خيراً صدقتوني والا ماشي.. أنا قلت لكم من بدايتها (عتخرب – عتنتعث – عتتمزق الوطن – عتصل الدماء للرُكب – عتتحاربوا من طاقة إلى طاقة ومن معسكر إلى معسكر، بل وحتى داخل المعسكر الواحد..
أنا قلت لكم عتحنبوا خيرة الله عليكم.. قلتوا: (مع.. ماشي.. ما بلا رح لك)
وذلحين رحت لي، لكن شوفوا بعد ما رحت لي ما وقع!!
من عينفعكم ذلحين.. قولوا لهؤلاء أحزاب المشترك المنشغلين بالغنائم: أتحداهم يفكفكوا لغز حادثة السبعين!! ويكتشفوا أبعادها وخيوطها.. أتحداهم، لأنني داري إنهم كانوا (يزغبجوا) على البسطاء والغلابى من الشعب.
هوذا ما نفعناهم إلا إحنا، وخلّينا القاعدة تدّي اسم الانتحاري بعد ما تعمدنا نشر معلومات مغلوطة عنه في صحيفتنا (صحيفة اليمن اليوم) والله لو جلسوا عمرهم ما كانوا يعرفوا عنه شيء!!
بالله عليكم عندما كنت أنا موجود في الحكم هل سمعتم بهذه الأعداد من القتلى في عملية واحدة؟ لا يمكن أبداً.. صحيح كانت تحدث بعض الحوادث يقتل فيها.. كم فرد.. كم مسؤول.. كم ضابط في الأمن السياسي أو غيره، لكن لم يحدث قتل جماعي بهذه الصورة التي حدثت في السبعين وقبلها في أبين!!
أنا كنت بنفسي أتعقّب أي ارهابي في البلاد، وأتابع تنقلاته خطوة خطوة.. بقعة بقعة.. شبر شبر..
صحيح كان هناك فساد لكنه مقصود، وكان هناك حالات من انفلات أمني، لكنها مدروسة ومسيطر عليها..
أنا كنت أحياناً أتعمد خلق نوع من الانفلات غير الحقيقي، وعندما يصل هذا الانفلات إلى نقطة معينة يتم حسم الأمور، وتعود حالة الاستقرار، بقرار أو اتصال هاتفي!! لماذا كل ذلك؟ طبعاً حتى يفهم أي مواطن أو من يفكر بالمشاغبة أن الدولة قادرة على ضبط الأمور متى شاءت.
رئيس الجمهورية لا بد ما يكون داري بكل صغيرة وكبيرة في البلاد.. وعارف بكل فاسد أو نزيه..
حتى الإرهابيين هؤلاء كنت داري بكل واحد، وحتى الذين كانوا يفرون من السجون، كنت قادر على إرجاع أي واحد منهم، بل أجبره على تسليم نفسه بنفسه من دون أي تعب!!
طبعاً بعض الحاقدين كانوا يقولوا إن معي علاقة مع هؤلاء الارهابيين. طيب ليش يقولوا هكذا؟! أكيد لأنهم عاجزين بمجموعهم عن ضبط واحد شخص!!
ولكن فليقولوا ما قالوا!! المهم أنني كنت أنجح في ضبط الجناة في أي وقت أريد أنا.
وأنا اتحدى أي حزب أو جهة أو شخص يأتيني بدليل واحد يؤكد أنني أمرت أي ارهابي بارتكاب أي عملية.. قد يكون هناك علاقات ولكنها في إطار مكافحة الجريمة؛ أشبه بعلاقة الطبيب بالمرضى المدمنين؛ لأن المجرم هو في الأصل يعاني من حالة مرضية، ولهذا أنا كنت رئيس جمهورية وطبيب نفسي ومرشد اجتماعي، يعني كنت أب للجميع.. للصالح والطالح والنزيه والفاسد.. أنا كنت رئيس جمهورية ومسؤول عن كل المواطنين اليمنيين بلا استثناء بما فيهم الارهابيين هؤلاء؛ لأنهم في النهاية مواطنين يمنيين.
وإذا افترضنا جدلا أنه كان هناك علاقة ما بين رئيس جمهورية وبين أطراف متطرفة، فأيهما أفضل أن تكون علاقة هؤلاء بجهات خارجية أو أطراف داخلية معادية للوطن؟ أو تكون علاقة بناءة مع المسؤول الأول في البلد؟! لأن المسؤول الأول هو الخيار الآمن والايجابي لأنه المتضرر الأول من انحراف مثل هذه العلاقات، وبالتالي من حقه أن يجمع كل الأطراف وكافة خيوط اللعبة في يده بهدف الإدارة بشكل متوازن!
