اخبار الساعة
في اجتماع اللجنة الرابعة بشأن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، دولة الإمارات،استنكرت الهجمات على العاملين والمدنيين والأعيان المدنية ومرافق الأمم المتحدة.
كما طالبت بتوفير الحماية للفلسطينيين خاصة الأطفال والنساء.
وساهمت الإمارات منذ اندلاع الحرب في غزة بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي وأطلقت مؤخراً عملية "الفارس الشهم 3" الإنسانية.
وشددت لى توفير كامل الحماية للعاملين لدى الجهات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة.
وفيما يلي : بيان الإمارات العربية المتحدة أمام المناقشة العامة للجنة الرابعة الشاملة للبند 49 والمعنون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى
والذي ألقاه الشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، مستشار دبلوماسي
السيدة الرئيسة،
أشارك في هذه الجلسة حول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ضاماً صوت بلادي للبيان الذي ألقته المملكة العربية السعودية الشقيقة باسم جامعة الدول العربية والبيان الذي ألقته سلطنة عمان الشقيقة باسم دول مجلس التعاون، والبيان الذي القته أذربيجان باسم حركة عدم الانحياز.
ويشرفني أن أتكلم اليوم في وقت ضاعت فيه أصوات من ضحوا بأرواحهم من العاملين في المجال الإنساني لتوفير جزء بسيط من الاحتياجات الأساسية لشعب يواجه أشد أنواع المعاناة في قطاع غزة، بسبب استمرار القصف الإسرائيلي العنيف وتوسيع العمليات البرية في القطاع.
كما أود في مستهل البيان أن أجدد مطالب دولة الإمارات بالوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين، وأن أعبر عن بالغ الأسى تجاه الخسائر الفادحة في أرواح المدنيين جراء الحرب.
السيدة الرئيسة،
أعبر عن تقديرنا وامتناننا العميق للتضحيات التي يقدمها موظفي الاونروا أثناء تأدية مهامهم النبيلة في هذه الظروف الصعبة، فكما قال المفوض العام للأونروا في رسالة إلى موظفيه نهاية الشهر الماضي واقتبس “أنتم تمثلون وجه الإنسانية خلال واحدة من أحلك أوقاتها” انتهى الاقتباس. ونؤكد بهذه المناسبة على دعم دولة الإمارات لوكالة الأونروا والجهود الهامة التي تبذلها لدعم اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، الذي يشهد كارثة إنسانية غير مسبوقة.
كما نتقدم بتعازينا الصادقة للسيد لازاريني ولموظفي الوكالة إزاء مقتل 89 شخص منذ اندلاع الحرب، وهو أكبر عدد يقتل من موظفي الإغاثة التابعين للأمم المتحدة في نزاعٍ خلال هذه الفترة القصيرة. كما نعبر عن خالص تعازينا للشعب الفلسطيني الشقيق جراء مقتل قرابة عشرة الالاف فلسطيني، سبعين بالمئة منهم من النساء والأطفال.
ونشدد، مرة أخرى، على ضرورة حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني، ونستنكر شن هجمات على العاملين والمدنيين، والأعيان المدنية ومرافق الأمم المتحدة، ومنها تلك التابعة للأونروا، بالأخص المرافق التي تتعرض للقصف وهي مكتظة بالنازحين من الحرب، ومنها مؤخراً مدرسة في مخيم المغازي للاجئين، فيما تضرر بالمجمل 48 مرفق تابع للأونروا. ونشير هنا إلى أن دعم الغالبية العظمى من دول العالم قرار الجمعية العامة المعتمد في السابع والعشرين من أكتوبر الماضي بشأن حماية المدنيين في الجلسة الاستثنائية الطارئة، إنما يؤكد على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي وضع لحماية المدنيين.
السيدة الرئيسة،
رغم خطورة الأوضاع، نقدر استمرار وكالة الأونروا في تقديم الخدمات الأساسية للسكان في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص تحت حصار خانق بعد قطع إسرائيل أحد أكثر الموارد الأساسية لحياة الانسان وهي المياه، وبعد قطع الكهرباء ومنع ادخال الوقود الذي يعد اساسياً لتشغيل المستشفيات.
