنوياً ولو افترضنا أن عدد اليمنيين 25 مليون فبمعدل 40 دولار للفرد ، ينفق المصريين على المخدرات بمعدل 6 مليار دولار بمُعدل 75 دولار للفرد بحساب عدد المصريين 80 مليون ، وينفق العالم العربي أجمع 50 مليار دولار ، نصيب اليمن منها مليار دولار على القات! فهل ستصف الشعوب العربية جمعاء بالسكرانة !

من ناحية أخرى لا تعتبر هولندا الماريجوانا من المُخدرات المحرمة، ولا تعتبر الكحول كُل الدول الأوروبية ، مواد مُحرمة ، ودول عربية أخرى تُصنع وتبيع هذه المشروعات في وضح النهار ، فهل هذه شعوب سكرانة!!

سبب ما آل إليه حال اليمنيين ، هل القات سبب مشاكل اليمن واليمنيين ، سمعتهم ينادوك بالدكتور فيصل القاسم وحتى إن لم تكن دكتور فإنك بالتأكيد قد سبق وأعددت بحثاً جامعياً ، وسؤالي لك هنا هل ندرس تأثير مُتغير دون تثبيت باقي المُتغيرات !!! ، فعلى سبيل المثال ، اليمن من الدول العربية القليلة إن لم تكن النادرة التي لم تقع تحت إحتلال أوروبي في شمالها والجزء الأكثر كثافة سكانية فيها .

عانى اليمنيون من التجهيل لفترة طويلة حتى بلغت الأمية من الشعب مبلغها ، لليمن طبيعة خاصة حافظت على بداوة القبائل فيها في وجه الثورة السابقة ودعوات التمدين ، أعتقد أنه من المجحف ربط مشاكل اليمنيين بالقات والتعامل معهم على أنهم مسيرين لا مُخيرين .


وبناءً على ما سَبق يمكنني القول بأن ما قلته أنت في برنامجك العربي الشهير كان سباً علنياً لشعب بأكمله ، يقدح في مهنيتك ومهنية القناة التي تعمل لديها ، ويستوجب إعتذاراً يُقدم في برومو ( العرض الإعلاني ) برنامجك على القناة لتظهر قناتكم الموقرة بعض المهنية ، كما أنه يستوجب عليك التصريح إذا كان الكلام الذي تبعه على صفحتك على الفيس بوك صادر عنك أم أن الصفحة لا تتبعك!

همسة أخيرة وعتب صغير، أوجهه للمثقفين اليمنيين الذين تجشموا عناء المُشاركة في حملة الرد على المذيع في قناة الجزيرة ، بالرغم من أني لم أكن أريد الخوض في هذا ، ولكن علينا أن نخرج من ثقافة الأفراد إلى ثقافة العمل المؤسسي ، فبيانات إدانة صادرة من منظماتكم وهيئاتكم ، ودعوى على القناة للإعتذار ، وشكوى على مُذيع البرنامج كانت كافية للرد بشكل يليق بمقامكم وثقافتكم .

 

نقلا من حسابه على الفيس بوك

تعليقات الزوار
1)
الاستاذ احمد علي النجار -   بتاريخ: 10-03-2012    
يجب على المثقفين والعلماء ان يشكروا فيصل القاسمي على تنبيهه ولو بلغة لاذعة لما نرى تخلف اليمنين بسبب القات وتشويه شخصياتهم واظهارها كانهم اقزام بسسب تعاطي القات فلماذا نصرخ بوجه الناقدين الناصحين لليمنين ان يرجعوا الى مجدهم الصحيح بمحاربة ثالوث الشر الا وهو القات والقبلية ، والسلاح ، هذا ثالثوث الشرف والتخلف ، الجهل والاستحقار والاستهتار بمجد اليمن واهله النبلاء

Total time: 0.0556