اخبار الساعة
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في 14 نيسان – أبريل 2020 تحقيقا حول مختبر "معهد ووهان للفيروسات"، أكدت فيه أن السفارة الأمريكية في الصين حذرت مسؤوليها في واشنطن منذ عام 2018 من أن معايير السلامة في هذا المختبر لا تراعي الشروط المطلوبة في هكذا نوع من المختبرات.
هذه التحذيرات أتت بعد زيارات عدة قام بها مسؤولون أمريكيون في السفارة إلى هذا المختبر، على إثر حصوله عام 2015 على أعلى تصنيف لمعايير السلامة العالمية في الأبحاث البيولوجية المعروف بإسم "BSL-4"، من قبل السلطات الصينية. يذكر أن هذا المختبر هو الأول في الصين الذي يحصل على هذا التصنيف.
لكن المسؤولون الأمريكيون لم يكونوا متطمئنين إلى طريقة إدارة هذا المختبر ومعايير السلامة فيه. ومن الجدير ذكره أنه خلال هذه الزيارات، كان المختبر الصيني يقوم بدراسة "حساسة جدا" على فيروسات تاجية (فيروس كورونا) على الخفافيش وإمكانية انتقالها إلى جسم الإنسان، بحسب الوفد الأمريكي.
فكيف نشأ هذا المختبر الذي يثير موجة من الشكوك في العديد من الأوساط العلمية والسياسية، خصوصا بعد إعلان الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب فتح تحقيق حول دور هذا المختبر في تفشي فيروس كوفيد-19؟
في العام 2004، وعلى إثر انتهاء أزمة فيروس سارس، وقعت السلطات الصينية مع السلطات الفرنسية اتفاقية للوقاية من الأمراض المعدية غير المعروفة وسبل مكافحتها. ومن ضمن النقاط الواردة في هذه الاتفاقية، بناء مختبر يحصل على تصنيف "BSL-4" في مدينة ووهان.
انتهى بناء هذا المختبر عام 2015، وبعد حوالي عامين، منحت السلطات الصينية التصنيف المتفق عليه لهذا المختبر. وفي هذه المناسبة، قام رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك برنارد كازونوف بزيارة إلى مختبر وألقى خطابا أكد فيه أن فرنسا تضع لمكانياتها العلمية في تصرف الصين لاستمرار في تطوير معايير السلامة داخله.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا المختبر بقع على بضع مئات الأمتار من سوق الأسماك البحرية التي شكلت "مهد" انطلاق فيروس كورونا. كما أنه قريب من المستشفى التي سجلت أولى حالات الإصابات بهذا الفيروس.
وقد ساهم تكتم الصين عن المعلومات الأولى لانتشار الفيروس من زيادة الشكوك حول إمكانية حصول "تسرب" من هذا المختبر الذي نظر إليه مسؤولون أمريكيون بريبة منذ انطلاق دراساته.