أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

بعد إطلاق سراحهم من أنصار الشريعة في جعار.. الجنود الأسرى: خلافات بين أفراد الحماية البرية وقائد المدفعية سهّلت عملية الاختطاف

- أخبار اليوم

عمت الفرحة وذرفت الدموع في جامع جعار بمحافظة أبين حينما تعانق الجنود الأسرى المفرج عنهم من قبل أنصار الشريعة أمس بعدما التقوا بذويهم بعد فراق دام أكثر من (55) يوماً عاش خلالها (73) أسيراً من الجنود حياة صعبة بعد أن كانت حياتهم مهددة بالموت إثر تهديدات للقاعدة بإعدامهم.


لقد قطع أهالي الجنود الأسرى مسافات طويلة للتنقل بين محافظة وأخرى حتى الوصول إلى مدينة جعار بعد إبلاغهم بأن لجنة وساطة من المشائخ والشخصيات الاجتماعية والمنظمات الحقوقية ستقوم بالتفاوض مع أنصار الشريعة بشأن الإفراج عن الأسرى، حيث مكث أهالي الجنود (48) ساعة في مدينة جعار يترقبون بتوجس الإفراج عن أبنائهم من قبل أنصار الشريعة، حيث أنطلق صباح أمس من مدينة المخزن موكب كبير شارك فيه المئات من المواطنين والمشايخ الوسطاء وأهالي الجنود الأسرى حتى الوصول إلى مدينة جعار، حيث استقبلوا استقبالاً كبيراً من قبل أنصار الشريعة ومن ثم تجمع الكل في جامع جعار لتعم الفرحة الكبرى بين الجنود المفرج عنهم والأهالي ولجنة الوساطة التي كانت حاضرة للمشهد.


وفي الجامع ألقى جلال البلعيدي كلمة أنصار الشريعة، أكد خلالها أن ديننا الإسلامي الحنيف يحث على التسامح والتآخي، مشيراً أن إلى أنصار الشريعة قد وعدوا بالإفراج عن الجنود الأسرى وكانوا صادقين في وعدهم ثم ألقيت كلمة من قبل المشائخ، عبرت عن الشكر لأنصار الشريعة في الاستجابة لوساطة المشائخ بشأن الإفراج عن الأسرى وألقيت أيضاً كلمة من قبل أحد الجنود الأسرى الذي أكد في كلمته أنه منذ أن وقعوا في الأسر قد تم معاملتهم معاملة حسنة من قبل أنصار الشريعة وتوفير الغذاء والسماح لكل الأسرى التواصل مع أهاليهم.


وقال الشيخ/ محمد علي المرقشى ـ أحد مشايخ المراقشة لـ"أخبار اليوم" ـ أنه بفضل الله تعالى تم الإفراج عن الجنود الأسرى، معبراً عن تقديره لاستجابة أنصار الشريعة لنداء الإفراج عن الأسرى، مشيراً إلى أنه بعد أن أفرج عن الجنود عمت الفرحة بين الأهالي والجنود الذين غادرو ا جعار إلى محافظاتهم والبعض الآخر من الجنود من أبناء لودر قد اتجهوا إلى مدينتهم، مؤكداً بأن أنصار الشريعة قد أفرجوا أيضاً عن خمسة من مواطني مدينة الكود كانوا قد اعتقلوا قبل ستة أشهر، مطالبا فخامة الرئيس/ عبدربه منصور هادي بإنهاء الحرب والدخول في حوار مع الأطراف المتحاربة في محافظة أبين من أجل حقن الدماء وإعادة المهجرين إلى محافظتهم أبين وإعادة إعمار ما دمرته الحرب خلال عام كامل، مطالباً أيضاً قيادة المنطقة الجنوبية بضرورة فتح الطريق عبر مدينة الكود بدلاً من طريق الحرور الوعر.


إلى ذلك قال الجندي/ عبد الخالق الذهبي ـ من اللواء (201)الذي أفرح عنه أمس ضمن الأسرى بمدينة جعار إن أسرهم جاء عقب نفاذ الذخيرة عليهم لحظة مقاومة المعتدين والذي كان من جميع الاتجاهات، مشيراً إلى أنه قد أبلغ قيادته بالهجوم إلا أنهم لم يقوموا بتعزيزهم بقوة عسكرية، لافتاً إلى أن أنصار الشريعة بعد قيامهم باعتقال الجنود أوصلوهم إلى مدينة جعار وتم معاملتهم معاملة حسنة من قبل أنصار الشريعة، معبراً عن فرحته الكبيرة للإفراج عنه مع زملائه الآخرين وللجان الوساطة التي كان لها إسهام كبير في إقناع أنصار الشريعة بالإفراج عنهم.


وأضاف إنه خلال مغادرتهم جعار عبر طريق الحرور استقبلهم عدد من المواطنين بإطلاق الأعيرة النارية.


إلى ذلك كشف عدد من الجنود المفرج عنهم لــ "أخبار اليوم " تفاصيل العملية التي أدت إلى أسرهم وظروف اعتقالهم لدى عناصر التنظيم، مبدين انزعاجهم من عدم تحرك الجيش والحكومة لإطلاقهم وتقديرهم لجهود الوسطاء.


وقال أحد الجنود المفرج عنهم وهو من أفراد اللواء "31" بأنهم أمضوا أيام الاعتقال في عدد من المباني المحصنة، تم نقلهم فيما بينها خلال فترة الاعتقال معصوبي الأعين، لا يعرفون شيئاً عما يدور حولهم.


وكشف جندي آخر ـ فضل عدم ذكر اسمه ـ عن خلافات وقعت قبيل عملية الهجوم على الموقع العسكري بين قائد كتيبة المدفعية والجنود المرابطين في الموقع وانسحاب مفاجئ للحماية الأمنية البرية للموقع وهو الأمر الذي جعل الموقع أمام نيران حاصرته من كل مكان سيما من البحر.


وقال الجندي "وجدنا أنفسنا أمام جيش منظم هاجم الموقع بسيارات مفخخة و غطاء للمهاجمين متمثل بصواريخ كتف ولو وقذائف هاون ومعدلات متوسطة وخفيفة.
 وأضاف إن الهجوم بدأ عند الخامسة فجراً من يوم الأحد 532012م، مشيراً إلى أنه رغم النداءات التي أطلقوها لم يجدوا استجابة حتى نفذت الذخيرة التي لديهم، وبحسب جندي آخر فإن الهجمات الأولى استهدفت مراكز الخدمات في الموقع بالقناصة من جميع الاتجاهات.


 وواصل الجنود أحاديثهم لـــ "أخبار اليوم " بالقول إن العتاد الذي استولت عليه عناصر "أنصار الشريعة " تتجاوز بكثير المعلومات التي ذكرت مكتفيا بالقول إن أنصار الشريعة استولوا على عشرات الآليات من الموقع.


 وأشار أحد الجنود إلى أن آخر عمليه للأسر تمت الساعة الحادية عشرة ظهراً من يوم الهجوم عندما هتف المهاجمون مطالبينهم بتسليم أنفسهم وقد نفذت الذخيرة من مخازن السلاح لدى الجنود وأضاف إن الأيام الأولى من الأسر عاش فيها الجنود وضعاً صحياً ونفسياً صعباً، وقال أن الكثير من الجنود يعانون أوضاعاً نفسية حتى اليوم ويحتاجون لتأهيل لكي يتجاوزوا الصدمة والظروف التي مروا بها..

Total time: 0.0706