اخبار الساعة
يبدو أن العلم قريب جدا من تحقيق قصة الفيلم الأمريكي الشهير Inception، بطولة الممثل ليوناردو ديكابريو، والتي تدور أحداثه حول القدرة على دخول عقل البشر عبر أحلامهم أثناء النوم بهدف اقناعهم ببعض الأفكار أو التعرف على أسرارهم.
ويحلم حوالي 10 بالمئة من البشر أثناء نومهم لمرة واحدة على الأقل شهريا، واهتم العلماء بدراسة الأحلام منذ سبعينات القرن الماضي. ولكن ما توصل له العلماء في تلك الدراسة، المنشورة على موقع Current Biology، يعتبر تقدما كبيرا في هذا المجال.
فلأول مرة استطاع علماء الدخول في محادثات مع البشر وطرح مجموعة من الأسئلة عليهم أثناء نومهم، وفقا لموقع Science المخصص للعلوم.
حاولت أربع مجموعات مستقلة من العلماء في كل من فرنسا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة التواصل مع مجموعة من الأشخاص أثناء نومهم عبر أحلامهم، من خلال طرح مجموعة من الأسئلة لم يسمع تلك الأشخاص بها من قبل.
وشارك في التجربة 36 متطوعا، تلقوا تدريبا قبل إجراء التجربة للتمكن من إدراك أنهم يحلمون. فبالرغم من أن معظم البشر لا يدركون أثناء الحلم حقيقة أنهم نائمين، كما لا يمكن لمعظمهم التحكم في أحداث الأحلام، توصل العلماء إلى أن هذه القدرات يمكن العمل على تحسينها بالتدريب.
وتدرب المشاركين علي التعرف على الأحلام من خلال مجموعة مفاتيح، مثل سماع صوت محدد، حتى يدرك الحالم أن ما يراه هو حلم أثناء النوم وليس حقيقة.
واستخدمت كل مجموعة طريقة مختلفة للتواصل مع النائم، بداية من التحدث مباشرة للنائم وصولا إلى استخدام الضوء. وكان على الحالم أن يخبر العلماء بأنه داخل الحلم سواء بتحريك عينه أو وجهه بطريقة معينة متفق عليها.
وأثناء نوم كل مشارك، راقب الباحثون نشاط المخ وحركة العين وانقباضات عضلات الوجه لديه باستخدام خوذة لعمل رسم كهربائي للدماغ.
وخلال النوم وجهة الباحثون للنائمين أسئلة بسيطة، وكان على النائمين الإجابة باستخدام الإشارات المتفق عليها في التدريب، مثل الابتسامة أو العبوس أو تحريك العين لعدد معين من المرات.
وتمكن 6 أشخاص فقط من المشاركين في التجربة، خلال 57 جلسة نوم، من إعطاء إشارة للباحثين بأنهم يحلمون. ووجه الباحثون 158 سؤال للمشاركين أثناء النوم، لم يجاوب المشاركين على 60.8 بالمئة منها، بينما أعطوا إجابة غير واضحة على 17.7 بالمئة، أما الإجابات غير الصحيحة فكانت محدودة جدا.
ويرى الباحثون أن تلك الأرقام تثبت إنه بالرغم من صعوبة تحقيق التواصل أثناء النوم خلال الأحلام، فالفرصة موجودة حتى وإن كانت صعبة.
ويأمل الباحثون من خلال تجاربهم أن يصلوا لطريقة علاجية يمكن استخدامها في المستقبل للتعامل عبر الأحلام مع الصدمات أو الاكتئاب أو التوتر أو حتى تعلم مهارات جديدة أو الوصول لأفكار مبدعة وحلول لبعض المشاكل.
ويصف أستاذ علم الأعصاب الإدراكي بجامعة ويسكونسين الأمريكية بينجامين بايرد التجربة بأنها ”تتحدى التعريف الرئيسي للنوم"، موضحا أن التعريف التقليدي للنوم يعتبر حالة يكون فيها المخ منفصل عن العالم الخارجي وغير مدرك به.