إبراهيم الشريف
خلال مطالعتي وابحاثي وتحليلي للوضع السياسي في حقبة الرئيس المقدم الشهيد إبراهيم محمد الحمدي. رئيس الجمهورية العربية اليمنية من 13 يونيو 1974 حتى 11 أكتوبر 1977. وهو الرئيس الثالث للجمهورية العربية اليمنية بعد الإطاحة بحكم الإمامة عام 1962، توصلت إلى عدة نقاط لم يتم التطرق لها من قبل عند التحدث عن حادثه اغتيال الرمز ومؤسس الدولة المدنية وموجد الأمن والازدهار لليمن واليمنيين داخلاً وخارجاً.
ذلك الشاب الطامح الذي قدم مصلحة شعبه دوماً على مصالحة الذاتية وأوقف الصراع الدائم بين الشمال والجنوب للسعي وراء مشروع وطني وحدوي حقيقي يخدم اليمنيين جغرافيا بتحديد الاراضي اليمنية في الشمال والجنوب والجزر اليمنية والاراضي اليمنية في السعودية فلم يكتف بذلك فقط بل كان صانع التغيير الحقيقي لليمن فقد اعتمد على التركيز على مشاكل اليمن الجذرية وأثبت نجاحه في حلها فبمجرد صعوده للحكم أزاح سلطه القبائل والطبقات الاجتماعية وحل مشاكل الشباب والقوى العسكرية واستخرج ثروات البلد وأوجد الأمن والأمان الذي لم يستطع صالح أن يوجده خلال 33 سنه.
الحمدي صانع تغيير حقيقي أثر في الداخل والخارج ليكون لاستشهاده أثر ملموس ، فقضية اغتياله كانت مشعل ثورة كونه صديقاً لشعبه قبل أن يكون صديقاً للخارج، ففي زمنة أذهل الجميع في انطلاق اليمن في حقبته على كافة الاصعدة فعند التحدث عن الوضع الاقتصادي فهو الرئيس الذي حول اقتصاد اليمن من سالب الى موجب وفي وقت قياسي للغاية فاكنت تغيراته الايجابية على كافة الاصعدة.
رغم إيمان الحمدي ولكنه كان يردد دائما: بان لا حذر من القدر ففي احد الروايات عن حادثه الاغتيال ان الحمدي خاطب الغشمي وعلي عبدالله وغيرهم "تريدون السلطة خذوها واكملوا ما بدأناه ، هذا الشعب أمانة في أعناقكم ، أنا مستعد للتنازل إذا قبلتم ببقائي في اليمن كان بها ، واذا أردتم ان اخرج فسأخرج، تذكر يا أبو صادق مخاطبا الغشمي أننا ودعنا القاضي الارياني من تعز معززاً مكرما ، أردنا ان تكون حركتنا تصحيحية بيضاء نقية لم نبدأها بالدم" كما يقال أن الغشمي راق له العرض ولكن بعض الموجودين اعترضوا موضحين ان الحمدي اذا خرج فسيعيده الشعب وعلى أجسادنا التي ستكون البساط الأحمر الذي سيمشي فوقه، لأننا كشفنا أوراقنا كما أننا قد قتلنا أخوه هل تعتقد موجهين حديثهم الى الغشمي انه سيسامحنا؟ كلمة واحدة منه الى الشعب ستفتح علينا أبواب جهنم ، وبطريقة هستيرية أطلقوا النار على الحمدي.
تخللت قضية اغتيال الحمدي في 11 من شهر أكتوبر 1977 العديد من الروايات التي لم يصدر تأكيد لأي منها ولكن الروية الأقرب أنه عشيه سفرة إلى الجنوب لإعلان بعض الخطوات الوحدوية في أول زيارة لرئيس شمالي إلى الجنوب بدء تنفيذ عملية مدبرة من قبل الغشمي وكان لعلي عبدالله صالح يداً في الموضوع على أي يحصل الغشمي على الرئاسة بمباركة عبدالله الأحمر والسعودية.
ففي مراسيم الجنازة تم منع عائلة الحمدي من رؤية الجثتين مما يدعم فكرة اشاعة ان الحمدي محبوس في السجون السعودية. وبالنسبة لردة فعل الشارع فقد خرج الناس يبكون ويهتفون أنت القاتل يا غشمي ويرمونه بالأحذية ، وقد اقسم الرئيس ربيع فوق جثة الحمدي بأنه سينتقم من القتلة في زيارة لها علاقة بمحاولة التمرد حاملاً رسالة للغشمي وحقيبة ملغومة أودت بحياة الاثنين وليلحق به ربيّع بعد يومين إعداما.