المشكلة الآن أن هناك أطراف داخلية وخارجية تريد إشغال عبدربه منصور بخوض حروب وصراعات بلا جدوى.
ولو كنت مكان فخامة المشير عبدربه منصور هادي لعملت على تطمين كل الناس وفي مقدمتهم القاعدة والحوثيين.. لكن الاصلاحيين وأولاد الأحمر يشتوا يودفوا بالرئيس ليقضي على خصومهم وبعدها يقوموا هم بالقضاء على الرئيس.
وأنا قد قلت لعبد ربه، بس ما رضى يسمعني!! قلت له: حافظ على كل الأطراف القوية والمتصارعة أينما كانت؛ لأن قوتها ليست موجهة لك بقدر ما هي موجهة فيما بينها!! تخيلوا أنني نصحت الرئيس حتى ضد ابني، وقلت له: لا داعي لتغيير علي محسن أو أحمد ابني، خلّيهم ينشغلوا عنك ويكونوا محتاجين لك الاثنين!
أعود لغزوة السبعين التي أعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن ذلك، ومع هذا يصر البعض اتهامي بالوقوف ورائها، وهذا غير مستغرب منهم، فهم يتهموني بكل شيء حتى تحويل سيول الأمطار إلى ساحة الجامعة.
أحد الأخوة الشرفاء جاءني قبل أيام من الحادثة وطرح عليّ فكرة حضوري احتفال الذكرى الـ(22) للوحدة باعتباري ساهمت في تحقيق هذا المنجز، وقال بأنه سيتحدث مع الرئيس ويقنعه بالموافقة على حضوري والجلوس بجواره على المنصة، لكنني رفضت الفكرة من أساسها؛ لأنني كنت في حالة صحية لا تسمح لي بالحضور، وأيضاً لا أريد أن أكون ضيفاً ثقيلاً على أحد! خاصة أن الرئيس لم يوجه لي أي دعوة لحضور الحفل، وحتى لم يسأل علي وأنا مريض داخل المستشفى باستثناء مجموعة محامين زاروني مشكورين!
أيضاً كان بعض قيادات الأمن المركزي كانوا متخوفين من مشاركة جنود من الفرقة الأولى، فأنا قلت لهم: هؤلاء إخواننا وأبناءنا ولا خوف منهم، وبعدها كان هناك شكاوي من أنهم يثيرون الخلافات داخل المعسكر، وما يرضوش يتفتشوا، فقلنا: ما عليش، نحن كنا نريد مزيد من التآلف بين كافة وحدات الجيش، حتى أنني أمرت يحي بن أخي بعدم حضوره البروفات في المعسكر ما دام هناك قيادة مختصة بالعروض.
وعندما بلغني نبأ الحادثة وضحاياها، أقسم بالله أنني زعلت عليهم أكثر مما زعلت على نفسي يوم تنصيب الرئيس هادي!
وبعد الحادثة حاولت أن أقاوم مرضي وأتعاون مع الرئيس هادي في معالجة الأمر، وامتصاص كل التأثيرات الجانبية، ورغم أنه تسرع في قراره بتغيير بعض الأشخاص، إلا أنني وجهت بتنفيذها فوراً، قد يكون الطيب يستاهل التغيير، لكن عمار بن أخي لم يكن له أي علاقة مباشرة بأي تساهل في المعسكر، ورغم ذلك سرعان ما استجاب للقرار الجمهوري.
طبعاً كان البعض يريد المقايضة والمطالبة بإقالة وزيري الداخلية والدفاع، لكن قلنا لهم ما بش داعي لهذا كله!
والمطلوب هو مساندة الرئيس في هذه المرحلة، وأكبر مساندة هو الصبر والتحمل لقراراته مهما كانت مجحفة في حقنا؛ لأنه وللأمانة قد صبر علينا أكثر من خمسة عشر سنة، ولا بد أن نبادل التضحية بالتضحية!
وعلى الآخرين الذين نعرفهم جيداً أن يقابلوا المعرفة بالمعرفة، ويعرفوا من هو علي عبدالله صالح حححححححح؟!
من علي عبدالله صالح إلى الشعب الحزين!!
اخبار الساعة - سامي الصوفي
المصدر : اليقين