أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

قرية عربية باستثمارات سعودية في الإسكندرية

- عبد الكريم الحزمي

 الوقت الذي أعلنت فيه وزارة السياحة المصرية عن توقعها تسجيل نسبة زيادة في أعداد السياح السعوديين الذين يرغبون في زيارتها لقضاء الموسم، الذي بدأ غرة الشهر الحالي، بنسبة تصل إلى 60 في المائة، كشف محافظ الإسكندرية - التي اختيرت هذا العام عاصمة للسياحة العربية - عن توجه جاد لإنشاء «قرية عربية» على أرض الإسكندرية، باستثمارات سعودية وعربية سيشكل إنجازها نواة حقيقية لسوق عربية مشتركة.
وأبلغ محافظ الإسكندرية، اللواء عادل لبيب، وفدا إعلاميا يمثل عددا من المطبوعات العربية، من ضمنها «الشرق الأوسط»، زار مصر مؤخرا، عن وجود مخطط يتعلق بإنشاء مشروع «القرية العربية» على أرض الإسكندرية، وبمساحة كبيرة، وباستثمارات سعودية وعربية، بحيث يخصص لكل الدول العربية مساحة جيدة في هذه القرية، يمكن استثمارها على شكل معرض ثابت للدولة، تعرض فيه الفرص الاستثمارية، والمشاريع المختلفة الموجودة لديها، معتبرا أن هذا المشروع حال إنجازه، سيشكل نواة لعمل سوق وملتقى عربي مشترك، يتحقق من خلاله الكثير من الأهداف الاقتصادية والتجارية التي تهم الدول العربية كلها.

وأعرب محافظ الإسكندرية عن تطلعاته لتحقيق توأمة مع كل المحافظات والعواصم العربية، الأمر الذي سيسهم في تعزيز العلاقات المختلفة، والمصالح المشتركة، والتعريف بالفرص الاستثمارية التي يمكن للشركات الدخول فيها، استفادة من التسهيلات التي تقدم للدول العربية، لافتا إلى أن الإسكندرية لديها حاليا الكثير من البروتوكولات ومذكرات التفاهم مع الدول والعواصم الأوروبية، تحتاج إلى تفعيل مستمر، لتحقيق الأهداف المرجوة منها.

وعن اختيار مدينة الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية لعام 2010، أوضح اللواء عادل لبيب أن الإسكندرية تستحق هذا التكريم، لأنها تمتلك تاريخا طويلا، ولها وضع خاص على مستوى مصر والدول العربية، كما تحظى بأهمية وخصوصية على مستوى العالم، فهي ملتقى الثقافات والحضارات، وهي بوابة البحر الأبيض المتوسط، كما تتميز مدينة الإسكندرية بموقعها الاستراتيجي، وتمتلك آثارا كثيرة غارقة في البحر.

وأشار في هذا الصدد إلى أن اختيار المحافظة عاصمة للسياحة العربية، يشكل دافعا قويا لتسويق المقومات السياحية المختلفة فيها، إضافة إلى طرح المشاريع الاستثمارية في قطاعي السياحية والفندقة، لافتا إلى تعدد المشاريع الجديدة التي يمكن للمستثمرين العرب أو الشركات الدخول فيها. مشيرا إلى أنه سيتم في الفترة المقبلة تنفيذ الكثير من الفعاليات والمناشط المختلفة، التي تترجم اختيار الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية، وتهدف إلى جذب المزيد من السياح والمستثمرين العرب والأجانب.

ولم يفصح لبيب عن حجم تكلفة إنشاء القرية، إلا أنه أكد أن الإسكندرية بحاجة إلى خطة تسويقية تعمل على ترويج وتسويق المقومات السياحية والتاريخية؛ لأن مكانة المدينة وتاريخها لا يتناسب مع أعداد السياح الذين لا يتجاوزون 400 ألف سائح سنويا من معدل السياح والزوار الذين يأتون إلى مصر، وهم نحو 13 مليون سائح، مؤكدا حرص المحافظة على تعزيز وتنمية البنية الأساسية لمدينة الإسكندرية من كل المجالات، لتكون جاهزة لاستقبال أعداد أكبر من السياح والزائرين، والاستفادة بشكل أكبر من المقومات السياحية والاستثمارية الموجودة، وأشار محافظ الإسكندرية إلى إغلاق مطار النزهة القديم الموجود في وسط المدينة اعتبارا من أول يوليو (تموز) الحالي، للبدء في أعمال التحديث والتطوير الشامل للمطار بتكلفة 120 مليون دولار كمرحلة أولى، ومن المتوقع، بعد الانتهاء من عملية التطوير، أن يكون المطار جاهزا لاستقبال مليوني سائح سنويا، مشيرا إلى أن الإسكندرية بها مطار آخر حديث، وهو مطار برج العرب، ونعمل جاهدين على تعزيز البنية الأساسية التي يحتاجها القطاعان السياحي والاستثماري.

ورحب محافظ الإسكندرية بكل الاستثمارات العربية والأجنبية، مشددا على القول: «أبوابنا مفتوحة، ونقدم الكثير من التسهيلات للمستثمرين والشركات، إضافة إلى إنجاز المعاملات بشكل سريع، ومن دون أي تعقيدات»، مشيرا إلى وجود 9 مناطق صناعية في الإسكندرية، ويمكن لرجال الأعمال والشركات الاستثمار فيها.

وتوقعت وزارة السياحة المصرية ارتفاع نسبة السائحين السعوديين في مصر خلال صيف الموسم الحالي، إلى نحو 400 ألف سائح، بنسبة زيادة قدرها 60 في المائة مقارنة بالعام الماضي. وبرر سامي محمود رئيس قطاع السياحة الدولية في هيئة تنشيط السياحة المصرية هذه الزيادة، لبدء تراجع الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية، إضافة إلى الجهود التي تبذلها مصر للقضاء على السلبيات، وتقديم أفضل الخدمات الخاصة بالسائح السعودي، لافتا إلى أن الجولات التي قام بها وزير السياحة المصري، زهير جرانة، إلى السعودية، الفترة الماضية، كان هدفها القضاء على المعوقات التي قد تحول دون زيادة الحركة الوافدة من السوق السعودية، موضحا أن مصر تستحوذ على 6 في المائة من السياحة السعودية الخارجية، بينما تسعى إلى زيادة النسبة خلال السنوات المقبلة.

وأشار إلى أن عدد السياح القادمين إلى مصر قد تراجع العام الماضي بنسبة 2.3 في المائة، وبلغ مجمل عدد السياح الوافدين نحو 12.5 مليون سائح أجنبي بنهاية العام، قضوا نحو 126.5 مليون ليلة سياحية. كما أن مجمل واردات السياحة المصرية في العام ذاته بلغ 10.76 مليار دولار، لتصبح مصر الأولى عربيا في صناعة السياحة، تليها المغرب. ويعد هذا الانخفاض إنجازا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع باقي المقاصد السياحية في العالم بنسب أكبر.

يشار إلى أن السائحين الروس احتلوا الصدارة في قائمة الأسواق العشر الأولى الأكثر تصديرا للسائحين إلى مصر، العام الماضي، حيث تخطى عددهم مليوني سائح، يليهم البريطانيون بمليون و300 ألف سائح، ثم الألمانيون بمليون و200 ألف سائح، فالإيطاليون بمليون سائح. أما بالنسبة للسياح العرب، فقد جاء الليبيون في المركز الأول، يليهم السعوديون، ثم الكويتيون والإماراتيون.

 

المصدر : غزة-دنيا الوطن

Total time: 0.049