أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

جدل بين شباب الثورة بعد رفع جزئي لخيام ساحة التغيير بصنعاء

- صنعاء - عبدالرحمن أحمد عبده

أثار رفع جزئي لعدد من الخيام في ساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء، جدلاً حاداً وواسعاً وسط الشباب المعتصمين منذ أكثر من عام ونصف العام، بين معارضين وبين من يبرر تلك الخطوة بأنها تمت في جانب من امتدادات الساحة، بعد مغادرة بعض المعتصمين من المحافظات المجاورة للعاصمة .

وكان عدد من المعتصمين من نشطاء الثورة الشبابية بصنعاء فككوا عدداً من الخيام في جانب من امتدادات ساحة التغيير المتصلة بشوارع رئيسة كشارع الزراعة والدائري، ما أتاح فتح تلك الطرق أمام المارة والمركبات .

وتردد أن حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يتواجد أعضاؤه بكثافة في الساحة يقف خلف ذلك الإجراء، اتساقاً مع التفاهمات المرتبطة بالتسوية السياسية، ودفع بأعضائه من نشطاء الثورة إلى رفع الخيام وسهل لهم ذلك مادياً، في حين قال شباب مستقلون أنهم تعرضوا للضغط والتهديد لإجبارهم على رفع خيامهم في أطراف الساحة .

إلى ذلك نفت المنسقية العليا للثورة اليمنية اتخاذ قرار برفع الساحات ووصفتها بأنها “إشاعات”، لا أساس لها من الصحة، وأكد بيان صادر عن المنسقية وزع في مؤتمر صحافي عقدته صباح أمس الأربعاء: “البقاء والثبات في ساحات التغيير وميادين الحرية حتى تحقق أهداف الثورة العاجلة والملحة وعلى رأسها إعادة وبناء وهيكلة المؤسستين العسكرية والأمنية على أسس وطنية سليمة ورفع يد العائلة نهائياً عن مقدرات الشعب والوطن” . ودعا بيان المنسقية “التكتلات الشبابية جميعاً إلى إعلان موقف واضح وموحد يعيدون من خلاله التأكيد على تمسكهم بالفعل الثوري كخيار استراتيجي لا رجعة عنه وبالساحات كأداة ثورية لم تستنفد أغراضها بعد” .

وكان لافتاً في البيان دعوة “المكونات الشبابية كافة إلى مؤتمر عام يستهدف الخروج برؤى ومواقف شبابية أكثر انسجاماً وتواؤماً تمتيناً للصف الثوري عامة والشبابي خاصة واستجابة للتحديات الكبرى التي يفرضها جديد المشهدين الثوري والسياسي في الوطن” .

وفي المؤتمر الصحفي قال الناطق الإعلامي للمنسقية فؤاد الحميري إن “الثورة تواجهها إشكالات وتداخلات قد تصل إلى التخوين، ونحن في المنسقية لا نتبع أي حزب سياسي، بل تكتل شبابي ونأينا بأنفسنا عن أية معارك جانبية”، موضحاً أن الساحات وسيلة وليست هدفاً، ولم تستنفد أغراضها بعد، وعندما تستنفد سننتقل إلى أداء جديد من أدوات الثورة” .

من جانبه وصف بيان صادر عن تحالف أبناء الجنوب “ما يحدث حالياً يدعو للريبة والتساؤل عن الجهة المستفيدة من إخلاء الساحات قبل تحقيق الثورة لكافة أهدافها”، وتساءل: “هل جرت تسويات سرية بين أصحاب المصالح الضيقة والمستفيدين من وأد ثورتنا قبل أن تنمو”، وطالب التحالف باستمرار الساحات والاعتصامات حتى تحقيق الأهداف السامية لثورة الشباب، داعياً “جميع الثوار الأحرار لإفشال هذه المخططات من خلال التصعيد الثوري بالمسيرات المنددة الرافضة لهذا الالتفاف ضد الثورة والثوار” .

وكشف شباب معتصمون في ساحة التغيير ما وصفوه بإجراءات تضييق على الساحة كتقليص التغذية والتخفيف من قيود التفتيش ومرور السيارات من بعض تقاطعات الساحة المتصلة بشوارع رئيسة، والتضييق على تحركات الشباب المستقلين في الساحة والتعبير عن آرائهم في المنصة الرئيسة وبالتحديد التعبير عن مواقفهم الرافضة لرفع الساحة .

وكانت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية، وهي المشرفة الرئيسية على الساحة وفعالياتها، نفت في بيان مقتضب في وقت متأخر مساء أمس الأول “الأخبار التي تناولتها بعض المواقع والصفحات الاجتماعية عن قرار رفع الاعتصامات وإخلاء الساحات، مؤكدة أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة وأن الفعل الثوري مستمر حتى تحقق كافة أهداف الثورة السلمية” . وأوضح البيان أن “ما يحدث من عودة بعض الثوار إلى محافظاتهم التي جاءوا منها يهدف لتوسيع دائرة الثورة وإكسابها زخماً تصعيدي يشمل الساحات الثورية في جميع المحافظات، مشيراً إلى أن رفع بعض الخيام هو ترتيب لإعادة تركيب الخيام داخل الساحة بهدف التخفيف على أهالي الأحياء المجاورة لأطراف الساحة” .

وفي سياق الحدث شهد وسط ساحة التغيير مساء الاثنين الماضي مصادمات عنيفة بسبب رفع المخيمات بعد مسيرة ليلية قام بها شباب مستقلون، اصطدموا خلالها بأعضاء لجان النظام المقربين من حزب الإصلاح، إثر مشادات كلامية تحولت إلى معركة بالهراوات وقطع الحديد بين مؤيد ومعارض لرفع الساحات سقط جراءها عشرات من الجرحى، فيما تسود مخاوف من تجد مصادمات من هذا النوع .

المصدر : الخليج

Total time: 0.0367