فضيحة لم يسبق لها مثيل في تأريخ فرق خبراء مجلس الامن، تسبب بها فريق خبراء اليمن التابع للجنة عقوبات 2140 في مجلس الامن .
فبعد ان إتهم التقرير السنوي لفريق "الخبراء" في 22 يناير الماضي الحكومة اليمنية بالفساد وغسيل الاموال، تراجعت منسقة الفريق قائلة إنه ليس لديهم أي دليل على ذلك.
التراجع جاء في رسالة من منسقة الفريق، المحامية السيريلانكية دكشيني روانثيكا جوناراتنا، الى مجلس الامن في 26 مارس، مؤكدة بأنه بعد مراجعة الجانب المالي من التقرير واتهامهم للحكومة اليمنية والبنك المركزي بالفساد وغسيل الاموال، لم تظهر المراجعة أي ادلة على تهم الفساد او غسيل الاموال
رأينا جميعا تقرير الخبراء الذي صدر في أواخر شهر يناير، ورأينا نحن في نيويورك نسخة من رسالة المنسقة التي طلبت فيها من الامانة العامة للامم المتحدة اتخاذ الخطوات اللازمة لتحديث نص التقرير النهائي المقدم الى مجلس الامن والصادر في 25 يناير الماضي، أي ببساطة إجراء تعديلات جذرية عليه.
مرة أخرى الرسالة من منسقة فريق خبراء اليمن أكدت للجنة العقوبات ولمجلس الامن أنه من مراجعتهم الاولية التي أجراها الفريق، لم تظهر أي أدلة على الفساد أو غسيل الاموال او استيلاء النخبة، وان المعلومات لديهم تشير الى أنه بعد ضخ الوديعة السعودية استقرت أسعار المواد الغذائية في عام 2019
منسقة الفريق أكدت أن الفريق يهدف الى مراجعة عدة أقسام وسيقدم استنتاجاته النهائية الى لجنة العقوبات ومجلس الامن في الوقت المناسب، على حد قول الرسالة،وطلبت المنسقة من المجلس تجاهل القسم التاسع باء والمرفق 28، وكذلك النص ذي الصلة في الملخص التنفيذي، الى حين يتم إجراء التقييم النهائي
من الواضح أنهم انهوا تحقيقاتهم الاولية الان واكتشفوا بطلان "الأدلة" التي اعتمد عليها خبير الشؤون المالية في الفريق (وهو خبير عربي)، مما دفع بالمنسقة السيرلانكية للكتابة للمجلس لتصحيح الامر، والاعتراف بعدم وجود أدلة ضد الحكومة الشرعية اليمنية والبنك المركزي بالفساد وغسيل الأموال
ويجدر بالذكر الان أن هذا الخبير المالي العربي استقال الان من منصبه في الفريق، أو دفع على الاستقالة بسبب ضغوط فرضت عليه. الفريق تم تجديد تفويضه في نهاية فبراير الماضي ولمدة عام كامل تنتهي في 31 مارس 2022، ولكن هذا لايعني ان تظل نفس الشخصيات في الفريق فالتجديد هو للفر يق لا للافراد
وبعد استقالة الخبير المالي العربي، نتوقع ان يقدم الأمين العام أسماء مرشحيه الى مجلس الامن للحصول على موافقة المجلس وبالاخص الدول الدائمة العضوية، صاحبة حق الفيتو. كنا نتوقع موقفا متشددا من روسيا ولكنها أظهرت مرونة خلال اليومين السابقين.
ومع أن روسيا غير سعيدة بتاتا من خبير الاسلحة الالماني في الفريق السيد وولف كريتيان بايس الذي سرد وبالتفصيل كيفية تهريب إيران للاسلحة الى الحوثيين، وطرق توصيلها بحرا و برا، وتتهم موسكو عادة مثل هؤلاء بتسييس الامور الا أنها لن تستخدم حق الفيتو ضده، ولكن موقفهم هذا قد يتغير مستقبلا