أكثر من 15 طعنة إحداها في العنق تلقاها اليوم الروائي البريطاني الهندي سلمان رشدي، أتت هذه الطعنات بينما كان الرجل على يستعد لإلقاء كلمته في إحدى المحافل الأدبية كثيفة الحضور بـ نيويورك، هذه الطعنات؛ على ما يبدو هي ثأر قديم مؤجل حان الآن وقت أدائه..
غصت الصحف ووسائل الإعلام في العالم العربي والإسلامي باسم هذا الرجل عام 1988 وما تلاه من أعوام، على إثر رواية له جاءت تحت عنوان "آيات شيطانية" احتوت على إساءات مدانة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والمسلمين، وهو ما ترتب عليه احتجاجات شعبية عارمة خاصة في مسقط رأسه بالهند.
بعد عام من نشر الرواية أصدر الخميني فتوى تهدر دم رشدي، وهي إشارة تحرك على إثرها أحد عناصر حزب الله ويدعى مصطفى مازح، من أجل اغتيال الرجل، حين كان ينتوي تمرير أحد الكتب المفخخة إليه، قبل أن ينفجر الكتاب فيه مبكرًا ويودي بحياته ويدمر طابقين من فندق بادينغتون اللندني.
بعد ذلك الحادث اضطر رشدي الملحد والمولود في الهند لأبوين مسلمين، اضطر إلى التواري والاختفاء تمامًا مدة عقد من الزمان، ولم يستأنف ظهوره العلني إلا في أواخر تسعينيات القرن الماضي بعدما أعلنت إيران أنها لا تؤيد اغتياله.
رشدي المقيم حاليًا في نيويورك يبدو أن أحدهم كان لا يزال مترصدًا له، وهو ما تُرجِم اليوم عبر تلك الطعنات المدانة، التي لا تعبر عنا كمسلمين، بل إنها تتجاوز صفوفنا وصلابة جوهرنا، وتقدم للمتصيدين هبات مجانية للطعن في ديننا وتثبيت وجهات نظرهم وإعلائها أكثر وأكثر.
يبدو أن فتوى الخميني بإهدار دم رشدي لا تزال تعمل حتى اليوم، حيث تعرفت الشرطة الأمريكية في خبر عاجل على هوية منفذ الهجوم، ويدعى هادي مطر، 24 عاما، وهو شيعي من أصل لبناني متعاطف مع الحكومة الإيرانية والحرس الثوري، وذلك بحسب صحيفة نيويورك بوست.
* من حسابه على تويتر