اخبار الساعة - عباس عواد موسى
قصائد منكوبة
عباس عواد موسى
سرّ الضّيق
نفسي بنفسي
ذاتي بذاتي
سرّي بصدري
في زمنٍ يغفو ويصحو
إعلن براءتك منهم
واحذرْ
ثغر الثعابين مُكتظّاً بأطياري
أتسمعني؟
يا زمناً في الريح يُنسى
ألسرّ منفى بهذا اليوم أعلنه
واليوم
كل الوجوه السمر تعرفني
والسماوات
فارجعْ
وكن صديقي
بسرٍّ الضيقِ
حلم لاجيء
هو البحر مأوى
والنّقيل سحابةٌ
وأحلام في جوف السحابة ترتدُّ
رأيتها عن قرب
تداعب خياماً
دعاني رضيعٌ , كي أفسر حلمه
منفى وطن الأشبال
في غزوةٍ ثكلى
وحبلى تلوم الريحَ
تأتي مسرعةً
لبحرٍ مُوَشّىً بالقذائف
والموجُ...
يدرّ الثدي من نحري
وسَنَّ...
ألسِّنُّ بالسنِّ
وسن...
ألعين بالعين
واجتثّ الرصاصة من صدري
فقط هناك
يأتي طريداً
يأتي...
لقيط شوارع
تأرجح بين خطّين
ويمضي...
كبحرٍ سويِّ القاع
ويوم يمضي
تحاصره الحدود
فيغدو...
عصيّاً ,
بصرّ الريح
يقين
حوامل
أو أيائل
جلسن بمعراج النبي
تهجّدن في الليل
قرأنَ دعاءاً
يرسل الله نصره
والرضيع يقاتل
ألظّنّ
صباح يومٍ
سألت الظّنّ
إلامَ الشكُّ يستبقُ اليقينا
أجاب الظنُّ :
كي ترد الشجونا
سألت الظنَّ
فيم فعلت خيراً
أجاب :
أظْنَنْتُ خير
منكوب
لو مسكني دقّ الطبولَ
برؤى الأشعة
لو عليٌّ
سلك الطريق الوعر
سِرّاً
لما نظمت قصيدي
والبابليّون...
آتون
يأتون من ليلٍ بلون بيوتنا
رحل الفدائيّون صوب بلادهم
والمؤمنون.. نفرا... نفرا
لو أقرأُ سرّ القبور
لاحتضنت شهيدي
شعور
ويسكنني قبر الفدائيّ
ترومهُ ,
دماء الشهداء
وكل الحدود تستقرُّ بداخلي
أعانق ألوان الطفولةِ , إنني
ألوّن أبيات القصيد
ألوم
ألوم قصيدتي تغتال فرحة أمٍّ , ثم تقذفها بعيداً
ألوم شجيرتي وألوم نبتي وبذر اللاجئين
وموؤودةٍ سألت الرمل عنها
وألوم ضفيرتي في الريح ترسو
وألوم مُعَمّرةً تنسى المكان
فأغتسل الذنوب بدمع طفلٍ ,
من كفرعانا
لشفقة الحدود على الطريدِ
ألوم الشعر في تعب القصيدِ
المصدر : عباس عواد موسى