لقد ارتبط أسم الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي دوماً بالنزاهة والصدق وعهد التحديث ووضع اللبنات الاساسية لدولة النظام والقانون والمؤسسات . والحمدي كرئيس حبه اليمنيون مما كان جلياً في ظهور قضيته على الواقع حتى بعد 35 سنه من حادثه اغتياله بالرغم أن النظام الدكتاتوري المثل بنظام المخلوع صالح حاول طمس كافة ملامحه ومنجزاته وتاريخه.
سعى الى نقل اليمن من دولة مستضعفه لا يعرف أحد عنها إلى دولة مؤثرة على الصعيد العالمي فكانت حياته الثمن لذلك
لقد كان يملك الكثير من المشاريع القومية والاقليمية فكانت له تدخلات دولية كثيرة فقد استضافت اليمن في وقته مجموعة من الفعاليات الحساسة وكانت اليمن مشاركة وبقوة في القضايا الخارجية فسعى الى تأسيس جيش قومي وسعى لعمل تحالفات خارجية واقدم على شراء كمية كبيرة من السلاح لحماية الحدود اليمنية وللخروج من الوصاية التي كانت وما تزال اليمن تحت ظلها كي تكون دولة مملوكة مستعمرة لا مستقلة.
إن عملية اغتياله كانت سرية للغاية وفيها تكتم غريب ومستقبل غامض للغاية فلم يعلم احد كافة تفاصيل الجريمة الأغرب في العالم العربي فلمجموعة من القوى العالمية اليد في حيك المؤامرات على الشهيد الحمدي ومنها:
- السعودية (الحجاز) التي كانت وما زالت العدو اللدود لأي مشروع حقيقي لليمن وهنا اسباب مختصرة لهذا العداء فالجميع يعرف الدور القذر الذي لعبته دولة آل سعود ومحاولتهم لقتل ووأد الثورة اليمنية في دعمهم للملكيين أبان حصار السبعين ورغبتهم في جعل اليمن سياسية قبل كل شيء واقتصادية وثقافية تابعة للنظام السياسي السعودي ودليل الاستماتة في نشر السلفية في اليمن السلفية الخاضعة للسلطان وليست السلفية الحقيقية، وسياسيا الاستماته في دعم نظام صالح ولو على حساب الشعب اليمني لأنه باع اراضي اليمن في نجران وعسير ويخضع لهم مقابل ما يشحذه منهم ودليل آخر الميزانية الشهرية للمشايخ المواليين لنظام صالح وللنظام السعودي.
في الحقيقة السعودية لا تريد أن يكون اليمن مستقرا ولن ننسى وصية عبدالعزيز لأولاده أنه لن تقوم لكم قائمة مادامت اليمن مستقرة! فآل سعود يستخدمون كل الوسائل لزعزعة أمن واستقرار معظم الدول العربية بقاعدة فرق تسد وبخاصة في اليمن حيث مشكلات الحدود العالقة والتي كانت تقض مضجع آل سعود منذ اتفاقية الطائف.
إليكم العديد من الاسباب التي تجعل المملكة مستفيدة من حادثه الاغتيال:
- منطقة الخليج متضمنه اليمن كانت تسير على نظام ملكي مما يحفظ التوازن للقوى الحاكمة الغير ديمقراطية في منطقة الخليج ككل ومشروع الحمدي الرئاسي وليس الملكي ان حقق نجاحه فهذا يعني زوال الحكم الملكي خاصةً لدى الجوار ومنها المملكة.
- أن اليمن كانت وما زالت تحت الوصاية السعودية كأننا في عهد الاحتلالات الغربية للعالم العربي ولن تقبل المملكة خروج اليمن عن الوصاية. فعند زيارة الحمدي للسعودية خرج المغتربون اليمنيون في العاصمة الرياض والذين جاؤوا من باقي المناطق لاستقباله في استفتاء جماهيري أذهل السعوديين وقوات الأمن التي لم تستطع السيطرة على الوضع ، فالرئيس الشاب في طريقه للابتعاد عن وصايتهم مستنداً على أرضية جماهيرية واسعة ومنجزات عملاقة.
- تنقيب النفط في اليمن والذي شنت المملكة أن ذاك حرب كبيرة عليه والدليل اعلان ديوانها الملكي في ذلك الوقت خلو اليمن كلياً من النفط والضغط على الحمدي بإيقاف تأسيس وزارة النفط التي تم تأسيسها وبداية العمل عليها ايضاً والدليل حجم الضغوطات على الحمدي ليعترف بخلوا اليمن من النفط وتقديم العروض له لكي ينسى مشروع النفط اليمني.
- تدمير الحمدي لمشروع المشايخ في اليمن والذي كان يمول ويسيطر من قبل الديوان الملكي أن ذلك للسيطرة على كافة موازين القوى في اليمن.
