أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

مبـررات الفشـل..!

- عاصم السادة

كم أعجب على الذين مازالوا يعزون كل ما يحدث في البلد بإصرار وترصد من مشاكل وقضايا كبيرة وصغيرة على الرئيس السابق علي عبد الله صالح رغم خروجه النهائي من المشهد السلطوي في الوقت الذي لم يعد لديه أي حضور مؤثر في الواقع الراهن..!
 لكن يبدو أن البعض أصبح لديهم قناعة مؤصلة في ماهيتهم لا يمكن تعديلها مهما فعلنا وذلك لاستيعاب أن ما يجري اليوم ليس له علاقة بالأمس كونه بات بحكم الماضي لكن لا عتب عليها لأنها مسيره لا مخيره بل مجبره على التفكير بما يفكر به القس الأكبر ومعاونيه الصغار..!!
 ولطالما أن فاقد الشيء لا يعطي نجد أن المبررات هي التي عادة ما تسبق الفعل وتحل مباشرة محل الفشل والعجز الذي يدركه الفرد عندما لا يستطيع تحقيق ما عليه من التزامات تجاه الآخرين اياً كانت لذا نجد أن الطالب الفاشل دائماً ما يعزوا رسوبه على أستاذه بل انه يحاول خلق المعاذير الواهية لتبرير سقوطه وعدم مقدرته على النجاح ..؟!
وبالتالي كلما حاولنا تجاوز الماضي بكل ما فيه من سلبيات وايجابيات للمضي قدماً نحو التحضير لحاضر جديد مزدهر متقدم ومستقبل أفضل كلما أصر هؤلاء بعقلياتهم الرجعية إعادتنا إلى المربع الأول للدوران حول حلقه مفرغة ليس فيها سوى الدمار وتحطيم كل ما تبقى جميل لا ندري ما الفائدة المرجوة منه لدى هؤلاء ..!
 اليوم ثمة مشاكل عدة قديمة جديدة تخوضها البلاد في الشمال والجنوب منذ زمن بعيد وقريب وليست وليدة اليوم كما يفكر البعض أن هناك ماكينة كانت تحكم البلد وفي ذات الوقت تعمل على تحريك هذا المشاكل وتغذيها لإثارة الفوضى بل أنها أوجدتها عنوه من اجل إقلاق السكينة العامة واستثمارها خارجياً ..ولعل أبرزها تنظيم القاعدة التي يعتقد هؤلاء أنها بيد الرئيس السابق وهو من يحركها ويوقفها الآن انتقاماً منه على ما حدث له العام الماضي ..والعجيب في ذلك أن مثل هكذا حديث يأتي من سياسي مؤطر في حزب معتق ..ألا يعلم هؤلاء أن "القاعدة" متواجدة في الجزيرة العربية ومنتشرة في كل بقاع الأرض حيث تأسست منذ سبعينيات القرن العشرين..؟
 والأمر لا يقتصر على ذلك فحسب بل –ايضاً- الحراك الجنوبي وجماعة الحوثي هاتين الجماعتين اللتين مر عليهما سنوات والنظام السابق موجهاً ماكيناته العسكرية صوبهما لمواجهتهما يأتي اليوم من يقول أن الرئيس "صالح" يستخدمهما لمواجهة خصومة الآن ..!
 صحيح أن هاتين الجماعتين ظهرتا نتيجة للاحتقانات السياسية المتراكمة والمنهجية الخاطئة المعتملة في السابق لكن لم يكن ذلك متعمد -كما يروى-لإيجاد مثل هكذا جماعات..!
 ولكم أشفق-ايضاً- كثيراً على القائل: أن الأعمال التخريبية للكهرباء وقطع الطرقات واختطاف السياح ..وكذا ما حدث للبارشا والريال من هزيمة أخرجتهما من دوري أبطال اوروبى كان سببه الرئيس السابق..!!
 وهذا كله ليس دفاعاً على احد بقدر ما هو استخفاف بهؤلاء لاسيما وان الشعب كل الشعب في الوقت الراهن يعول عليها في تحسين أحوالهم المعيشية والتطلع إلى يمن جديد..
 أخشى ما أخشاه هو أن تظل هذه السياسة ديدن الوفاقين طيلة الفترة الانتقالية وفي النهاية نخرج من المولد بلا حمص..!  على كل حال يتوجب على كافة الأطراف السياسية البحث عن حلول ناجعة لتلك القضايا بدلاً من تضيع الوقت في المناكفات والمزايدات التي لا جدوى منها سوى توسيع فجوة المعضلة وتعقيدها أكثر مما كان وذلك في إخضاع تلك العناصر وإقناعها (القاعدة،الحراك،الحوثي) بمبدأ الحوار الوطني كسبيل امثل لتجاوز تلك الاحتقانات وانخراطها في العمل السياسي كونه أنجع الطرق السلمية لممارسة الطقوس وانتزاع الحقوق والمشاركة الوطنية الفاعلة في أطر مجتمعية موحدة ..
 أقول إن من يريد أن يصل إلى هدف معين يحقق به للآخرين طموحاتهم عليه عدم الالتفات إلى الوراء لان ذلك يثبط الهمم ويجعلها مترددة في اختيار الطريق الصحيح..

Total time: 0.0622