اخبار الساعة
أثار السناتور الأميركي تيم كين والنائبة باربرا لي من الحزب الديمقراطي مخاوف الأحد بشأن قرار إدارة الرئيس جو بايدن إرسال قنابل عنقودية إلى أوكرانيا لمواجهة الهجوم الروسي.
وأعلنت الولايات المتحدة يوم الجمعة أنها ستزود كييف بالقنابل المحظورة على نطاق واسع في إطار حزمة مساعدات أمنية جديدة بقيمة 800 مليون دولار ترفع إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية إلى أكثر من 40 مليار دولار منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.
وشككت جماعات حقوقية والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في صواب قرار واشنطن بشأن الذخائر.
"هواجس حقيقية"
وقال كين إن لديه "بعض الهواجس الحقيقية" بشأن القرار الأميركي لأنه قد يدفع دولاً أخرى لخرق اتفاقية الذخائر العنقودية التي تحظر استخدام هذه الأسلحة.
وعن أوجه استخدام أوكرانيا لتلك القنابل، قال كين لشبكة فوكس نيوز "لن يستخدموا تلك الذخائر ضد المدنيين الروس".
وأضاف كين عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ أن كييف قدمت تأكيدات أشار إليها البيت الأبيض يوم الجمعة.
وتحظر أكثر من 100 دولة الذخائر العنقودية. ولم توقع روسيا أو أوكرانيا أو الولايات المتحدة على اتفاقية الذخائر العنقودية، التي تحظر إنتاج هذه الأسلحة وتخزينها واستخدامها ونقلها.
وعادة ما تطلق تلك القنابل أعداداً كبيرة من القنابل الصغيرة التي يمكن أن تقتل الأشخاص بشكل عشوائي على مساحة واسعة. وتلك التي لا تنفجر تشكل خطراً لعقود بعد انتهاء الصراع.
إعادة النظر في القرار
من جهتها، حثت لي إدارة بايدن على إعادة النظر في هذا القرار. وقالت لشبكة "سي أن أن": "لا ينبغي استخدام القنابل العنقودية أبداً. هذا تجاوز للحدود". وأضافت أن الولايات المتحدة تخاطر بفقدان "قيادتها الأخلاقية" بإرسال القنابل العنقودية إلى أوكرانيا.
ودافع جون كيربي المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض عن القرار وقال إن الولايات المتحدة تركز بشدة على جهود إزالة الألغام في أوكرانيا.
وأضاف كيربي في مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع" على شبكة "إيه بي سي": "ندرك جيداً المخاوف المتعلقة بسقوط ضحايا مدنيين والتقاط مدنيين أو أطفال ذخائر غير منفجرة وتعرضهم للأذى".
وتابع "لكن هذه الذخائر تقدم بالفعل قدرة مفيدة في ميدان المعركة". وأضاف أن روسيا تستخدم الذخائر العنقودية في أوكرانيا و"تقتل المدنيين بشكل عشوائي"، بينما سيستخدمها الأوكرانيون للدفاع عن أراضيهم.
وقال الجمهوري مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي، إن الهجوم المضاد التي تشنه كييف يمضي ببطء وإن القنابل العنقودية يمكن أن تغير قواعد اللعبة بالنسبة للأوكرانيين.
وتابع ماكول في تصريح لشبكة "سي أن أن" الأحد "أنا سعيد حقاً لأن الإدارة وافقت أخيراً على القيام بذلك".
موقف ألمانيا من الذخائر العنقودية
من جانبه، دعا الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأحد إلى عدم "منع" الولايات المتحدة من تسليم قنابل عنقودية للجيش الأوكراني، مدافعاً في الوقت نفسه عن معارضة بلاده الرسمية لهذه الأسلحة المثيرة للجدل.
وقال في مقابلة مع محطة "زد دي إف" التلفزيونية الألمانية "الموقف الألماني ضد الذخائر العنقودية ما زال مبرراً. لكن في الوضع الحالي، لا يمكن منع الولايات المتحدة" من تسليمها لأوكرانيا.