- اصدار الحمدي قرارات أوجدت الحرية والكرامة للعمالة اليمنية في المملكة ، فقد قال أن كل مواطن يمني يمثل سفيراً لبلده في الداخل والخارج مما عمل على تمرد العمالة اليمنية هناك ، ومن اجلهم عقد المؤتمر الاول للمغتربين مارس / آذار 1976 ليعرف منهم عن احتياجاتهم من الحكومة.
- الأراضي اليمينة والتي ما يزال ملفها غامض حتى اللحظة كون نظام المخلوع علي عبدالله صالح لم يظهر أي ملف بخصوص هذا القضية المربكة لليمنيين ، ان ما اثر ضجع المملكة سؤالهم للحمدي وهو بمكة في الركن اليماني أين الحدود اليمنية فقال لهم من تحت قدمي مما ساعد على جن جنونهم حيث تبلغ مساحة الاراضي التي استولت عليها السعودية من اليمن اكثر من مليون كيلو متر مربع هي على التوالي: عسير 1926.. جيزان 1933.. نجران 1934.. الشرورة 1961 .. الوديعة 1969 ، جزيرة الدويمه 1998 اضافة الى الربع الخالي.
- التقديم الكبير للحمدي في الداخل والخارج فهناك العديد من المشاريع العملاقة التي افتتح حجر أساسها وهناك الكثير منها افتتحها من تبعوه ومنهم المخلوع / علي صالح وقد اشار بفضل تلك المشاريع لنفسه ولكنها أسست بمشروع الحمدي متضمنه المدينة الرياضية بصنعاء في 25/12/ 1984 هدية كيم أيل سونغ وحكومة كوريا الشمالية أثناء زيارة الحمدي لبيونغ يانغ ، ومشروع سد مأرب (بلغت تكاليفه 90 مليون دولار ، وغيرها من المشاريع التي افتتحت بعد رحيله او الأفكار التي تم تطبيقها او العادات التي تم الاستمرار عليها ، كفكرة تأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي راس الحمدي اجتماعا للجنته التحضيرية قبل اغتياله بأيام (كان من المقرر ان يعقد المؤتمر في نوفمبر / تشرين اول 77، ولكنه عقد بعد ذلك في اغسطس/اب 82)، او الأمسيات الرمضانية التي كان يلتقي فيها بقطاعات مختلفة من المجتمع اليمني وغيرها وغيرها، واعتبر طابع البريد الذي صدر بمناسبة أربعينية رحيله آخر ما تبقى له من ذكرى ولعهده من وجود.
علاقة الحمدي بدول الخليج كانت جيدة فقد تراس الوفد اليمني في الكثير من الفعاليات بمناسبة انتهاء الحماية البريطانية، ففي قمة عدم الانحياز التي عقدت في العاصمة السيرلانكية كولومبو في يوليو / تموز 1975 ، انتخبت اليمن لسكرتارية المؤتمر. ودعوة اليمن الى عقد قمة للدول المطلة على البحر الأحمر والتي حضرها رؤساء كل من جنوب اليمن سالم ربيّع والسودان جعفر النميري والصومال سياد بري.
أما المحطة الحساسة والخطيرة فكانت زيارته التاريخية الى فرنسا ، وأبدت الحكومة الفرنسية اهتماماً كبيراً بالزائر الشاب ولاسيما انه مستعد لإجراء اتفاقات تجارية وعسكرية مع الدول الغربية. ونجاح الزيارة وأهميتها تمثل في صفقة الأسلحة الفرنسية التي اشتراها الحمدي والمدفوعة قيمتها نقداً بالكامل.
2- أمريكا كون مشروع الحمدي لتأسيس جيش قومي كان سيعمل على اخراج العالم العربي من الوصاية الغربية وفقدان بحار النفط التي غذت العالم الغربي وحافظت على الاقتصاد العالمي الذي يخدم الغرب فقط. وعندما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في أبريل 1975 دعا الحمدي إلى عقد قمة عربية طارئة، كما اقترح تشكيل قوات ردع عربية، بعد ذلك حاول القيام بالوحدة مع الجنوب وإقامة دوله تنتهج النهج الاشتراكي مما أدى إلى اغضاب الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية وعدوه خروجا عن سياستهم وانحيازه للاتحاد السوفيتي الذي كان عدو أمريكا في ذلك الوقت.
3- اسرائيل كون مشروع الحمدي لتأسيس جيش قومي كان سيعمل بدرجة كبيرة على استهداف القضية الفلسطينية فقد كان دائم التطرق لقضية الشعب العربي الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولة فلسطينية على ارض فلسطينية كونه لن يتردد إطلاقا للتضحية. بالإضافة الى تسليم الجاسوس الإسرائيلي باروخ مرزاحي، الذي القي القبض عليه في اليمن في26/5/ 1972 الى مصر ، كما سمحت اليمن لقوات مصرية بإغلاق مضيق باب المندب على مدخل البحر الأحمر والذي يقع ضمن السيادة اليمنية.