كما يؤسفنا منع ادخال المواد الغذائية عن شعب بات يتضور جوعاً وغيرها من المواد الأساسية ومنها المساعدات الطبية، باستثناء بعض شحنات المعونة القليلة مما تسبب بانهيار القطاع الصحي وتدهور الأوضاع الإنسانية الى مستويات كارثية، وذلك في الوقت الذي قطعت فيه الاتصالات عن قطاع غزة للمرة الثالثة خلال عشرة أيام، مما يتسبب بتعتيم إعلامي ويمنع السكان من التواصل مع الطواقم الطبية ويعرقل عمل الجهات الإنسانية والصحية من الاستجابة للأوضاع على الارض.
كيف من الممكن في هذه الأوضاع إنقاذ حياة المدنيين؟ إننا نطالب باتخاذ إجراءات لتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في قطاع غزة، خاصة الأطفال، الذين يتعرضون لوطأة هذا النزاع، فكما صرحت منظمة اليونيسف ” أصبحت غزة مقبرة للأطفال” فيما أصبحت أحد أكثر العبارات المؤلمة تردداً بين الطواقم الطبية في غزة هي “طفل مصاب فقد جميع أفراد أسرته”.
ونجدد في هذا السياق دعوتنا إلى الوقف الفوري لهذه الحرب لحقن الدماء ومنع توسع رقعة النزاع في المنطقة وإلى ضمان ادخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع على نحو عاجل وآمن ومستدام ودون عوائق.
السيدة الرئيسة،
لقد أصبح الدور الهام الذي تضطلع به وكالة الاونروا في مساعدة ودعم لاجئي فلسطين ملحاً الآن أكثر من أي وقت مضى، ليس فقط في قطاع غزة، وإنما أيضاً في الضفة الغربية التي تشهد بدورها تصاعداً حاداً في العنف قتل على إثره 136 فلسطيني منهم 43 طفلاً، وهذا الى جانب الجهود الهامة التي تضطلع بها الأونروا في كل من الأردن ولبنان وسوريا، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي مواصلة حشد التمويل وتوجيه الموارد والدعم لهذه الوكالة.
وانطلاقاً من نهج دولة الإمارات الثابت، والقائم على مبادئ الإنسانية، قدمت منذ وقت اندلاع الحرب في غزة 20 مليون دولار للوكالة لدعم استجابتها الإنسانية للمتضررين، وهذا إلى جانب تقديم 35 مليون دولار للوكالة هذا العام لمساعدتها على الاستجابة لاحتياجات الفلسطينيين ومنهم اللاجئين في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة جراء عنف المستوطنين والممارسات الإسرائيلية غير الشرعية فيه.
كما وجه مؤخراً صاحب السمو رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “حفظه الله” بإطلاق عملية إنسانية تحت مسمى “الفارس الشهم 3” لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وذلك بعد التوجيه أيضاً بمبادرة اخرى لعلاج ١٠٠٠ طفل من غزة في المستشفيات الإماراتية، إلى جانب إطلاق بلادي حملة “تراحم من أجل غزة” لدعم المتضررين في ظل هذه الظروف الإنسانية الصعبة، وكذلك إنشاء جسر جوي نقل حتى الان 200 طن من مساعدات دولة الامارات والأمم المتحدة إلى مصر تجهيزاً لنقلنها الى قطاع غزة. ونشدد في هذا السياق على أهمية السماح لموظفي الأونروا وغيرهم من العاملين في المجال الإنساني بالتنقل وعلى نحو آمن، لمساعدة المحتاجين وتوفير الرعاية المطلوبة.
وختاماً، السيدة الرئيسة، نشدد على ضرورة توفير كامل الحماية لعاملي وكالة الاونروا وغيرها من الجهات الإنسانية ووكالات الأمم المتحدة، فبعد مقتل العديد من موظفي الأونروا، ما هي الرسالة التي نود أن تصل إلى العاملين في المجال الإنساني حاليآً وفي المستقبل؟
وتؤكد دولة الإمارات على موقفها الراسخ والتاريخي والإنساني في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ويشمل هذا إيجاد حل عادل للاجئي فلسطين وبما يضمن حقهم في العودة.
وشكراً، السيدة الرئيسة.