للخارجية. وأضاف "لا شك في (...) هوية المعتدي وهوية الضحية وفي حقيقة أنه يجب أن نقف مع الضحايا".
قمة "الناتو"
أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد عن أمله بأن تثمر قمة حلف الأطلسي المقرر عقدها في فيلنيوس الأسبوع المقبل "أفضل النتائج الممكنة"، في اجتماع تأمل كييف بأن يترجم تطلعاتها للانضواء في التحالف.
تعقد هذه القمة بعد أكثر من شهر على بدء هجوم مضاد تنفذه القوات الأوكرانية على الجبهة، لكنه لم يحقق حتى الآن سوى مكاسب متواضعة أمام خطوط دفاعية روسية صلبة وبسبب النقص في سلاح الجو وقذائف المدفعية.
إثر استقباله نظيره البولندي أندريه دودا في مدينة لوتسك (غرب أوكرانيا)، أشار زيلينسكي إلى أن الرجلين توافقا عل "العمل معاً لتحقيق أفضل النتائح الممكنة" لكييف في القمة المقرر عقدها يومي 11 و12 يوليو (تموز) في ليتوانيا.
وقال دودا الذي يعد أحد أبرز داعمي كييف في حلف شمال الأطلسي "نحن أقوى معاً". ومن المنتظر أن تحصل كييف خلال القمة على "ضمانات أمنية" من الغربيين، بدون الالتزام بجدول زمني يتصل بالانضمام.
وأقر زيلينسكي والأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بأن انضمام أوكرانيا إلى التكتل مستبعد قبل انتهاء الحرب مع روسيا.
من جهته أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي غادر الأحد إلى المملكة المتحدة استعداداً للقمة، تشدداً حيال هذه المسألة.
بشأن أوكرانيا قال بايدن في مقابلة أجرتها معه محطة تلفزيونية أميركية "لا أشعر بأنها جاهزة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى عدم وجود إجماع حول إمكان ضم كييف" في خضم حرب. وتابع "إذا حصل ذلك سنكون في حرب مع روسيا".
محادثات تركية - روسية
وأعاد زيلينسكي معه من تركيا الى أوكرانيا عدداً من قادة "كتيبة آزوف" كانت قد أسرتهم روسيا، في خرق لاتفاق مع موسكو كان يقضي ببقائهم حيث هم حتى نهاية النزاع.
وأثارت عودتهم إلى أوكرانيا التي استقبلتهم استقبال الأبطال، غضب الكرملين، واعتبرها المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف "خرقاً مباشراً جديداً لشروط اتفاقات مبرمة".
نقلت وكالة أنباء إنترفاكس-أوكرانيا عن دينيس بروكوبينكو، أحد قادة هذه الكتيبة، المقربة من أوساط القوميين المتشددين في أوكرانيا، نيته العودة إلى الجبهة قريباً.
وقال بروكوبينكو الذي كان يعيش مع رفاقه الآخرين في تركيا منذ سبتمبر (أيلول) "لهذا السبب عدنا إلى أوكرانيا. هذا هو هدفنا الرئيسي".
وتطرق وزيرا الخارجية الروسية سيرغي لافروف والتركي هاكان فيدان إلى المسألة الأحد خلال اتصال هاتفي، وفق موسكو.
وحذر لافروف نظيره من أن تسليم كييف أسلحة يضع البلاد على "مسار هدام"، في انتقادات من غير المعتاد توجيهها بين الشريكين.
السبت مع دخول الصراع يومه الـ500، أشاد زيلينسكي "بشجاعة" شعبه في مقطع فيديو غير مؤرخ يظهره وهو يزور جزيرة الثعبان الصغيرة في البحر الأسود، والتي أصبحت رمزاً للمقاومة الأوكرانية.
منذ بدء الهجوم، قُتل تسعة آلاف مدني، بينهم أكثر من 500 طفل، بحسب الأمم المتحدة.