أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

مع التغيير في الحديدة لا مع الفوضى

- محمد النظاري

محمد حسين النظاري

مع التغيير في الحديدة لا مع الفوضى

قلنا وما زلنا نكرر القول كلنا مع التغيير المبني على ركائزه الحقيقية في مواصلة البناء والتعمير، لسنا مع الفوضى التي كان يراد منها اسقاط الدولة بمن فيها من بشر وشجر وحجر، فعام حافل بشتى انواع الفوضى ختمناه بخير عمل ألا وهو انتخاب رئيس جديد للبلاد، كان ينبغي علىنا جميعاً ان ننطلق من تلك اللحظة التي اسس اليمنيون فيها تغييراً اراده الجميع، ولكنهم اختلفوا في طرق تنفيذه، وشاء المولى عز وجل ان يكون مضرب المثل في الدول الاخرى.

الحديدة تعيش اوضاعاً مأساوية بدءً من خدمة الكهرباء السيئة جداً، ورغم ذلك يفاجئ السكان بكافة مديرياتها بفواتير لا نعرف كيف جاءت والكهرباء في الاساس مقطوعة طيلة الشهر، ولهذا فهم بحاجة ليس فقط بتوفير الكهرباء، بل بتخفيض تعرفتها نظراً لمناخها الحار، لا سيما ونحن مقبلون على الصيف فيما التحكم  في منظومة الكهرباء يتم مركزياً في استغفال تام لأبناء المحافظة.

شبكة الصرف الصحي بحاجة ماسة لإعادة تأهيل منظومتها، فشبكة الصرف الصحي بالمحافظة انتهت صلاحيتها وأضحت تشكل خطراً على السكان بعد إزدياد طفح مجاريها، في الحوك والصبالية والدهمية وغليل. ولأن الله لا يجمع بين عسرين فأبناء المحافظة يتوقون الى ان ترحمهم السلطات من عناء الكهرباء وبلاء المجاري.

نهب الاراضي على اشده ولم يرحم منه حتى اصحاب المحافظة، وأنا احدهم فقد تم مصادرة ارصيتي التي ساهمت في تأسيس جمعيتها بمكتب الشباب والرياضة بالحديدة، وصرفت بأوامر من مدير مكتب الاراضي وجمعية مكتب الشباب، وجميعهم ليسوا من ابناء الحديدة، وهذه ليست نظرة مناطقية، ولكنها الحقيقة فأبناء الحديدة مهضوم حقهم، اراضيهم لغيرهم، وخيراتهم لسواهم حتى الكهرباء يمدونها للعاصمة وتمر الاسلاك فوق رؤسهم فيما هم في ظلام دامس.

نعم المظالم كثيرة في المحافظة ولكن ما هو الحل، ايكون في اشعال الفوضى وترويع الآمنين، ايكون في خلق حالة من عدم الاستقرار في مدينة عُرف عنها انها مدينة السلام.. ابداً لن يكون الحل في الخروج على المحافظ والمطالبة برحيله، او كلما عين مديراً لا يعجبنا نخرج شاهرين عليه سلاح الرحيل.. يا اخواني إن فوضى المؤسسات التي تشهدها مدينة الحديدة اليوم، والتي يراد منها تعويض فوضى اسقاط الدولة التي عجز عن تحقيقه البعض من باب  الشارع، فدخلوا اليه عبر نافذة المؤسسات، انا هنا لست مؤيداً لطرف في بقاءه او ذهابه.. ولكني ضد هذه الطريقة الاقصائية الفوضوية التي ان تركناها تمر فلن نجد في الحديدة بعد ذلك شريفاً يتقلد اي منصب لأنه وببساطة سيجد من يحضر له اشخاصاً يطالبون برحيله، وسنعيش في فوضى مستمرة.. اللهم جنبنا الفوضى ومشعلوها

الحل يكمن في الوقوف مع الشرفاء من ابناء المحافظة وأبعادها عن الفوضى التي يراد منها غض الطرف عن الجرائم الحقيقية التي تستهدف اراضيها وخيراتها بل وتمس كرامة وآدميتنا كسكان في هذه المحافظة الغنية بكل شيئ، الا بالتقدير والعرفان من الجهات المختصة

إننا مع كل الخطوات والقرارات التي من شأنها حفظ أمن واستقرار وتنمية المحافظة ونرفض كل أشكال الفوضى والتخريب ونستنكر الحملة العدائية ضد محافظ المحافظة اكرم عطية، لأنه وببساطة من ابناء تهامة، ولو لم يكن كذلك لما تم مهاجمته، فالرجل لا يمكن تحميله سوءات غيره من خلال الفترة الحرجة التي تقلدها، وهنا لا ندافع عنه، بل ان كانت هناك مطالب بتغييره فينبغي ان تكون عبر الاطر الشرعية، واعنى بها فخامة الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، والذي وليس احد سواه بيده تعيين او انهاء عمل اي محافظ.. وهنا نجدها مناسبة للإشادة بطيب الذكر الاستاذ محمد صالح شملان محافظ المحافظة الاسبق على ما بذله اثناء قيادته للمحافظة.

ان المطالبة بالحقوق امر طبيعي، وما ضاع حق وراءه مطالب، ولكن ينبغي علينا ان نفوّت الفرصة ضد من يريد ان يكمل خراب الحديدة ليقعد على تلها، لأنه وببساطة لا تهمه، وليس من أهلها.. فبعد خرابها سيرحل عنها ولكن بعد ان يكون قد رحل الامن والاستقرار، فهل نعي الدرس قبل خراب الحديدة؟.

فخامة الرئيس هادي الحديدة وسكانها منتظرون ان تلتفت إليه، فأنت ادرى الناس باحتياجاتها وليس بخاف عليكم، فقد شرفت بعدة زيارات لكم وهي تستحق منكم ان ترفع الظلم المسلط عليها، فالظلم الاول الخدمات السيئة، والظلم الثاني مشعلو الفوضى والذين لا رادع لهم سوى بإحقاق الحق وتعيين الرجل المناسب.

Total time: 0.0489