4- فرنسا جزء من المؤامرة بدليل صمتها تجاه الضحيتين الفرنسيتين والدليل أن الحمدي كان سبب مباشر في استقلال جيبوتي من الاستعمار وشخصية كالحمدي ولدت اصداء في السياسة الدولية الاستعمارية تجاه مستقبل تواجدها في المنطقة وما الفتاتين الا جزء من المؤامرة.
أما بخصوص تواجد الفتيات مع الحمدي وأخيه ان منفذو العملية قاموا برمي جثة الشهيد الحمدي واخيه عبدالله قائد قوات العمالقة في شقة مع فتاتين فرنسيتين تم قتلهما وتعريتهما من ملابسهما وظهرا في الاعلام اليمني مع الشهيدين وملابسهما الداخلية ظاهرة في الصورة على السرير لتظهر الحادث على انه قضية شرف. كلنا لا نستغرب إغلاق ملف جريمة اغتيال الحمدي وشقيقه ولكن أستغرب سكوت فرنسا عن التحقيق الجدي في الحادثة .
5- الاتحاد السوفيتي لأنه كان يتمنى ضعف اليمن الجنوبية لكي ترتمي بوصايته ومع مشروع الوحدة سيتم نسف الفكرة كلياً حيث أن مشروع الوحدة للحمدي والرئيس ربيع في الجنوب كانت تعني عودة الفرع الى الاصل.
6- صراعات مع حزب البعث العراقي الذي كان يطوق للتخلص من الحمدي ، فقد دعم البعثيين علي عبدالله في عملية اغتيال الحمدي والغشمي وغيرهم لتسهيل صعود الجاهل علي عبدالله لمساندتهم في خططهم السرية والمتعلقة بالسعودية واليمن وغيرها.
7- المملكة المتحدة كونها كانت ما تزال تحلم بفرض الوصاية على اليمن الجنوبي فكان مشروع الحمدي الوحدوي سينسف المشروع البريطاني بشكل كلي.
8- المشايخ في اليمن كون الحمدي منعهم من دخول صنعاء مسلحين وحاكمهم وابعادهم عن السياسة والسلطة حيث أن عدد كبير من المشايخ والضباط المبعدين من الجيش اعتبروا ان الحمدي غاصبا للسلطة. فهناك شكوك بأن لعبد الله الأحمر صلة باغتياله لأنه كان بينهم خلافات وكان عبد الله الأحمر متواجدا آنذاك وكان المنفذ هو الغشمي مقابل ان يحصل على رئاسة الجمهورية من بعده وكان السبب هو اقصاء شيوخ القبائل من مناصبهم وكذلك توجهه الى الاتفاق مع الجنوب لصياغة الوحدة حيث كان شيوخ القبائل يكفرونهم وهذه الرواية الأصح.
9- جشع تيس الضباط (الشاويش علي عبدالله صالح سابقاً والمخلوع حالياً) والغشمي كونهم كانوا متعطشين للحكم وللحياة الرفاهية وللعب بمال الشعب خاصةً وأن لهم عروض مغرية من قبل المشايخ في اليمن والقوى الخارجية التي تستغل اليمن واليمنيين. فتاريخ علي عبدالله صالح مليء بسلسلة من الاغتيالات للقادة الشماليين والجنوبين وبالمقابل حراسه مشددة للغاية كون صالح ذئب ويعرف انه سيتم اغتياله على قبيل ما جرى لسابقيه.
لقد أتقن الحمدي خطاب الشعب وحرك مشاعرهم حيا وميتاً فقد كان يخاطب الجميع كما يخاطب اهله واحبابه كان دوما يقول يا أخوتي ويا أبناء بلدي الحبيبي وليس كما تعودنا اليمن يا شعبي العظيم من المخلوع علي صالح. كان يسعى وراء كرامة اي فرد في المجتمع لذلك اختير كواحد من 10 شخصيات قيادة في القيادة الرشيدة في العالم كونه بدء نظرية المجتمع المدني والرقابة والمحاسبة والجيش لخدمة المجتمع وغير ذلك. لقد كان يوم اغتيال الرئيس الحمدي هو يوم اغتيال الحلم اليمني بالتطور والانعتاق من العقلية القبلية التي تتحكم باليمنيين والدخول في ظل الدولة اليمنية دولة القانون والنظام والعدل والمساواة، ، الا ان الرئيس صالح اعتبر ان الساحة خلت له من اي معارضة وانه اصبح في حل من كل ما وقع عليه في وثائق الوحدة.
نتمنى الوصول الى الحقيقة والتأثر للقائد فناسف يا آل الحمدي ، نأسف يا شرفاء اليمن ، نأسف يا مستقبل أفضل لليمن كوننا قصرنا في طلب الثأر لحق أبونا وصانع مجدنا.