اخبار الساعة - صنعاء - ابوبكر عبدالله
بدأت قوات الجيش اليمني أمس عملية “الحسم” العسكرية التي تستهدف المعاقل الرئيسية لمسلحي “أنصار الشريعة”، الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة، في مواجهات عنيفة جرت في محيط مدينة جعار بعد ساعات من وصول طلائع من قوات الجيش معززة بالسلاح الثقيل إلى منطقة الحرور القريبة من المدينة، والتي اهتزت على دوي قذائف المدفعية والدبابات، في حين لم يتسن التعرف إلى حصيلة ضحايا هذه المواجهات .
وقال سكان ووجهاء ل”الخليج” إن طلائع من قوات الجيش بدأت أمس التحرك باتجاه مدينة جعار الخاضعة لسيطرة مسلحي القاعدة منذ العام قبل الماضي، وأكدوا أنهم شاهدوا قوات تضم مئات الجنود ومعززة بآليات عسكرية ثقيلة ومتوسطة تتجه نحو منطقة الحرور الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة جعار . فيما شاهد سكان آخرون تعزيزات عسكرية تتجه نحو منطقة الراوية القريبة من جعار، كما تمركزت قوات أخرى على بعد خمسة كيلومترات من مدينة جعار وكذلك في منطقة دوفس القريبة من مدينة زنجبار .
وأكدت مصادر عسكرية استكمال قوات الجيش ترتيبات إطلاق العملية العسكرية التي تستهدف المعاقل الرئيسة لتنظيم القاعدة في محافظة أبين سعياً إلى تحرير مدينتي زنجبار وجعار من سيطرة التنظيم وسط تقارير تحدثت عن مشاركة وحدات من القوات الأمريكية .
وطبقا لمصادر عسكرية فإن الجيش يسعى إلى اقتحام المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين من عدة محاور؛ في حين ستتولى قوات أخرى الزحف باتجاه مدينة زنجبار بإسناد من الطيران الحربي وسلاح المدفعية وكذلك سلاح القوات البحرية التي تساندها بارجة أمريكية ترسو في السواحل الجنوبية اليمنية في خليج عدن .
ومن المقرر أن تتولى قوات اللواء 111 مشاة التابعة لقوات الحرس الجمهوري شن هجمات على معاقل التنظيم في محيط مدينة لودر ووقف نيران الصواريخ التي يطلقها المسلحون على مواقع الجيش وأحياء المدينة والتي أدت في الأيام الماضية إلى مقتل العديد من العسكريين والمدنيين .
وكان وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد الذي زار معسكرات الجيش المرابطة في محافظة أبين في إطار الإشراف على العملية العسكرية التي تنفذها قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية قد قال إن “مسلحي القاعدة يلفظون أنفاسهم الأخيرة” في إشارة إلى الغارات الجوية التي أدت إلى تدمير أكثر تحصيناته وقتلت الكثير من قادته الكبار ولفت إلى أن “ساعة الحسم في القضاء على خطر التنظيم الأصولي قد قربت”، وأكد أن الجيش والشعب اليمني يعول على قواته المسلحة في تعجيل ساعة الحسم وإلحاق الهزائم النكراء بالمارقين، في إشارة إلى مقاتلي تنظيم القاعدة” .
من جهة ثانية أعلنت وزارة الدفاع مقتل ثلاثة من أخطر قادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في قصف ومواجهات بين مسلحيه وقوات اللواء 111 مشاة في محيط مدينة لودر التي يحاول التنظيم السيطرة عليها .
وقالت إن اثنين من بين القادة الثلاثة وبينهم القيادي المسعودي سقطوا في قصف مدفعي شنه الجيش على معاقلهم في منطقة مهيدان جنوب شرق مدينة لودر فيما قتل الثالث برصاص أحد مقاتلي اللجان الشعبية في منطقة محطة كهرباء لودر .
وجاء الإعلان عن مقتل هؤلاء بعد عمليات هجومية شنها مسلحو القاعدة على مواقع الجيش وتجمعات لمقاتلي اللجان الشعبية في عدة مناطق بمحافظة أبين وتخللها مواجهات أوقعت قتلى وجرحى من الجانبين .
وأفاد بيان للتنظيم الأصولي أن مسلحيه أمطروا بالتزامن مع قصف الجيش مواقع اللجان الشعبية وقوات الجيش في مدينة لودر بالمدفعية في عملية “السماء الملتهبة”، مشيراً إلى أن القصف الذي استخدمت فيه مدفعية بي 10 وال دي سي التي غنموها من معسكرات الجيش استهدف منطقتي المثلث وجبل شروان ومواقع اللواء 111 مشاة أسفر عن سقوط سبعة قتلى على الأقل إلى عشرات المصابين” .
ولفت التنظيم إلى أن مقاتلات يمنية وطائرات تجسس أمريكية حلقت فوق سماء مدينة لودر .
وشنت غارات في جبل الذئاب المطل على قرية السلامية دون أن تخلف أي ضحايا فيما أدت غارة أخرى استهدفت مواقع في ضواحي مدينة لودر عن إصابة اثنين من مسلحي التنظيم .
المصدر : الخليج