اخبار الساعة
جدد مفتي مصر الدكتور شوقي علام حكم الانتماء إلى جماعة الإخوان الإرهابية، مشددا على أن الانضمام إليها وسائر الجماعات الإرهابية "حرام".
وقال علام، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في تصريحات تلفزيونية، الجمعة، إنه يحرم الانضمام إلى الجماعات الإرهابية قولًا واحدًا، لافتًا إلى أن دار الإفتاء أصدرت فتوى تحرم فيها الانضمام إلى جماعة الإخوان، وبالتالي كافة الجماعات الإرهابية؛ لأنها منبثقة عنها.
وخلال التصريحات، حسم مفتي مصر الجدل حول قضية الخلافة التي تثيرها الجماعات الإرهابية وتستخدمها ذريعة لترويج أفكارها المتطرفة، قائلا أن "الخلافة هي أحد أسماء رئاسة الدولة وإدارة شئون البلاد في فترة زمنية معينة، وأن ما يقوم مقامها بأي اسم يغني عنها".
وأوضح أن منصب رئيس الدولة أو الملك أو الأمير أو السلطان وغيرها هي كلها أسماء تغني الآن في عصرنا عن اسم الخلافة.
وفي سياق غير بعيد، فند "علام" شهادة محمد حسين يعقوب، أحد أشهر دعاة السلفية بمصر، بالمحكمة في القضية المعروفة باسم "داعش إمبابة" بأنه داعية وشيخ للعوام.
وقال المفتي إن أمثاله لا يصلحون للفتوى لأنه من غير المؤهلين، مضيفا أن الإمام مالك قال: "ما جلست للفتيا إلا بعد أن شهد لي سبعون من أهل هذا الفن"، وهو ما يؤكد أن أمر الإفتاء أمر خطير لا يمكن أن يتصدر له إلا المؤهلون لهذه المهمة.
تفاصيل شهادة محمد حسين يعقوب: البنا أسس الإخوان للحكم
"أنا أخاطب العوام"
وعن تقسيم البعض أنفسهم إلى دعاة للمتدينين وآخرين للعوام وغيرهم لطلبة العلم كما قال الداعية السلفي في شهادته، أكد المفتي أن التخصص أمر مهم، والقائم بالإفتاء يخاطب كل من أراد الاستبصار لأمر ما، ونخاطب الكل بخطاب واحد وبشكل متساوٍ دون تفرقة.
ولفت"علام" النظر إلى أنه لا ينبغي أن يستعلي أحد بطاعته أو بعلمه، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "رُبَّ أشعث أغبر ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره الله".
وكان محمد حسين يعقوب، قسم في شهادته الدعاة، خلال جلسة استماع أمام محكمة مصرية بقوله "أبوإسحاق الحويني يخاطب طلاب العلم، ومحمد حسان يخاطب الملتزمين، وأنا أخاطب العوام، وهنا فارق بيننا جميعا".
وأثارت شهادة يعقوب جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي إذ تبرأ الشيخ السلفي من أفكاره التي ظل يدعو لها منذ فترة التسعينيات.
وعن عبارة "لحوم العلماء مسمومة" التي تداولها البعض (أنصار يعقوب) للدفاع عن غير المتخصصين ممن يمتهنون الدعوة دون تأهيل، أوضح مفتي مصر أن هذا نوع من إضفاء القداسة على شخص ما، وأنه من العجيب أن هؤلاء لديهم ازدواجية، فهم يطلقون هذه العبارة لصالح أتباعهم، وفي المقابل يسيئون إلى غيرهم من العلماء الحقيقيين.
قواعد التمذهب
أما عن مسألة ضرورة التمذهب بمذهب فقهي معيَّن فقال "علام" إن ذلك يكون في إطار المنهجية العلمية في التعلم، فإنه يتم الالتزام بمذهب فقهي لدراسته ومعرفة قواعده الثابتة، فهي منهجيات في سياق التعامل مع النص الشرعي للتعلم.
وأشار مفتي مصر إلى أن الأفراد العاديين ليس لزامًا عليهم الالتزام بمذهب معين، وأن مصر بطبيعتها والأزهر الشريف قابل لاحترام الآخر وعدم إقصاء أحد.
وأكد "علام" أن دار الإفتاء المصرية تأخذ بكافة المذاهب الفقهية، وتتخير منها ما يناسب أحوال الناس والواقع المتغير.