كشف مصدر مقرب من السفير أحمد عوض بن مبارك ممثل حكومة المنفى اليمنية لدى الولايات المتحدة أنه بدأ يظهر تذمرا غير مسبوق من "تدخلات أنجال الرئيس في عمل مؤسسات الدولة الرسمية خصوصا وزارتي الخارجية والخدمة المدنية".

 

 وقال المصدر، الذي نقلت عنه صحيفة "عرب اميركا"، إن التدخلات لم تعد تقتصر على النجل الأكبر جلال هادي المعين وكيلا لوزارة شئون المغتربين بل امتدت لتشمل كذلك نجلي الرئيس ناصر وياسر دون أي سمة شرعية لهما في أعمال الحكومة والدبلوماسية اليمنية في الخارج.

 

 وحسب تعبير المصدر فإن مهام أنجال الرئيس بدأت تتجاوز المهام الإدارية المعقولة إلى إصدار قرارات التعيين في مختلف مؤسسات الدولة وإصدار التوجيهات والأوامر لمعظم السفراء والوزراء نيابة عن الرئيس الشرعي الذي يمر بظروف صحية قاهرة.

 

 وتابع قائلا: "إن تكالب أولاد الرئيس على بيع قرارات التعين لوكلاء مساعدين ببعض المحافظات والوزارات إبان ما كانوا بصنعاء من عشرة الف دولار والوكلاء من خمسة عشر الى عشرين الف دولار عادت تلك الممارسات من جديد إلى الرياض ولا يستبعد أن تستمر في كليفلاند بأمريكا وهي ممارسات تزكم الأنوف وقد بدأت ريحتها النتنة تستشري"

 

وقال المصدر إن السفير بن مبارك سبق له أن نصح الرئيس هادي بتقليص الدور الذي يقوم به أبناؤه، وأنه نجح في وقت ما في استصدار توجيهات من الرئيس هادي لنجله الأكبر جلال تقضي بمنعه عن التدخل نهائيا في أعمال الدولة لكن النجل الأكبر وأشقاءه سرعان ما عادوا بعد توقف قصير للتدخل بصورة أكثر قوة مستغلين مرض والدهم وخضوعه للعلاج في أحد مشافي كليفلاند بالولايات المتحدة.

 

وأضاف المصدر إن مدير مكتب الرئاسة عبدالله العليمي ووكيل وزارة الخارجية أوسان العود يشاركان بن مبارك التذمر ذاته من تدخلات أنجال الرئيس.

 

وللتعليق على هذه المزاعم أجرت صحيفة "عرب أميركا" اتصالا هاتفيا بالعميد ناصر عبدربه منصور نجل الرئيس هادي وقائد حرسه الموجود حاليا مع والده في كليفلاند بولاية أوهايو لكن نجل الرئيس أغلق السماعة على الفور في مؤشر على عدم رغبته الحديث للصحافة.

 

وفي الوقت الذي امتنع فيه كذلك أنجال الرئيس الآخرون عن الرد على مزاعم بن مبارك فإن مصادر خاصة في الرئاسة اليمنية قالت لـ عرب أميركا: " إن بن مبارك قد ترك مهام منصبه في العاصمة واشنطن وانتقل إلى كليفلاند محولا نفسه إلى ممرض ملاصق للرئيس هادي ومحاولا منع الجميع من التواصل مع الرئيس أو إبلاغه بما بأي شيء مما يجري في العالم من حوله.."

 

 وحذرت المصادر من أن أي قرارات قادمة تصدر باسم الرئيس لن تكون في الحقيقة سوى قرارات "لجنة التآمر الثلاثية المؤلفة من بن مبارك والعليمي والعود" مشيرة إلى أن هؤلاء هم من يستغل غياب الرئيس عن الوعي وليس “أنجاله الأنقياء" على حد تعبير تلك المصادر.

 

وأضافت المصادر إن عصابة الأربعة(العليمي وبن مبارك والعود وإلى جانبهم الشيخ أحمد العيسي) مهيمنون تماما على القرار الرئاسي، وإذا هناك اَي تبرم منهم ضد أنجال وأقارب الرئيس الآخرين فهذا التبرم ناجم عن أنهم لا يريدون اَي تدخلات من سواهم حتى واو كانت هذه التدخلات من أنجال هادي فهم لا يريدون أي تدخلات تحبط عليهم خططهم.